ناشدت اليونان شركاءها في الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين تقديم مساعدة لوجستية لتطبيق اتفاق مع تركيا يهدف إلى وقف تدفق اللاجئين والمهاجرين إلى أوروبا في الوقت الذي استمر فيه توافد أشخاص- كثيرون منهم يجهلون القوانين الجديدة المشددة- على شواطئ الجزر اليونانية. وتكافح اليونان -التي تعاني من أزمة اقتصادية خانقة كما أنها مركز أكبر أزمة لاجئين تواجهها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية- لإدارة العملية اللوجستية الهائلة التي يتطلبها التعامل مع طلبات لجوء مئات اللاجئين الذين ما زالوا يصلون يوميا إلى شواطئها التي يسهل اختراقها. ووصل مسؤولون أتراك إلى جزيرة ليسبوس اليونانية يوم الاثنين للمساعدة على تنفيذ اتفاق مع الاتحاد الأوروبي التي تنص على احتجاز الواصلين الجدد بدءا من 20 مارس آذار لحين التعامل مع طلبات اللجوء التي يقدمونها على أن يرسل من يعتبرون غير مؤهلين للجوء إلى تركيا بدءا من الرابع من أبريل. وقال رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس بعد لقائه مع ديميتريس أفراموبولوس مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الهجرة في أثينا "علينا التحرك بسرعة كبيرة وبطريقة منسقة في الأيام القليلة المقبلة لنجني أفضل النتائج الممكنة." وأضاف "يجب أن تصل المساعدة في مجال الموارد البشرية بسرعة." وبموجب خارطة الطريق التي اتفقت عليها تركيا مع الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة يجب تشكيل هيئة تنسيقية بحلول 25 مارس ونشر حوالي 4000 فرد أكثر من نصفهم من دول الاتحاد الأوروبي في الجزر اليونانية بحلول الاسبوع المقبل. لكن السلطات قالت يوم الاثنين- التالي لبدء التنفيذ الرسمي للاتفاق الذي يهدف إلى إغلاق الطريق الرئيسي الذي وصل عبره مليون لاجئ ومهاجر إلى أوروبا العام الماضي- إن 1662 شخصا وصلوا إلى الجزر اليونانية بحلول الساعة السابعة صباحا (0500 بتوقيت جرينتش) أي ضعف العدد الرسمي لليوم السابق. *استمرار تدفق اللاجئين وبعد الساعة الرابعة والنصف صباحا أنقذت سفينة تابعة لحرس السواحل 54 لاجئا ومهاجرا من عرض البحر ونقلتهم إلى الميناء وكانوا بين 698 شخصا وصلوا إلى ليسبوس. ونزل الوافدون وهم يترنحون تتقدمهم النساء والأطفال ورجل مسن ملفوف بأغطية. ووجهت السلطات الوافدين إلى حافلة حرس السواحل التي ستقلهم إلى موريا وهو مركز يجري فيه تسجيل الوافدين ودراسة طلبات حق اللجوء. وقال أحمد بيرقدار وهو محاسب من حلب في سوريا (32 عاما) "نحن متعبون للغاية. أود أن أذهب إلى أسرتي في السويد. سنحاول بإذن الله." لم يكن بيرقدار يعلم مثل كثيرين بالاتفاق الجديد بين الاتحاد الأوروبي وتركيا. وأضاف "لا نعرف بهذا. جئنا من سوريا مباشرة. الكل يريد الذهاب إلى الحدود. ليس لدينا أخبار ولا كهرباء ليس لدينا أي شيء." وبعد ساعتين وبينما كانت الشمس تشرق فوق بحر إيجه أنقذت سفينة خفر السواحل نفسها 44 شخصا آخرين من المياه فر الكثيرون منهم من النزاعات في الكونجو وسيراليون. وكانت إحدى النساء تحتضن طفلا لا يتجاوز عمره بضعة أشهر. ومشى اللاجئون صامتين باتجاه حافلة تقلهم إلى موريا وهي مجمع مزدحم مغلق تتناثر فيه الحاويات والخيم. *أفضل من سوريا قبل اتفاق يوم الجمعة كان المهاجرون واللاجئون يخرجون بحرية من المخيم ويستقلون العبارات إلى بر اليونان الرئيسي حيث كان باستطاعة معظمهم التوجه شمالا عبر البلقان باتجاه دول أوروبا الأكثر ثراء خاصة ألمانيا. ومن المفترض حاليا احتجاز الوافدين الجدد في مراكز استقبال اللاجئين لحين النظر في طلبات اللجوء التي يتقدمون بها. وبموجب الاتفاق يستقبل الاتحاد الأوروبي سوريا واحدا في مقابل كل سوري يعاد إلى تركيا في إجراء أثار بالفعل قلق جماعات مدافعة عن حقوق الانسان اعتبرته ينطوي على تمييز وينتهك القانون الدولي وربما يتم الطعن عليه أمام القضاء. وما زال مصير المهاجرين واللاجئين الذين تقطعت بهم السبل في اليونان قبيل إبرام الاتفاق والذين يقدر عددهم بنحو 47 ألف شخص غير واضح. وواصل مرفأ بيريوس القريب من أثينا استقبال مئات المهاجرين الوافدين من الجزر اليونانية يوم الاثنين. وقال شهود عيان إنهم أحرار في المغادرة على ما يبدوا لأنهم وصلوا اليونان قبل 20 مارس . وقال عدد من المهاجرين إنهم سيحاولون الوصول الى إيدوميني وهي منطقة على الحدود مع مقدونيا حيث ما زال نحو 12 ألفا آخرين عالقين في ظروف بائسة على أمل أن تعيد مقدونيا فتح الحدود وتسمح لهم بالمرور.