تداول بضائع وحاويات 4185 شاحنة في ميناء دمياط    قنا تعلن مواعيد غلق المحال التجارية خلال فصل الصيف    غدا.. ضعف المياه بالأدوار العليا بأطراف قرى غرب طهطا بسوهاج لإجراء الصيانة الدورية بمحطة مياه شطورة    بايدن يعرب عن استعداده لمناظرة مع ترامب قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة    الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 جنود أوكرانيين في يوم واحد    «إيقاف مبدئي».. عاصفة تهدد مباراة الترجي وصن داونز بالإلغاء    ننشر أسماء ضحايا انهيار شرفة منزل جراء هبوب عاصفة ترابية بأسوان    ثقافة القاهرة تقدم لقاءات تثقيفية وورش للأطفال في احتفالات ذكرى تحرير سيناء    المؤلف حسام موسى: مسلسل بدون مقابل يقدم هاني رمزي بصورة جديدة.. ونستأنف التصوير قريبا    مساعد وزير التعليم: 8236 مشروعا تعليميا ب127 ألف فصل    قرار عاجل من جامعة حلوان لبحث مشكلة الطالبة سارة| القصة كاملة    اقرأ في عدد «الوطن» غدا.. مصر تجري اتصالات مع كل الأطراف لوقف الحرب في قطاع غزة    مسؤول إسرائيلي: بلينكن يزور إسرائيل الأسبوع المقبل لبحث صفقة جديدة    تعرف على أهداف الحوار الوطني بعد مرور عامين على انطلاقه    الغيابات تضرب الاتحاد قبل مواجهة الجونة    النصر يتعادل مع اتحاد كلباء في الدوري الإماراتي    علاقة متوترة بين انريكي ومبابي.. ومستقبل غامض لمهاجم باريس سان جيرمان    برلماني : كلمة الرئيس باحتفالية عيد تحرير سيناء كشفت تضحيات الوطن لاستردادها    حماية الوعي الإيجابي.. الحصاد الأسبوعي لأنشطة «التضامن» في الفترة من 19 إلى 25 أبريل 2024    تنفيذ 15 حالة إزالة في مدينة العريش    رئيس COP28: على جميع الدول تعزيز طموحاتها واتخاذ إجراءات فعالة لإعداد خطط العمل المناخي الوطنية    وسائل إعلام إسرائيلية: سقوط صاروخ داخل منزل بمستوطنة أفيفيم    شركة GSK تطرح لقاح «شينجريكس» للوقاية من الإصابة بالحزام الناري    صحة دمياط تطلق قافلة طبية مجانية بقرية الكاشف الجديد    إصابة 6 أشخاص في انقلاب سرفيس على صحراوي قنا    الأوقاف تعلن أسماء القراء المشاركين في الختمة المرتلة بمسجد السيدة زينب    نائبة تطالب العالم بإنقاذ 1.5 مليون فلسطيني من مجزرة حال اجتياح رفح    تعرف على أعلى خمسة عشر سلعة تصديراً خلال عام 2023    سيد رجب: شاركت كومبارس في أكثر من عمل    السينما الفلسطينية و«المسافة صفر»    "ذكرها صراحة أكثر من 30 مرة".. المفتي يتحدث عن تشريف مصر في القرآن (فيديو)    تكثيف أعمال التطهير لشبكات الصرف الصحي بمحافظات القناة    مصرع طفل سقط في مصرف زراعي بالفيوم    وكيل وزارة الصحة بأسيوط يفاجئ المستشفيات متابعاً حالات المرضى    مجلس أمناء العربي للثقافة الرياضية يجتمع بالدوحة لمناقشة خطة 2025    ميار شريف تضرب موعدًا مع المصنفة الرابعة عالميًا في بطولة مدريد للتنس    استقالة متحدثة أمريكية اعتراضًا على حرب إسرائيل في قطاع غزة    طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي شرقي لبنان    يحيى الفخراني: «لولا أشرف عبدالغفور ماكنتش هكمل في الفن» (فيديو)    الأمم المتحدة للحق في الصحة: ما يحدث بغزة مأساة غير مسبوقة    تعرف على فضل أدعية السفر في حياة المسلم    تعرف على فوائد أدعية الرزق في حياة المسلم    «أرض الفيروز» تستقبل قافلة دعوية مشتركة من «الأزهر والأوقاف والإفتاء»    إقبال كثيف على انتخابات أطباء الأسنان في الشرقية (صور)    استمرار فعاليات البطولة العربية العسكرية للفروسية    مواعيد الصلاة في التوقيت الصيفي بالقاهرة والمحافظات.. وكيف يتم تغيير الساعة على الموبايل؟    بداية من الغد.. «حياة كريمة» تعلن عن أماكن تواجد القوافل الطبية في 7 محافظات جديدة    بعد حادث شبرا الخيمة.. كيف أصبح الدارك ويب السوق المفتوح لأبشع الجرائم؟    