الأمريكيون مهزومون نفسيًا منذ الحادى عشر من سبتمبر.. تلك حقيقة يعترف بها علماء النفس الأمريكيون، ممن قرروا أن مشهد البرجين المنهارين، بما يمثالنه من مظهر للتعملق الاقتصادى الأمريكي، لن يغادر الذاكرة الجمعية لشعب فجع فى مخابراته وأجهزته الأمنية، ما يجعله يشعر دائمًا بانعدام الأمان. ومع الذكرى الخامسة عشرة للعملية الإرهابية، لا يبدو التأثير مقتصرًا على الإجراءات الأمنية التى تنتهك الحريات الفردية، بل إن المواطن الأمريكى مصاب بما يشبه «الوسواس القهري». هذا ما كشفت عنه مذيعة برنامج «صباح الخير يا أمريكا» أو «GMA» أثناء استضافتها لنجم هوليوود توم هانكس أمس، بمناسبة عرض فيلمه الأخير «سولي» فى دور العرض الأمريكية غدًا الجمعة. مذيعة «صباح الخير يا أمريكا» كشفت لهانكس عن اتصالها بالشرطة عند رؤية الطائرة، وقالت روبن روبرتس إنها شاهدت الحادث الذى يتناوله توم هانكس فى فيلمه، الذى يتطرق إلى محاولة الطيار الأمريكى تشيسلى سولينبرجر الشهير بسولى فى تفادى اصطدام طائرة أثناء طيرانها فوق أجواء نيويورك، فى 2009 أى بعد نحو 8 أعوام على انفجار برجى التجارة العالمى فى نفس المدينة، الأمر الذى جعلها تتصل بالشرطة خوفًا من أن يكون حادثًا ارهابيًا على غرار أحداث 11 سبتمبر وكانت بحسب التسجيلات هى ثانى شخص يبلغ عن الحادث. توم هانكس يقوم بدور الطيار، والذى كرمته الولاياتالمتحدة بعد إنقاذه للطائرة وهبوطها اضطراريًا فى نهر هدسون، والفيلم من إنتاج وإخراج نجم هوليوود كلينت ايستوود، والذى تكلفت ميزانيته 60 مليون دولار، وهو سيرة ذاتية عن الطيار وقائد الرحلة 1549 للخطوط الجوية الأمريكية. عرض الفيلم لأول مرة فى مهرجان تيلوريد السنوى ال43 فى 2 سبتمبر الجاري، وستقوم شركة وارنر بروزارز بعرضه فى السينمات الأمريكية غد الجمعة، وبحسب توم هانكس، فإن سولى كان يبلغ من العمر وقتها 57 عامًا، وكان طيارًا سابقًا بالقوات الجوية الأمريكية ومستشارًا للسلامة الجوية وقائد الطائرة المقاتلة إف 4 منذ عام 1973 وحتى 1980 لكنه ترك السلاح الجوى وانضم إلى شركة يو إس إيرلاينز، وهبط هو ومساعده جيفرى سكيلز بطائرة الرحلة رقم 1549 التابعة لشركة طيران خطوط الولاياتالمتحدة على مياه نهر هدسون، وكانت طائرة من طراز إيرباص A320 بعد نحو خمس دقائق من إقلاعها فى 15 يناير 2009، من مطار لاجوارديا بنيويورك متجهة إلى مدينة تشارلوت فى ولاية كارولاينا الشمالية، الطائرة اصطدمت بسرب طيور ما أدى لفقد السيطرة على محركات الطائرة بعد 90 ثانية فقط من إقلاعها، لكنه هبط بها دون خسائر فى الأرواح. ورأى هانكس البالغ من العمر 60 عامًا أثناء البرنامج أن ما فعله سولى كان بطوليًا لسبب واحد، أن مدينة نيويوركوالولاياتالمتحدة لم تكن فى حاجة لرؤية طائرة أخرى يتم تدميرها وتحطمها، خاصة أنه كان هناك نحو 155 راكبًا على متنها، ووصفه عمدة نيويورك وقتها مايكل بلومبيرج وحاكم نيويورك ديفيد باترسون بأنه «بطل نهر هدسون»، وتم وصف ما حدث ب«معجزة نهر هدسون»، توقيت الحادث كان يناير 2009 نهاية ولاية الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش وبداية ولاية خلفه باراك أوباما، فيما صرح الاثنان بأنهما يشعران بالفخر بسولى وشجاعته هو وطاقم الطائرة. بدأ التصوير الرئيسى فى الفيلم فى 28 سبتمبر 2015 فى مدينة نيويورك، وفى 15 أكتوبر، بدأ التصوير فى أتلانتا، وتم التصوير فى ولاية كارولينا الشمالية ولوس أنجلوس، ونيوميكسيكو، ونيوجيرسي. وانتهى فى 29 إبريل الماضي، وهو رابع فيلم يخرجه الممثل الكبير كلينت ايستوود، وهناك توقعات بنجاح الفيلم أثناء عرضه غدًا بسبب ذلك المزيج الرائع بين مخرج الفيلم وبطله توم هانكس، والذى اشتهر بتأدية أدوار مقتبسة عن قصص حقيقية منذ بداياته الفنية فى عام 1978 ومنها فيلم «فيلادلفيا» المستلهمة قصته من قضية المحامى جيفرى بورز، والذى تم طرده من شركة بعدما علم زملاؤه بإصابته بالإيدز. ودور رائد فضاء فى فيلمه الشهير «أبولو 13» الذى يحكى قصة رحلة ناسا للفضاء فى المركبة المعروفة باسم أبولو، وأيضا فيلمه الشهير مع ليوناردو دى كابريو «امسكنى إذا استطعت» وهو قصة حقيقية لمزور أمريكى يدعى فرانك اباجنيل، حير المباحث الفيدرالية الأمريكية قبل أن يُكمل عامه العشرين.