الخلية استخدمت «جوجل إيرث» وبرامج اتصال حديثة لتلقى التعليمات.. والقدر أحبط استهدافها للأمن المركزى بأبوكبير كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، برئاسة المستشار تامر الفرجاني، المحامي العام الأول، في تقرير مصور، عن التفاصيل الدقيقة للخلية الإرهابية التي اغتالت المستشار هشام بركات النائب العام الراحل، وخططت لاستهداف العديد من رموز الدولة، باستخدام الشباب المناصرين لجماعة الإخوان في تأسيس مجموعات مسلحة، من أجل تنفيذ عمليات انتقامية ضد رجال القضاء والنيابة العامة والقوات المسلحة، والشرطة وأعضاء البعثات الدبلوماسية الأجنبية، والنشطاء المعارضين لتوجهات الجماعة، عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة، والاستفادة من العناصر ذات الخبرة، لإشاعة الفوضى. وأشار التقرير المصور الذي حصلت «البوابة» على نسخة منه، إلى أن المتهمين المقبوض عليهم، يعتنقون فكر «سيد قطب» منظر الجماعة الراحل، بعد قراءتهم كتابيه في «ظلال القرآن»، و«معالم في الطريق»، والعديد من المطبوعات وإصدارات جماعة الإخوان التي تتضمن تأويل أحكام القتال وشرعية العمليات العدائية من وجهة نظرها المتطرفة، وأن المتهمين تعلموا كيفية المحافظة على أمن الهاتف والمسكن والمعلومات والوثائق، وكيفية تشفيرها، وعدم ترك أي أثر لأى أوراق خاصة بالتنظيم ومعلوماته، وتغيير الهواتف المحمولة كل فترة. واستخدمت الخلية المتهمة باغتيال «بركات» أحدث التقنيات التكنولوجية الحديثة، لرصد وتوجيه وتنفيذ العملية الإرهابية التي أودت بحياة النائب العام، عن طريق «جوجل إيرث»، واستخدام أحد برامج الاتصال مع العقل المدبر للواقعة الهارب «يحيى موسي» في تركيا، لإطلاعه على مكان التنفيذ وأخذ التعليمات النهائية. وأضافت النيابة، أن المتهمين اعتمدوا على هذه البرامج، حتى لا يتضح أمرهم للأمن والمواطنين أثناء التخطيط لتنفيذ العملية، التي استغرقت قرابة 7 أشهر، لتحديد مكان ووقت التنفيذ، وحذرت النيابة من ارتكاب عمليات عدائية خلال الفترة المقبلة للخلايا النوعية للجماعة الإرهابية التي تستهدف رجال الجيش والشرطة والقضاء ورموز الدولة. كما أوضحت النيابة في تقريرها أن المتهمين خططوا للعملية عن طريق تتبع موكب النائب العام، ووقفوا على مواعيد غدوه ورواحه، وتابعوا استقلاله لسيارته وموقعها من ركبه الأمني، والقوة الأمنية المصاحبة له، لحراسته إلى مقر مكتبه بدار القضاء العالي، وقاموا بالتقاط الصور، وإرسالها إلى قادة الجماعة الإرهابية في تركيا، بعد أن حددوا مكان الاستهداف المحدد بتقاطع شارعى مصطفى مختار وسليمان والفارسي، وقاموا بتحديد إمكانية الاستهداف مع قيادى بحركة «حماس». وبحسب التقرير، تم إرسال البيانات والصور عبر برنامج التواصل الاجتماعى «لاين» لتحديد موعد العملية، وحدد المتهم الهارب يحيى موسى أدوار المتهمين في تفجير العبوة الناسفة وتصوير الواقعة، وحدد 28 يونيو للتنفيذ وأعلمهم بكيفية التواصل مع باقى أعضاء الخلية، وفى صباح العملية وضع المتهمون دائرة التفجير داخل السيارة، إلا أن «موسى» أوقف تنفيذ العملية بعد إبلاغه بتغيير خط سير الموكب، وهو ما استدعى تأجيل