وزير التعليم العالي يهنئ الفائزين في مُسابقة أفضل مقرر إلكتروني على منصة «Thinqi»    فعاليات وأنشطة ثقافية وفنية متنوعة بقصور الثقافة بشمال سيناء    25 مليون جنيه.. الداخلية توجه ضربة جديدة لتجار الدولار    «مسجل خطر» أطلق النار عليهما.. نقيب المحامين ينعى شهيدا المحاماة بأسيوط (تفاصيل)    أول تعليق من كلوب بعد تقارير اتفاق ليفربول مع خليفته    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    نجاح مستشفى التأمين ببني سويف في تركيب مسمار تليسكوبى لطفل مصاب بالعظام الزجاجية    موعد اجتماع البنك المركزي المقبل.. 23 مايو    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 26 أبريل 2024.. «الحوت» يحصل علي مكافأة وأخبار جيدة ل«الجدي»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفضيحة.. عندما كان إبراهيم عيسى منافقًا
نشر في البوابة يوم 25 - 09 - 2016

-إبراهيم عيسى: السيسي تحدَّى الولايات المتحدة الأمريكية التي يعرف جيدًا جدًا أنها مصدر السلاح العسكري للجيش المصرى، فضلا عن صلة معقودة بالمِنَح والمعونات والتدريبات والبعثات
-عيسى: الإخوان جماعة إرهابية تملك حلفاء أكثر إرهابيةً، وهى تتوسع بأرخبيل من العملاء في سيناء وغزة، يمكن أن تشعل معارك صغيرة وبؤرًا إرهابية وفِخَاخًا أمنية تستنزف وتفرق
-«عيسى»: طاعة «السيسي» من الشريعة الإسلامية.. و30 يونيو ثورة مثل 25 يناير، الرئيس راهن على الشعب فخرجت الملايين وهو يتمتع ب«شعبية جارفة» «السيسي»، هو الوحيد الذي يؤمن ب«25 يناير» باعتباره رجل جيش وطنيًا، لا تتربصوا بالرئيس ولا تتصيدوا أخطاءه، ويجب أن نكون سندًا له إذا احتاج الوطن ترشح «السيسي» كان مهمة وطنية وردًا لفضل الوطن الرئيس صاحب رؤية وخبرة عميقة الجذور ولكنه ليس فرعونًا الأجهزة الأمنية تريد تصفية حساباتها مع الثورة إلا هو الرئيس ساند الشعب في وجه عصابة كانت تحكم الدولة
من حق كل كاتب أن يقف على ضفة النهار التي يختارها، لكن ليس من حقه أبدا أن يطعن الآخرين متهما لهم ومشوها لأدوارهم، إذا وقفوا على نفس الضفة بعد أن يكون قد غادرها هو، خاصة إذا كانت مغادرة لموقعه تعود لأسباب خاصة به لا موضوعية فيها ولا منطق. يعيب إبراهيم عيسى الآن من خلال نشرته الصحفية التي لا يقرؤها إلا دراويشه وبعض المغيبين، على من يقفون في صف الدولة المصرية نفاقهم للرئيس، فعلها بعنوان رخيص، عندما وصف الوفد الذي سافر إلى نيويورك مصاحبا للرئيس عبدالفتاح السيسى، بأنه الوفد المنافق للرئيس. هذا توصيف عبثى بالطبع، ولذلك قد يكون من التماهى مع العبث إذا حاولنا تفنيده بالمنطق، ودافعنا عمن سافروا، وهم إعلاميون وكتاب وشخصيات عامة وفنانون ونواب برلمان.. فهؤلاء لم يرتكبوا جرما حتى ندافع عنهم، ولذلك اسمحوا أن نذكر إبراهيم عيسى وسبق أن كتبه عن عبد الفتاح السيسى. حتى شهور قليلة ماضية كان إبراهيم أحد المبشرين الكبار بالرئيس عبدالفتاح الرئيس، والعاملين بإخلاص على التسويق له سياسيا، والإشادة به لكنه تحول، فمن الذي تغير؟ الكاتب أم الرئيس. التجربة أثبتت أن الرئيس لم يتغير، لم يجد عليه شيئا، يعمل بنفس الإخلاص لما يعتقد أنه صحيح، يحاول أن نخرج جميعا من الأزمة التي ورثناها جميعا، وعمقتها أحداث فوضى صاحبت الثورة، لكن الكاتب انقلب على كل ما يقوله، سخر تلاميذه الذين يتشبهون به، ليهاجموا كل شىء وينقضوا على كل شىء، ويهدموا كل شىء.
قد تسأل ولماذا يفعل كاتب المفروض أنه عاقل مثل إبراهيم عيسى ما يفعله؟
اسمح لنا أن نؤجل الإجابة لما بعد القراءة. كل ما عليك هو أن تنتبه إلى أن ما ستقرأه كتبه إبراهيم عيسى، ليس من سنوات مضت، ولكن من شهور قليلة.
(1) 19 فبراير 2013
حتى موعد العَشاء
لن يسكتوا ولن يصبروا ولن يحتملوا بقاءه طويلا، إنهم يريدون وزيرا للدفاع على طريقة وزير داخليتهم محمد إبراهيم!، هذا هو سر الغضب الإخوانى على الفريق أول عبدالفتاح السيسى، الذي تجلت إحدى صوره في الأنباء عن إقالته التي دسَّتها عناصر الإخوان الإلكترونية على مواقع الإنترنت، إنذارا وتحذيرا للرجل، شأن ما كانت تفعله بالضبط مع المستشار عبدالمجيد محمود، وكما فعلته مع وزير الداخلية السابق أحمد جمال الدين.
