أعلنت اليابان عن تقديمها منحة قدرها 4ر18 مليون دولار (بما يوازي نحو 14 مليار فرنك رواندي) من أجل تحسين استقرار إمدادات الطاقة والكهرباء بكفاءة من خلال تقوية محطات التوليد الفرعية وشبكات التوزيع. وحصلت رواندا على المنحة في أعقاب التوقيع على اتفاقية مالية مع حكومة كيغالي التي وقع عليها بالنيابة، وزير المالية والتخطيط الاقتصادي، جلافر جاتيتي، وعن الجانب الياباني، القائم بأعمال سفير اليابان لدى رواندا، توميو ساكاموتو، الذي صرح بأن "هذه المنحة تستهدف تشجيع توليد طاقة كهربية ثابتة في كيغالي التي تتطلب خدمات تزويدها بالكهرباء إلى تنمية وتحسينات". وقال الدبلوماسي الياباني إن "التمويل سيستخدم في عدد من الأنشطة منها التشييد والتوسع في بناء المحطات الفرعية ومحولات الكهرباء التابعة لها ومرافق توزيع الكهرباء في كيجالي للمساهمة في استقرار الإمدادات الكهربية وكفاءتها. وبانتهاء العمل في المشروع ستتجنب البلاد عمليات الانقطاع الكهربي المستمرة كما ستعمل على تحسين أعمال الإنارة في العاصمة، بما سيمثل مردودا إيجابيا ليس على صعيد الاقتصاد فحسب، بل على مستويات التعليم والرعاية الصحية أيضًا". وبانطلاق مشروع تحسين الشبكات الفرعية في كيغالي تكون إشارة البدء في المرحلة الثانية من المشروع، وكانت المرحلة الأولى انصبت على إعادة تأهيل محطات الكهرباء الفرعية وإعادة بنائها، إضافة إلى صيانة وإصلاح شبكات التوزيع القائمة في البلاد وتوسيعها في عدد من المدن مثل جابانا وجيكوندو وروينكوافو وموشا. وعلق وزير التخطيط الرواندي على المرحلة الجديدة لمشروع الكهرباء قائلًا "مثل هذا الدعم سيؤكد على ضمان كفاءة توزيع الكهرباء، وهو أمر حيوي لتنميتنا، وهو ما يتماشى مع أهداف البلاد وخطتها المستقبلية ورؤيتها لعام 2020، مبينا أنه من المستهدف الوصول بمستويات توليد الكهرباء إلى إنتاج 563 ميجا وات بحلول عام 2017/ 2018". وقال وزير المالية والتخطيط الاقتصادي، جلافر جاتيتي، "نعمل مع القطاع الخاص للتعرف على كيفية جذب المزيد من الاستثمارات لتوليد المزيد من الطاقة الكهربية، لكن في الوقت نفسه فإن الوكالة التي يتم تكوينها في الوقت الراهن ستساعدنا في مسألة التوزيع". وارتفعت طاقة توليد الكهرباء في رواندا بصورة متزايدة تزامنًا مع تصاعد معدلات النمو في الناتج المحلي الإجمالي بمعدلات تصل في المتوسط إلى 7 في المائة سنويا في الأعوام الأخيرة. لكن الازدياد المطرد في استهلاك الكهرباء وارتفاع الطلب عليها، استلزم نموا في توليد الطاقة بنسبة تزيد على 10 في المائة سنويًا. لذا فإن الاستثمار في شبكة توزيع الطاقة داخل العاصمة كيجالي بات أمرًا حيويا سيساعد على تعزيز الأنشطة الاقتصادية المستدامة وتحسين مستويات المعيشة في البلاد بوجه عام. وتصل كميات الطاقة المستهلكة في العاصمة كيجالي إلى نحو 64 في المائة من الاستهلاك الإجمالي للكهرباء في رواندا بأسرها، ويعلق رئيس مجلس إدارة مؤسسة تنمية الطاقة المحدودة EDCL، جين بوسكو موجيرانيزا، وهي المؤسسة المشاركة مع الوكالة اليابانية في تطوير شبكة كهرباء كيغالي، قائلًا "إن الحكومة لازالت تسير نحو تحقيق هدفها لزيادة الطاقة الكهربية إلى 563 ميجا وات من خلال مشروعات مختلفة وقعتها مع مستثمرين مختلفين. ويؤكد موجيرانيزا أن حكومة بلاده قادرة على الوفاء بهدفها قائلًا "نعتقد أن الحكومة ستتمكن من تحقيق هدفها على الرغم من التحديات التي واجهتها جراء تأخير بعض المشروعات، ولقد وقعنا اتفاقات مع شركات مختلفة مثل سايمبيون باور التي ستعمل على إضافة 50 ميجاوات من شبكة إل كيفو لتضاف إلى قدرات توليد البلاد، وشركة هاكان التي ستعمل على إضافة أكثر من 80 ميجاوات، إضافة إلى غيرها من الشركات". وبلغت قدرات توليد الكهرباء في رواندا نحو 183 ميجاوات، غير أن وكالة توليد الطاقة لازلت تعرب عن ثقتها في أنها ستتمكن من تحقيق الرقم المستهدف حكوميا بحلول عام 2018، وتقدم حكومة اليابان مساعدات في مجالات مختلفة منها الطاقة، والزراعة، والنقل، والمياه والصرف الصحي، وغيره من القطاعات، ويصل متوسط ما تقدمه اليابان من مساعدات إلى رواندا إلى نحو 20 مليون دولار عبر العديد من برامج المساعدات والدعم الفني وإقامة المشروعات.