تنفيذ العملية لليوم التالي. وذكرت التحقيقات، أن «جوجل إيرث» ساعد المتهمين في تحديد مكان وضع السيارة المفخخة لكى تصيب الهدف، وهو ما حققوه بنجاح، في «يوم التنفيذ» 29 يونيو 2015 الموافق 12 رمضان 1436، حيث انتقلوا بها بقيادة المتهم يوسف أحمد محمود نجم، إلى موقع التنفيذ، وتسلم المتهم محمود الأحمدى مفتاح السيارة المجهزة بالعبوة المفرقعة، وفى ناحية أخرى انتقل المتهم أبوالقاسم أحمد على وبحوزته كاميرا للتصوير من المقر التنظيمى في مدينة 6 أكتوبر، كما انتقل الأحمدى وبحوزته جهاز تحكم في تفجير الدائرة الكهربائية إلى نادي السكة الحديد في مدينة نصر. وتابعت نيابة أمن الدولة العليا، أن المتهمين حددوا مكان تمركزهم في مكان التنفيذ عبر تصوير «جوجل إيرث»، حيث استقر الحركى «إسلام» بالقرب من مسكن النائب العام، ومع بدء تحرك ركب المستشار أعلم المتهم محمود الأحمدى بتحرك الركب نحو بقعة الاستهداف، ثم انتقلا عقب تجهيز العبوة إلى ممر مطل على السيارة المجهزة بالعبوة المفرقعة في انتظار مرور الركب، واستقر المتهم يوسف أحمد محمود من بقعة الاستهداف بالسيارة، وبوصول الركب عند بقعة الاستهداف فجر المتهم محمود الأحمدى العبوة بمحاذاة سيارة النائب العام. وقالت النيابة إن المتهمين استخدموا نفس التقنيات في واقعة تفجير جراج قسم شرطة الأزبكية، والتي بدأت بنهاية عام 2015 بعدما أصدر المتهم يحيى موسى تكليفًا للمتهم محمود الأحمدى بتجهيز عبوة مفرقعة وتسليمها للمتهم أبوالقاسم أحمد على، مع تكليف المتهم عبدالرحمن باستهداف الجراج، وذلك بعد أن أمده بنتائج رصده بمعرفة عناصر من ذات المجموعة الإرهابية، حيث تم نفاذا لتلك التكليفات تصنيع عبوة مفرقعة في وعاء طهى بمعرفة المتهمين محمود الأحمدى وإسلام محمد مكاوى وآخر اسمه الحركى «أسامة» وتم تسليمها للمتهم أبوالقاسم أحمد والذي سلمها بدوره إلى المتهم عمرو محمد أبوسيد ومعها دائرة تفجير، لتنفيذ العملية الإرهابية. وكشفت التحقيقات، أن المتهم عبدالرحمن سليمان، كلف المتهمين عبد الله محمد جمعة وعمرو محمد أبوسيد ومتهمًا آخر مجهولًا، برصد جراج قسم الشرطة واستهدافه في 7 أكتوبر 2015، وانتقل المتهمون بالسيارة إلى الجراج المستهدف حيث وضع المتهم عبدالله محمد جمعة العبوة المفرقعة بالجراج وفجرها عقب هروبه مع المتهم عمرو محمد أبوسيد، وأسفر التفجير عن إصابة أحد أفراد الشرطة، وإتلاف سيارة توقفت بمحيط الجراج، فيما تعرض مبنى القسم ومبانٍ عامة وخاصة من حوله، للتخريب والإتلاف. كما كشفت التحقيقات عن عملية عدائية أخرى خططت المجموعة لارتكابها ضد قوات الأمن المركزى بمركز أبوكبير بمحافظة الشرقية في شهر نوفمبر 2015، إذ أصدر المتهم يحيى موسى تكليفا للمتهم محمود الأحمدى بتصنيع عبوتين مفرقعتين ودائرة تفجيرها وتسليمهما للمتهم أبوبكر السيد عبدالمجيد، الذي تولى تدبير سيارة ودراجة بخارية وضع بهما العبوتين السابق استلامهما من المتهم الأحمدى، وسلمهما إلى عضوى الجماعة على مصطفى السيد ومحمد صلاح إبراهيم، لاستهداف قوات من الأمن المركزى بمركز أبوكبير، لكن العبوتين انفجرتا في المتهمين، ما أدى إلى وفاتهما وحال دون تنفيذ العملية.