مكتب الإرشاد الذي يحكمنا من مغارته، ويُملِى على الدكتور مرسي قراراته، لا يطيق أي مسئول لا ينفِّذ التعليمات حرفيًّا وبمنتهى الحماس الغشيم والغاشم للجماعة، نموذج أداء محمد إبراهيم وزير الداخلية، وطلعت عبدالله النائب المعين من مرسي، هو النموذج المثالى للإخوان، لا تهتم بصورتك أمام الناس ولا بقيمتك أمام الرأى العام ولا بسمعتك أمام مرؤوسيك ولا بشكلك يوم خروجك من المنصب ولا بضميرك أمام ربنا، فقط نفِّذ أوامر المرشد!
الفريق أول عبدالفتاح السيسى ليس كذلك ولن يكون
هو ليس إخوانيا بالقطع، ثم إنه ابن المدرسة الوطنية في الجيش، ورجل متربى مصريا وليس متربى إخوانيا، ولن يطبِّق سياسة الإخوان ولا تعليماتهم لا بشكل مباشر ولا بشكل فظّ، ولا يسأل فيهم أحيانا، من هنا كان موقف الجيش في محافظات القناة مع شرعية الشعب لا مع شرعية الغضب الرئاسى، منضبطا ومحافظا على علاقته وصورته مع الناس، لم يكن في أي مشهد حتى الآن ذراعا للإخوان ولا خصما للقوى السياسية ولا الشعبية، ثم على الناحية الأخرى كان يحذِّر على لسان قائده ثم قادته من مغبة الصراع وعدم الاستقرار السياسي، فظهر الجيش محايدًا أو ضامنًا للسلام الاجتماعى والأهلي في البلد!
من هنا جاء الغضب الإخوانى الواضح، الذي لا يحمل أي التباس ضد الفريق أول السيسى، خصوصا مع صيحات بعضُها من فرط الكراهية للإخوان، وبعضُها من فرط الخوف على البلد، وبعضُها من إفراط في ثقة الناس بالجيش، تطالب كلها بتدخل السيسى لإنقاذ الوطن، وهى صيحات تتمدد شعبيا رغم التحذير اليومى من مغبة جلب الجيش للسياسة مرة أخرى، لكن اليأس من إمكانية انصلاح حال الإخوان يُذكِى هذه المشاعر التي لم تَعُد سرًّا، ولم تعد محصورة في فئات بعينها، ولم تعد محاصَرة باستنكار واسع كما في شهور مضت، كما قُلت قبلا يجب عدم تحفيز أو تأييد أن يلعب الجيش دورا سياسيا على الإطلاق، العكس هو المفروض، أن يكون الجيش جيشا، ومؤسسة عسكرية منضبطة وقوية، لا دخل لها بالسياسة والاقتصاد والبزنس والدين معًا. يركز في شغله كمؤسسة تحت ولاية وإدارة السياسة المنتخَبة ديمقراطيًّا بشروط النزاهة.
لكن المشكلة التي تعوق هذا التحذير عن الوصول إلى الناس هي جماعة الإخوان التي تصمم أن تجعل من الجيش مطية لها ومن وزير الدفاع مأمورا من مكتب إرشادها، ولا تطيق انضباطه ولا حياده ولا حتى ولاءه لمرسي، بل تطلب منه أن يكون ذراعها العسكرية، كما صارت الداخلية ذراعها الأمنية، وتسعى إلى أخونة الجيش، ومن ثم تخرج كل يوم من مكتب الإرشاد إشارات بالإطاحة بالسيسى، سواء قبل الانتخابات البرلمانية ضمن تعديلات تبدو مستجيبة للمعارضين أو في حكومة بعد الانتخابات، على اعتبار أنها بداية جديدة للجمهورية المزعومة.
لقد أشار الفريق أول عبدالفتاح السيسى كثيرًا في جلسات مع مفكرين وصحفيين خلال توليه منصب مدير المخابرات الحربية إلى أن الشعب سوف يستدعى الجيش للتدخل أكثر من مرة بعد تسليم السلطة.
الأسباب- كما اعتقدتُ أنه تصورها- وضع اقتصادى صعب ومزعج وعلاجه مؤلم، وسوف تنتج عن الأزمة الاقتصادية - كما ستنتج عن محاولة حلها- انفجارات اجتماعية وأمنية سيتم استدعاء الجيش للتعامل معها بالإطفاء أو الإخماد أو الإجهاض أو التطويق.
وضع سياسي مشتت وغير ناضج وتتصدره أغلبية غير راشدة تحمل أجندة صدامية، ومن ثم سيحدث التصادم الذي سيتحرك مثل كرة ثلج، وحين يكبر سوف يستدعى الشعبُ الجيشَ للفصل أو للتفاوض أو للحسم.
وضع دولى.. حيث استثمرت أمريكا والغرب في الجيش تسليحا وتدريبا حتى يبقى رمانة الميزان في الشرق الأوسط وضامنا لعملية السلام ومحددا لشروط اللعبة، بحيث إن أي خروقات للاتفاقات يردعها الجيش باستدعاء دولى بغطاء شعبى.
لكنه لم يَقُل أيامها سببا رابعا، وهو حين يفكر الإخوان في أن يتناولوا الجيش على العَشاء لكن ماذا سيحدث حتى موعد العَشاء؟!
■ ■ ■
(2) 7 يوليو 2013
سيسى مصر
إذن.. هذا ما فعله الفريق أول عبدالفتاح السيسي:
1- انحياز للشعب وإرادة الجماهير ضد رئيس يملك شرعية الصندوق، ولكنه فقد الشرعية الأخلاقية والسياسية والقانونية تماما، كان السيسى يملك أن يلعب دور الوسيط طويلا، وكان يمكن أن يتلكأ متحججًا عند دور المراقب المشاهد، وكان يمكن أن ينأى بمؤسسته عن الصدام بدعوى صادقة، هي الحفاظ على القوة وادخارها لما هو أدعى، وكان يمكن أن يمنح ولاءه لجماعة رئيس ورئيس جماعة في نموذج باكستاني، سبق وضمن لأطرافه الإبقاء على المعادلة متوازنة ومستديمة، والطرفان في خدمة سيد واحد!
