هو رجل مسن يسكن بإحدى القرى الفقيرة، بمحافظة أسيوط عجوز فقير تجاوز عمره ال 80 عاما ، شاهد على عصور مضت وحكام تبدلوا ، عانى من قسوة القرارات والتشريعات فاستغاث بروح القانون ، غلبه الكبر والتجاعيد، ولكن لم يهزمه اليأس، فجاء مهرولا يبحث عن حل لمشكلته التي امتدت لسنوات طوال مل من عدها ، إنه الحاج "مرسي عبد القادر بشندي" ، الرجل الثمانيني الذي انحصرت أمنيته في أواخر أيامه علي توفير الأمن والأمان لولده الوحيد، وأحفاده من بعده وإسقاط الديون عن بيته الصغير ، المأوى الوحيد لأسرته . العم "بشندي" يسكن في بيته البسيط بقرية بنى شعران مركز منفلوط، محافظة أسيوط ، منذ 50 عاما، يعول أسره مكونة من 6 أفراد لا يملك من حطام الدنيا سوى منزل متواضع ورثه عن أبيه ، يقع المنزل فى أرض من أملاك الدولة لذا كان يدفع "حق انتفاع " يقدر ب"50" قرشا وذلك حتى عام 2000، ثم آلت الأرض الواقع عليها المنزل للوحدات المحلية التى أقرت بدورها زيادة حق الانتفاع إلى( 3.5)جنيه، ومن ثم تراكمت الدفعات على الرجل حتى أصبحت مديونيته 1980 جنيها وهنا حدثت الأزمة. الرجل لا يملك ناقة ولا جمل ، ابنه الوحيد يعمل باليومية ، ليس للأسرة دخل سوى معاش التضامن 400 جنيه ، لذا لم يكن أمامه إلا أن يتظلم ويطالب بتخفيض المبلغ فما كان من السيد المحافظ، إلا أن قام باستصدار أوامره لتطبيق قرار 61 لعام 2007، والذى ينص على تحصيل 30 جنيها على كل متر يقع على أراضي الدولة، أي أن الرجل أصبح مدانا بمبلغ 13500 جنيه! أما عن الحاج بشندي فقال: "كنت مطالب بدفع 50 قرشا عن المتر ومقدرتش ادفعهم ادفع دلوقتي 30 جنيها عن المتر ، طب من فين أجيب 13500 جنيه وانا بوكل 6 أفراد من معاش التضامن 400 جنيه، المحافظ متعنت معايا ومصمم يطبق القانون وأنا في سن أبوه ، بقا لو والده اللي بيطلب منه الرحمه كان هيقفل أبوابها في وجهه؟، ادفع 6000 جنيه في السنة ازاي يا بنتي، فاكرني من الأعيان ، دا ربنا اللي بيستر عبده ولولا الستر كان عضمنا اللي نخله المرض نطق. صمت حديث الرجل فتحدثت دموعه لتكمل كلماته التي اختنقت في حنجرتة المتهالكة من كثرة التجاعيد وقال: قدمت شكوي لمجلس الوزراء ولم يأتني رد ، بيتي ساترني وساتر غلابة علي باب الله، ادفع منين انا وابني تلك المبالغ التي لم نحلم بامتلاك ربعها، ولا نحتكم علي 100 منها، نروح فين ، حكم النفس على النفس يقهر، وانا طلبي المحافظ يعتبرني والده ويراعي ظروفي ، والله يا بنتى لو احتكم على المبلغ لادفع ، ما انتوا قولتوا ساعدوا مصر وحطوا في "تحيا مصر"جنيه "، وأني اتبرعت ب 5 جنيهات، وبندعي لمصر في كل صلاة يارب يحميها ويعين ريسها، كلمي المحافظ يابنتي ولا وصليني للريس احكيله علي السواد اللي احنا فيه، هو قلبه حنين وبيسمع للغلابه وبيحبهم. "ما هكذا يا سعد تورد الإبل" جملة قالها الرسول معاتبا سعد نعيدها علي مسامع محافظ أسيوط، نسأله الرحمة بكبار السن ومساعدة الحاج بشندي" في توفير حياة آمنة بعيدا عن غلبة الدين وقهر الرجال ، نشكره أيضا علي حسن التزامه بتطبيق القانون ونذكره بأن روح القانون أعلي وأجل ، وأن عمر ابن الخطاب حين حكم عطل تطبيق الحدود مراعاة لظروف الشاب السارق ، فكيف بمسن لم يسرق ولا يرتكب جرما سوى أنه فقير؟ -سؤال ننتظر إجابته من السيد المحافظ.