سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الاعتراف بالعقار المصري لعلاج "فيرس سي" دوليًا يحرج "الصحة".. خبير صيدلي: القانون المصري عائق للإبداع.. الحق في الدواء: تسجيل الأدوية لها مراحل دقيقة لايمكن اتباعها في مصر
رفض "الصحة" عقارا محليًا لعلاج "فيروس سي" والاعتراف به دوليًا، أثار حفيظة العديد من خبراء الأدوية متهمين الصحة المصرية، بتعطيل الاكتشافات الحديثة في مجال الأدوية. وكشف إعلان المنظمة الدولية للأمراض المستعصية خلال المؤتمر العالمي لأمراض الكبد الذي عقد بإسبانيا، عن نجاح العقار الذي أنتجته الشركة المصرية بعد اختباره على 300 مريض مصري وتحقيقه نسبة شفاء بنسبة 100% تقصير وزارة الصحة في مجال الاكتشافات الجديدة للأدوية. الصحة أكدت أن سبب رفضها أن القانون المصري لا يسمح بتسجيل الأدوية التي ليس لها مرجعية في دول أخرى، "البوابة نيوز" طرحت السؤال الصعب على خبراء الدواء في مصر، هل قانون تسجيل الأدوية في مصر يقف عائقا أمام الأبداع؟!. في البداية أكد الدكتور هانى سامح، الخبير الصيدلى، ومسئول ملف الدواء بالمركز المصري للحق في الدواء، أن القانون ينص على عدم تسجيل الأدوية التي ليس لها مرجعية بدول أخرى، وهذه الدول 22 دولة، مؤكدًا أنها وضعت ضوابط مشددة في تسجيل الأدوية، وقبول الأدوية الجديدة. وأضاف سامح، أن دواء شركة "فاركو" ليس دواء جديدا، فجزء منه هو "سبوسبوفير"، وهى المادة القديمة المعروفة وهناك ملابسات كثيرة وليست واضحة من قبل الشركة، فتسجيل الأدوية الجديدة لها ضوابط ولها مراحل ولم يتم الإعلان عن أيًا من هذه المراحل، وبالنسبة لنا هو شيء مبهم، مشيرًا إلى أن اختراع الأدوية له ضوابط محددة وليس لدينا في مصر جامعات قوية، بل ترتيبها تحت الخمسة آلاف. وأشار خبير الدواء، إلى أن أقل شيء في تسجيل الأدوية أن هناك اختبارات على الخلايا، ثم الحيوانات ثم الإنسان في آخر مرحلة، مؤكدًا أن هناك أموالا كثيرة جدًا تصرف في هذا الشأن ولا يوجد كيان مصري بحثى أو جامعى أو شركة مصرية تملك هذه الإمكانيات، فلدينا فشل إدارى وعلمى. وأكد أن بعض المخترعين المصريين يقومون بإجراء تجاربهم على مرضى مصريين، بدون علم المرضى من ناحية، وبدون علم وزارة الصحة من ناحية أخرى، وبدون أن يأخذ المريض حقه من أموال وتأمين عليه، موضحا أنه في أمريكا يتم التأمين على الشخص ويأخذ العلاج مجانيا، ويدفع له أموالًا، وأجرا مهولا، ويكون على علم أنه يتم التجربة عليه، ولكن في مصر نحن نخدع المرضى. وقال الدكتور مروان سالم، الباحث في الدواء والغذاء، إن قانون المرجعية كل الشركات تصطدم به، ويقال لهم لابد من وجود مثيل في دولة أخرى أو مرجعية، لافتًا إلى أن هذا نتيجة أن التجارب التي تجرى على الدواء، تبدأ أول مرحلة على الحيوانات مثل:" فئران التجارب، والتجارب المعملية". وتابع الباحث في االدواء:"المرحلة الثانية تأتى بمواطنين أصحاء، ثم نعطيهم الدواء، ونجرب عليهم حركية الدواء وكيفية خروجه من الجسم، والتأثيرات الجانبية للدواء ثم نترقى للمرحلة الثالثة وهى تجريب الدواء على 300 مريض وهى تاخذ خمس سنوات تقريبا وهى ترى فاعلية الدواء". واستطرد:" المرحلة الرابعة تحديد الجرعة التي يتم تناولها للمريض، ثم المرحلة الأخيرة بعد طرح الدواء في السوق لو كان له أعراض تقوم منظمة الدواء والغذاء بعمل تقارير عن الدواء تقدم لها، وهذه المراحل تأخذ أكثر من 12 عامًا حتى يخرج الدواء". وأشار سالم إلى مصر ليس لديها الإمكانيات التي نستطيع أن يتم بها تجربة الدواء، ولا الثقة التي نجرى بها هذه الشروط وليس لدينا معامل أبحاث تستطيع أن تتحمل هذه المسئولية، فالقانون يلجأ إلى مثيل في دولة أخرى ونقوم بعمله هنا، موضحا أنه لابد من وجود بالقانون ما يسمح بوجود لجنة تحكيمية من الخارج لتقيس المميزات والتجارب التي قامت بها الشركة التي اخترعت الدواء حتى لا نظلم بعض الشركات التي من الممكن أن تكون انفقت وأجرت تجارب صحيحة على الدواء من عدمه. من جانبه قال الدكتور محمد عز العرب استاذ أورام الكبد ورئيس وحدة الأورام بالمعهد القومي للكبد، إن عقار شركة "فاركو" جار عمل تسجيل دولى له في هيئة الأغذية والدواء الأمريكية، وتجرى حاليًا الإجراءات اللازمة لتسجيله في مصر، لافتًا إلى أن المشكلة أنه لم يتم أخذ موافقة إدارة الأبحاث التابعة لوزارة الصحة قبل إجراء التجارب الإكلينيكية على العقار " المرحلة الثالثة " على المرضى المصريين وهى مشكلة إدارية وفى طريقها للحل. ودعا عز العرب الشركات المصرية، أن تنفق على الأبحاث الدوائية خصوصًا الدولية، بعد أخذ موافقة إدارة الأبحاث بوزارة الصحة، مؤكدًا أن العقار الذي تم اكتشافه ليس اختراع مصرى، ولكنه اختراع شركة "بريسيديو" الأمريكية، والتي أجرت المرحلة الأولى والثانية من التجارب الاإكلينيكية عليه، وأن شركة فاركوا اشترت 60 % من أسهم الشركة، وتم في عقد الاتفاق بينها وبين الشركة المنتجة، أن تقوم فاركوا بإجراء المرحلة الثالثة من التجارب الإكلينيكية، وبعمل الإجراءات وتسويق العقار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأشار استاذ أورام الكبد إلى أن هذا العقار لا يؤخذ بمفرده، وأنه ينتمى للمجموعة التي تعمل على انزيم NS5A " مثل الداكلانزا " ولابد أن يؤخذ مع السوفالدى ولا يؤخذ إحادى، مؤكدًا أن هذا العقار تم مناقشته في مؤتمر "سانفرانسيسكوا" في الجلسات الإضافية من ضمن خمس أبحاث أخرى وتم استعراض المرحلة الثالثة من التجارب الإكلينيكية التي أجريت على 300 مريض مصرى، في ثلاثة مراكز بحثية.