لكن السيسى بمنتهى الوطنية وبرسوخ الانتماء لمصر، وبجيش لم يخُن شعبه في أي لحظة أبدا على مدى الدهر، أثبت أنه جيش محمد على، جيش الوطنية، جيش الشعب، كما أن الشعب شعب الجيش.
2- تحدَى الولايات المتحدة الأمريكية التي يعرف جيدا جدا أنها مصدر السلاح العسكري للجيش المصرى، فضلا عن صلة معقودة بالمِنَح والمعونات والتدريبات والبعثات، ثم هو على علم كامل ومطلق بالصفقة الأمريكانية الإخوانية التي على أثرها ساقت واشنطن بكل خطوات المرحلة الانتقالية إلى تسليم مصر للإخوان، ومع ذلك تحدى السيسى أمريكا سياسةً وحكمًا ومشروعًا، وضرب بكل ضغوطها المستميتة للإبقاء على عميل سياستها وخادم خطتها محمد مرسي وجماعته الخائنة للسياسة الوطنية عرض الحائط.
إن ما فعله السيسى من تحدٍّ غير مسبوق، وبحدة وحسم وحزم لا مثيل له، للولايات المتحدة، لهو إعلان للاستقلال الوطنى، يساوى في قوته لحظة تأميم قناة السويس، بل ويفوقها في قوة الموقف وعظمة الأثر وعمق التأثير ودوىِ الإجماع الشعبى.
3- وقف السيسى صلبًا في مواجهة جماعة الإخوان، وهى جماعة تتجاوز وجودها المصرى إلى توسع دولى عبر شبكة مصالح تشبه «المافيا» وتشابك تنظيمى مع إرهابيين ومتطرفين ونظم سياسية، تموِل وتنفِق وتعاوِن وتعادِى.
هي جماعة إرهابية تملك حلفاء أكثر إرهابيةً، وهى تتوسع بأرخبيل من العملاء في سيناء وغزة، يمكن أن تشعل معارك صغيرة وبؤرًا إرهابية وفِخَاخًا أمنية تستنزف وتفرق، ثم هي جماعة سوداء لم تترك يوما أحدا ممن تحدى إرهابها وطعنها في تنظيمها بلا انتقام، فقتلت محمود فهمى النقراشى (رئيس الحكومة الذي حل الجماعة) وإبراهيم عبدالهادى (رئيس الحكومة التي قُتل البنا في عهدها) وحاولت اغتيال عبدالناصر، ثم إن أبناءها وفروعها وأربابها اغتالوا السادات كذلك، فهذا السيسى يستخف بحياته من أجل وطن.
4- ثم يقرر السيسى أن يرجع بجيشه عن واجهة إدارة المشهد، هو في قلبها قطعًا ومتى كان خارجها منذ 1952 (بثورة البكباشى جمال عبد الناصر) وإن شئت الدقة فقل: متى كان الجيش خارجها منذ 1881 حين أطلق الأميرلاى (العقيد) أحمد عرابى ثورته؟
ترفع السيسى وتعفُّفُه وحرصُه وصيانتُه للجيش واحترامُه للإرادة الثورية، تعلمًا من درس فشل طنطاوى وإدراكًا لاستهداف جيش مصر من جهات دولية تريد له ولها الالتحاق بمصير الجيشين، العراقى والسورى، دفَعَهُ كلُّ هذا إلى أن يقدِّم الوجه المدنى والسياسي للثورة، حيث هو أيضا حق هذا الشعب الذي أطلق ثورة «تلاتين يونيو» (هي أكثر شعبية وأكثر وضوحًا من ثورة 25يناير).
كان يمكن لِلَهْفَة امتلاكِ واجهةِ الصورة والغرام برفع الصور وتصدُّر الأخبار أن تأخذ أحدًا، غير السيسى إلى إغواء التزعم، لكن الرجل عفيفًا مترفِّعًا ناضِجًا عميقًا متماسِكًا، تحرَك إلى الخلف ووقف وراء الصف، متفرِّغًا لإنقاذ أمن مصر من الفراغ والتفريغ!
■ ■ ■
(3) 6 أغسطس 2013
طاعة السيسى من الشريعة الإسلامية
هي ثورة 30 يونيو كانت ثورة شعب، لم ولن تكون انقلابا أبدا
لكن ماذا لو سرنا مع هؤلاء المعتصمين في رابعة يسمعون ويطيعون قياداتهم ويرددون كالببغاوات الزاعقة أنهم يدافعون عن الإسلام وعن الشريعة؟!
طيب، ما رأيك أن الشريعة الإسلامية تفرض فض اعتصامَى رابعة والنهضة بل والاعتذار عن كل ما بدر منهم للفريق أول عبدالفتاح السيسى والتسليم له (وليس لخريطة المستقبل بالقيادة)؟!
لو كان ما جرى انقلابا من السيسى ضد حاكمه الشرعى كما يزعمون، فإن الشريعة الإسلامية التي لا يفهمها هؤلاء الجهلة تحتم عليهم مبايعة السيسى والتسليم له بالقيادة.
