قال اللواء سعد الجمال، رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، إنه ما زالت رحى الحرب تدور بكل شراسة على الأراضي السورية ولازالت الآلة العسكرية تدور بكل سرعة لتحصد الأوراح من الأبرياء وتدمر الوطن السوري في كل ربوعه. وأكد الجمال، في تصريحات ل"بوابة البرلمان"، اليوم الأحد، أن المشهد يتنامي بمخاطر تقسيم سوريا وتحويلها إلى دويلات ومناطق نفوذ استنادًا لاعتبارت عرقية وسياسية وإستراتيجية، مشيرا إلى أن الصراع الدموي الحاد بين القوى الإقليمية متمثلة في تركيا وإيران وحلفائهما والقوى الدولية المتمثلة في روسيا والولايات المتحدة وحلفائهما جعل الأراضي السورية ملعبًا لاستعراض القوى وتجريب أحدث الأسلحة، في الوقت الذي نعانى من مخاطر محاولات التوسع التركي وإزدياد نفوذها في سورياوالعراق. وشدد النائب البرلمانى، على أن الحرب الدائرة حاليًا في العراق تهدف إلى تحقيق توسيع منطقة الحكم الذاتي في كردستان إلى إنشاء دولة كردية مستقلة، مؤكدا على أ ن كل الاجتماعات الدولية متعددة الأطراف حول سوريا تنتهي بلا نتيجة أو اتفاق ولا تشهد سوى المشادات وتبادل الاتهامات وآخرها اجتماع لوزان الشهر الجاري، مشيرا إلى إن المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري من قتل وإصابات وتشريد ونزوح أصبحت تزداد وتتفاقم يومًا بعد يوم. ولفت رئيس لجنة الشئون العربية، إلى أن مجرد إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة وجهات النزاع أصبحت أمرًا معقدًا، مشيرا إلى إن الإرهاب بشتى صوره والتنظيمات التي تتبناه تفشى بشكل غير مسبوق في ربوع سوريا. بدعم خارجي واضح تسليحًا وتمويلًا وتدريبًا. وقال الجمال: إن الدور الخارجي عمومًا ودور القوى الغربية خصوصًا يعمل على تغذية عوامل التوتر والاقتتال الداخلي وتعزيز وتيرة العنف دون النظر إلى مصالح الشعب السوري أو الدولة السورية كما يزعمون، مشيرا إلى إن الأمن القومي العربي في ظل المعطيات السابقة أصبح في خطر جسيم لاسيما في ظل الاختلافات العربية في الرؤى نحو الأزمة السورية بما يهدد الأمن القومي لمصر ولسائر الوطن العربي. وطالب الجمال، جامعة الدول العربية ووزارة الخارجية المصرية للقيام بدور فاعل وإيجابى لتقريب وجهات النظر لكل الدول العربية لإيجاد موقف عربى موحد يساهم في حل الأزمة السورية سواء على المحيط الدولى أو الإقليمى، مؤكدا على أن استمرار نزيف الدم في سوريا وغياب الأفق السياسي أمر لم يعد مقبولا استمراره. وأكد الجمال على أن اللجنة تدين الاستيطان الاسرائيلى في الجولان، ورفض كل ما تتخذه سلطات الاحتلال من إجراءات لنقل المزيد من المستوطنين الاسرائيليين إلى الجولان العربى السورى المحتل والتي تهدف إلى تغيير الوضع القانونى والطبيعى والديمجرافى للجولان المحتل، مشيرا إلى أن اللجنة تؤيد الموقف المصرى الداعم للأخوة في سوريا واعتبارهم أشقاء وإخوة في وطنهم وذلك على الرغم من الظروف الصعبة التي تعانى منها مصر.