سأعتمد هنا على دراسة بديعة للدكتور حسن بدير جمع فيها الأدلة الشرعية التي يتجاهلها أنصار الشريعة المدعون.
يقول القاضى أبو يعلى في كتابه «الأحكام السلطانية»
«فأما إمارة الاستيلاء التي تُعقد على اضطرار فهى أن يستولى الأمير بالقوة على بلاد يقلده الخليفة إمارتها».
لاحظوا أن الأمير المقصود في هذا النص هو أمير الجيش، أي القائد العام للقوات المسلحة، فطاعته- حسب تفسير ابن عباس- لآية طاعة ولىّ الأمر «... واجبة حفظًا لصفوف الجيش من التشرذم والفُرقة».
إذن يذهب الدكتور حسن بدير إلى أن استيلاء الفريق السيسى على الحكم بالقوة (لو كان كذلك) من الممكنات الشرعية، لكن السيسى لم ينتزع السلطة بل استجاب لإرادة الشعب والثورة وعزل مرسي وقام بتنصيب أعلى سلطة قضائية مكانه، فالعزل أيضا - أو ما يسمَّى شرعًا «الحَجْر»- من ممكنات الشرع.
كما فَصَّل الإمام الماوردي:
الاستيلاء على الحكم ضربان (أي نوعان): حَجْرٌ وقهر، فأما الحَجْرُ فهو أن يستولى عليه من أعوانه من يستبد بتنفيذ الأمور.. فلا يمنع ذلك من إمامته، ولا يقدح في صحة ولايته.
فبهذا المنطق، كما يذهب الدكتور بدير، لا يستنكر الشرع الإسلامى أن يقوم الدكتور مرسي المنتخَب بتولية الفريق السيسى قيادة الجيش، فيقرر الأخير بدافع وطنى أن «يحجر» على الأول الذي ولّاه ويطيح به، ولا يعتبرها غدرا أو خيانة، بل ويؤيد الشرع هذا ويصحح ما فعله(!!).
ففى طبقات الحنابلة (1/244) نَصٌّ للإمام أحمد به بيان أن «الإمارة تنعقد بالغَلَبَة كما تنعقد بالرضا.. يشمل ما إذا تغلَّب الحاكم بسيفه أو بسيف غيره، وسواءً كان هذا الغير مسلما أو كافرا».
فبموجب هذا النص الشرعى «بسيفه أو بسيف غيره» يعتبر الشارع حتى تولية المستشار عدلى منصور رئيسا مؤقتا من صميم اختصاصات الفريق السيسى ومن سلطاته(!!).
الأنكت من ذلك أنه محرم دينيا الخروج على السيسى طبقا للشريعة، فكل ما يجرى في رابعة والنهضة مخالف للشريعة حتمًا، فينقل حسن بدير عن شيخ وإمام الوهابية معشوق معتصمى رابعة محمد بن عبدالوهاب بإجماع المذاهب على رفض تحدى «الانقلاب/ الثورة» الذي قام به الجيش في حق مرسي:
الأئمة مُجمِعون من كل مذهب على أن من تغلب على بلد أو بلدان له حكم الإمام في جميع الأشياء.. لا يختلفون فيه.
أي أن العلماء أنكروا الخروج على المنقلب بالثورة والسيف والقتال(!!).
مؤسس الوهابية السلفية وشيخ إسلامها لم يكن يعبر هنا عن رأى شخصى، بل استند إلى أمر نبوى يُوجب الرضوخ للأمير ولو كان شيطانا في صورة إنسان، كما في صحيح مسلم حديث حذيفة بن اليمان عن رسول الله قوله: «يكون بعدى أئمة لا يهتدون بهداى، ولا يستنّون بسنتى وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس.. قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: تسمع وتطيع للأمير، وإن ضُرب ظهرك وأُخذ مالُك.
فما دام المتغلب «صاحب شوكة»- بتعبير ابن خلدون- فهو الأصلح لسياسة الأمة وقيادتها، كما قال العلامة بدر الدين بن جماعة: «إن خلا الوقت عن إمام فتصدى لها من هو ليس من أهلها، وقهر الناس بشوكته وجنوده بغير بيعة أو استخلاف، انعقدت بيعته ولزمت طاعته.. ولا يقدح في ذلك كونه جاهلًا أو فاسقًا».
قال أحمد بن حنبل عن صاحب الشوكة: «لا يحل لمؤمن إلا الرضا بهذا المتغلب» هذا إذن بالشرع والشريعة.
هذا إذن بالشريعة التي يزعم هؤلاء الدفاع عنها وهم لا يفهمونها أساسا.
لكن يبقى أن 30 يونيو ثورة مثل 25 يناير، شاء من شاء وأبَى من أبَى واستهبل من استهبل.
■ ■ ■
(4) 27 يوليو 2013
إبراهيم عيسى: «السيسى» راهن على الشعب
قال الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى: إن الشعب المصرى حالة كونية لا يمكن وصفها، تحتوى على غنى وفقير ومسلم ومسيحى، مشيرا إلى أن 26 يوليو يوم مشهود في التاريخ؛ حيث خرجت الملايين استجابة إلى ثلاث دقائق و40 ثانية هي محتوى كلمة الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع.
وأكد في برنامج «هنا القاهرة» على قناة القاهرة والناس أن الشعب المصرى تنادى خلال 48 ساعة لتلبية الدعوى؛ لأن الفريق السيسى راهن على اختبار الشعب أمام العالم، وجاءت الاستجابة من كل المصريين من الصعيد إلى الإسكندرية، ثم المشاركة العابرة للطبقات من العاملين بالسياحة بالبحر الأحمر والفلاحين والمدرسين، مضيفا، أن الاستجابة جاءت من محبة الشعب للجيش.
■ ■ ■
(5) 1 أكتوبر 2013
واجبات لا جمائل
6 أكتوبر للمصريين.. 6 أكتوبر للشعب المصرى
لا يمكن أن يتحول هذا اليوم إلى محاولات تخريبية حقيرة يدعو إليها إخوان السوء والحقد والغل، ولا يمكن أن يتحول كذلك إلى يوم يحشد فيه البعض لدعوة الفريق أول عبد الفتاح السيسى إلى ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية.
طبعًا هناك شعبية جارفة للفريق السيسى، وهناك ملايين هائلة يتمنونه عن صدق وعن حب رئيسًا لمصر، لكن ما دَخْل 6 أكتوبر بحقد الإخوان ومحبَّة ملايين للفريق.
التورط الإخوانى في الدعوة يوم 6 أكتوبر للتخريب والتدمير والإرهاب وإغلاق البلد، وكل هذا الكلام الفارغ الذي يصدقه مهاويسهم ومرضاهم يشبه تمامًا احتفالهم باليوم نفسه العام الماضى، حين كان احتفالًا وضيعًا في استاد القاهرة تعاملوا كأن رئيسهم العاجز بطل للحرب، وأجلسوا الإرهابيين من قتلة بطل حرب أكتوبر الرئيس الراحل أنور السادات في مقاعد الصدارة، كأنهم عنوان البطولة والوطنية، وهم قتلة لم يتوبوا.
ها هم الإخوان مرة أخرى يحاولون تشويه وتلويث 6 أكتوبر، فالمؤكد أنه لا يمثل لديهم عيدًا وطنيًّا ونصرًا مصريًّا، فالوطنية ليست أولوية الإخوانى، ومصر ليست وطنه، بل سكنه، ومشاعر وأفكار الإخوان مغموستان بالكراهية والحقد على الجيش المصرى، وتمت تربيتهم وتدريبهم العقلى والوجدانى على أن وطنهم جماعتهم، وجيشهم جماعتهم، وقائدهم مرشدهم.
لكن المستغرَب هذه الدعوة الأخرى التي تأتى من حركة تحمل اسم «كَمِّل جميلك»، وهى التي تستهدف دفع السيسى إلى الترشح للرئاسة، ولعلنا نتأمل اسمها فنندهش فعلا، فما حكاية كَمِّل جميلك؟
أىُّ جميل هذا؟
يقصدون موقف العزة والكرامة والبطولة الذي اتخذه السيسى انحيازًا إلى الشعب والوطن في مواجهة جماعة وعصابة... هذا موقف لم ولن يكون من الجمائل.
أولا، لأنه لا يملك أحد جميلا على مصر، فالوطن جميله على الكل، والموت في سبيل الوطن ليس جميلا للوطن، بل واجب على المقاتل المناضل وعلى المواطن المصرى أيًّا كان موقعه.
ثانيا، أن يقرر السيسى الترشح للرئاسة، فهذا أيضًا لا يعنى جميلا يكمله، بل إنْ فَعَل فهذه مسئولية ومهمة وطنية يقدم نفسه لها وليس تفضُّلا، بل هو الذي يَردُّ فضل الوطن، كأىّ مرشح وطنى آخر للرئاسة حين يقرر أن يخدم بلده بالتقدم للترشح.
أخشى أن يكون 6 أكتوبر يومًا للاستخدام أو الاستغلال ممن يكرهه وممن يحبه.
■ ■ ■
(6) 26 يناير 2014
قبل أسابيع من أن يصبح السيسى السيد الرئيس
جلست مع الفريق أول عبد الفتاح السيسى، قرابة ستين ساعة، اجتمعت والتقيت معه على مدى شهور منذ ثورة يناير حتى حادثة «محمد محمود» تقريبًا كل يوم إثنين من كل أسبوع، (كان اللواء محمد العصار صاحب الدعوة ومصاحب الجلسات جميعها وشريك المناقشات كلها).
كانت حواراتنا في منتهى الصراحة، والنقاشات في غاية المصارحة.
أيامها كانت مصر تشهد كل يوم حدثًا وتتعرّض كل ليلة لحادثة، وتزداد الامتحانات وتتدافع الاختبارات، وتتسع الأزمات، وكنا نتكلّم، ثلاثتنا، بلا حد ولا سقف في شئون الوطن، وأشهد أننى لم أتعرّض منه لأى ضغط أو نقد لما قلته وكتبته وأذعته أيامها، ولا ضاق الرجل بما قلت وواجهته في جلساتنا، ولا ملّ من الاستماع إلى تحليلى، ولا توقّف عن مناقشته أبدًا، كما أننى لم أذع إطلاقًا حتى اليوم لا خبر هذه اللقاءات ولا تفاصيل ما فيها ولا ما كنت أعرف يومها من الرجل من أسرار وحقائق ما كان ينبغى أن تكون محلًّا للبوح.
جاء انقطاع اللقاءات نتيجة موقف اتخذته حادًّا وواضحًا من أداء المجلس العسكري مع أزمة «محمد محمود»، فضلًا عما قلته بعدها للواء العصار من أن المجلس بحسن نيّة أو بعمد مقصود، يسلّم البلد للإخوان، وإن كنت أعفى دائمًا وقتها والآن الفريق السيسى من قيادة هذا القرار، بل كنت أعرف وبشكل شديد الدقة ومشحون التفاصيل، أن السيسى يتحفّظ تمامًا على الإخوان ودورهم ولعبتهم، ولكن القرار وقتها كان قرار مَن يقرّر لا مَن يفكّر.
سمعته يحلّل صادقًا ودقيقًا جدًّا موقف الجيش بعد شهور من الثورة، يقول إن شعبية الجيش تتآكل.
لهذا، حينما تولّى المهمة كان همّه أن يستعيد شعبية الجيش، وقد فعلها كمعجزة، وقد فعلها بامتياز، هو عندى أقصى نجاحًا وأشق تعبًا مما فعله الفريق محمد فوزى حين استعاد قوة وهيبة وشعبية الجيش بعد نكسة يونيو 67.
حين كانت تصلنى دعواته في فترة حكم مرسي لحضور مناسبات الجيش العامة التي كان يدعو لها مفكرين وسياسيين وإعلاميين وفنانين، لم أستجب لأى دعوة منها، لكننى كنت أعرف أن وراءها هذا الهدف النبيل من استعادة مكانة الجيش في قلوب المصريين.
حين كانت صوره تصلنى وهو يجرى مع جنود وضباط الجيش، مرتديًا أفَرول القتال، كنت أعرف أنه يعيد تركيب الصورة وتجديدها، ويبنى المهدم ويرمم المتكسّر ويشكّل الذهنية العسكرية والشعبية بالقائد الشاب لا المسن، وبالقائد المشتبك مع الواقع لا المنفصل، وبالقائد المتفاعل مع جنوده لا المنعزل في مكتبه.
كان الفريق السيسى يقول لى ويؤكد إن الشعب سوف يستدعى الجيش مرة أخرى، كان هذا قبل مجىء مرسي أصلًا، كانت الرؤية دقيقة.
وفى ثلاثين يونيو وما بعدها، كان الرجل يعرف طريق خطواته إلى قلوب الناس.
السيسى يملك حيثية لدى الشعب تجعل هذا الشعب متشبّثًا به بفطرة وبفطنة وبرغبة في خلاص يدفع به دفعًا واندفاعًا إلى مقعد الرئاسة.
لأن الشعب يعرف ما لا يعرفه كهنة الساحة السياسية، لن تحتمل مصر رئيسًا يأتيها بواحد وخمسين في المئة.
الرئيس في اللحظات الصعبة والمنحنيات الخطر يجب أن لا يكون موضع قلق وتساؤل وريبة وتحت اختبار نصف الشعب، ولا يمكن أن يأتى للحكم بأصوات مضطرّة أو مضطربة أو مترددة أو متأفّفة.
كى تمضى مصر في طريقها تحتاج الثقة.
الثقة في نفسها، وفى رئيسها، وفى طريقها.
مصر تحتاج الرجل صاحب الرؤية وصاحب الخبرة.
تحتاج رجلًا خبيرًا ومختبرًا فعلًا، تم امتحانه في اتخاذ قرار صعب ومصيرى، وفى موقف دقيق وحرج، وفى رؤية ضبابية وزلقة، وتم اختباره في إدارة مؤسسة واسعة ومهمة، ثقيلة الوزن وعميقة الجذور، أخرجها من أزمة ومن نفق وصعد بها من سفح أوشكت أن تتعثر فيه إلى قمة تربّعت فوقها وأطلّت منها.
مصر تحتاج مَن لا يملك أغلبية فقط بل يملك إجماعًا.
الإجماع الوطنى على دوره، والأغلبية السياسية على جدارته.
مصر تحتاج قبضة تلكم وهى ذاتها تنفرد فتصير كفًّا تحنو، رأسًا مرفوعًا يعرف متى ينحنى ليضع قبلة على رأس أم شهيد.
مصر تحتاج قويًّا لا مستقويًا.
أمينًا مستأمَنًا.
مسئولًا تُسائله، لا خفة لديه تثقل العبء، ولا مراهقة داخله تضغط على مواقفه، ولا شيخوخة في أفكاره تعيق قراراته، ولا شىء يحتاج أن يثبته فَيَثْبُت.
لا يقبل أن يبتزّه المحبون ولا المنافقون ولا المعارضون ولا الناقمون.
مصر تحتاج رجل دولة كى ينهى دولة الرجل.
يوقن أنه قادر، لكن ليس مقتدرًا، أنه قائد، لكن ليس فرعونًا، أنه رئيس ولكنه ليس سيدًا، أنه لن يغلب البلد بل هي غالبة على أمرها ومغلوب مَن يغلبها.
وأنه يدير الدولة ولا يملكها.
عليه أن يفهم ويتفهّم ويتفاهم.
يحاور ويناور ويداور ويواجه، كى يقنع الشعب والمجتمع بموقف وقرار، لا أن يمليه على طائعين فيطيعون.
يثق بالمواطن.. ربما المواطن لا يعلم لكنه يحس.
ربما المواطن لا يعرف، لكنه يدرك.
ربما المواطن لا يستوعب، لكنه يصدّق.
ربما المواطن ليس مؤهلًا، لكنه متأهب.
ربما المواطن لا يستجيب، لكنه وطنى.
تحتاج مصر رئيسًا مشهورًا، الشهرة تملؤه، فلا يسعى لها ولا تجذبه فيُجذب لها.
يحترم العالم شعبيته، لا يحتاج أن يقيسها بقدر ما يحتاج أن يتعايش معها.
تريد مصر رئيسًا موزونًا، متوازنًا، ثم له وزن.
هذه ليست صفات رئيس مثالى، بل صفات رئيس طبيعى.
هذه ليست صفات رئيس لا يخطئ، بل يخطئ وهو يعرف أنه يخطئ، وهو يعترف ويعتذر حين يخطئ، وهو يصحّح حين يخطئ.
هل هذا هو السيسى؟
بالتأكيد هو ليس أحدا آخر من المطروحين أمامنا منذ خمسة وعشرين يناير.
في بعضهم بعض من هذا.
وفى هذا بعض منهم.
لكنهم ليسوا هو طبعًا.
هل من منافس إذن؟
أتمنى صادقًا أن يكون هناك مرشح قوى أمام السيسى، بل أكثر من مرشح.
لماذا؟
لأن ساحة السياسة يجب أن لا تخلو من المنافسين.
ولأننا لا نريد تفويضًا لأحد بل انتخابًا لواحد.
ولأننا نريد أن نسمع نقدًا ومعارضة وهجومًا على السيسى.
ولأننا نريد أن نعرف عيوب السيسى بعيون منافسه.
ولأننا نريد لمصر أن يُتاح لها الاختيار.
ولأننا نريد للسياسيين في مصر أن يكبروا وينضجوا ويتفاعلوا مع شعبهم، وأن يدركوا أن وصول أفكارهم إلى الشعب ربما يكون أحيانًا أهم من وصولهم هم إلى الحكم.
لأننا نريد لمن لم يفز أمام السيسى أن يكون متربّصًا به مترصدًا له في أخطائه، إن أخطأ، وأن يكون سندًا له إن احتاج الوطن معارضًا يمسك بكف رئيس في وجه طوفان أو فيضان.
■ ■ ■
(7) 20 ديسمبر 2015
إبراهيم عيسى: «السيسى» الوحيد الذي يؤمن ب25 يناير
قال الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى، إن الأجهزة الأمنية لم تزور الانتخابات البرلمانية ولم يكن هناك منهج لتزوير الانتخابات لكنها كانت تولى بعض المرشحين اهتمامًا دون البعض الآخر.
وأشار «عيسى» خلال برنامجه «مع إبراهيم عيسى» المذاع على فضائية «القاهرة والناس» مساء اليوم الأحد، إلى أن كل الأجهزة الرسمية في مصر تكره ثورة 25 يناير، إلا أن الرئيس عبد الفتاح السيسى هو الوحيد الذي يؤمن بها باعتباره رجل جيش وطنيا.
وقال إن الأجهزة الأمنية تسعى في الوقت الحالى إلى تصفية حسابها مع ثورة 25 يناير، رغم أن كل القيادات الحالية مدينة للثورة بما جلبته لهم من سلطة ونفوذ لم تكن لتتحقق في ظل سياسة التوريث التي كان يتبعها نظام حسنى مبارك.
■ ■ ■
(8) 17 مايو 2016
زيارة السيسى لإسرائيل ستكون تاريخية
قال الإعلامي إبراهيم عيسى، إن حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى عن القضية الفلسطينية، ورسالته المباشرة لإسرائيل، قد تكون بادرة جديدة مثل مبادرة السادات للذهاب إلى القدس، ولكن هذه المرة من أجل فلسطين، وليس السلام مع مصر.
وأوضح «عيسى»، في برنامجه «مع إبراهيم عيسى»، المذاع عبر فضائية «القاهرة والناس»، اليوم الثلاثاء، «تصريحات السيسى قد تنبهنا إلى زيارة أولى محتملة لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إلى القاهرة، أو زيارة محتملة للسيسى إلى تل أبيب كما فعل الرئيس الراحل أنور السادات».
وتابع: «زيارة الرئيس السيسى لإسرائيل ستكون تاريخية لمحاولته إنهاء الصراع الإسرائيلى الفلسطيني، وإتمام معاهدة السلام».
■ ■ ■
هذه هي كلمات إبراهيم عيسى عن عبد الفتاح السيسى في مراحله المختلفة وزيرا للدفاع ومرشحا رئاسيا ثم رئيسا للجمهورية، لا يمكن أن نقول إنه كان من خلالها ينافق الرئيس، لأنه ببساطة شديدة كان يقول الحق وينطق به.
هذا هو رأينا الواضح لا لبس فيه ولا تأويل، أما من كانوا يتهمونه بالنفاق لأنه قال ما قاله في حق السيسى، فهؤلاء يعرفهم إبراهيم عيسى جيدا، يعرف أنه خصوم لهذا الوطن، لا يرجون له خيرا ولا يتمنون صلاحا، فهل ارتضى بتوصيفه لمن يقفون في صف السيسى الآن بالممنافقين أن يقف في صف هؤلاء.
أزمة إبراهيم عيسى مع السلطة نفسية، لا مكان فيها للسياسة ولا للمنطق ولا للتحليل العقلانى الذي يقوم على الحقائق، إنه مريض بحب نفسه، يريد أن يكون مختلفا، حتى ولو جاء هذا الاختلاف على حساب الوطن، فلا تصدقوه، فقط اقرأوا ما قاله عن عبد الفتاح السيسى منذ شهور قليلة، وبعد ذلك اسألوه هو: لماذا تغير؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.