اعتبر المبعوث الأممي مارتن كوبلر، توقيع الأطراف الليبية على الاتفاق السياسي، اليوم الخميس، في مدينة الصخيرات المغربية خطوة في بداية طريق صعب نحو استقرار ليبيا. و قال كوبلر في بيان صحفي عقب توقيع الاتفاق الذي وصفه بالتاريخي: يطوي اليوم المشاركون في الحوار السياسي الليبي صفحة في تاريخ ليبيا. فعقب فترة من الانقسامات السياسية والصراع، تعود ليبيا إلى الانتقال السياسي من جديد. إذ تتم بموجب الاتفاق إقامة مجموعة موحدة من المؤسسات الشرعية، وهي اللبنات الأساسية نحو ليبيا تنعم بالسلام والأمن والازدهار. و أضاف كوبلر: أن الباب لا يزال مفتوحًا على مصراعيه أمام أولئك الذين ليسوا معنا اليوم؛ ويتعين على حكومة الوفاق الوطني أن تعمل على معالجة شواغلهم بدعم من الأممالمتحدة. وتابع: على جميع الليبيين أن يؤدوا دورًا في عملية الانتقال السياسي الجديد. فلطالما كانت المصالحة الوطنية والشمولية مبدأ أساسيًا من مبادئ الحوار السياسي الليبي، ولا بد من أن تستمر في توجيه عمل المؤسسات الانتقالية الجديدة. يجب أن تكون حكومة الوفاق الوطني حكومة لجميع الليبيين من هناك، من العاصمة طرابلس. وقال كوبلر: علينا ألا ننسى أن ما هذه إلا بداية رحلة صعبة، هناك حاجة ماسة للمصالحة الوطنية ولحوار أمني وطني شامل. ولا بد من إيجاد حلول عاجلة لدعم الحرب التي تقودها ليبيا ضد الإرهاب ولا سيما التهديد الذي يشكله داعش. ومن الضروري التصدي للوضع الإنساني المتردي في بنغازي ومناطق أخرى كمسألة ذات أولوية عليا، بما في ذلك من خلال إنشاء صندوق لإعادة الإعمار يخصص لبنغازي. وينبغي أن تكون شواغل المجتمعات الشرقية والجنوبية في المقدمة. ولا بد من البدء بهذا العمل على الفور. إذ يمثل التوقيع على الاتفاق السياسي الليبي الخطوة الأولى على طريق بناء دولة ليبية ديمقراطية تقوم على مبادئ حقوق الإنسان وسيادة القانون، وسوف تواصل الأممالمتحدة تقديم الدعم للحكومة الجديدة. وكان حضور أعضاء المجتمع الدولي هنا اليوم دليل على دعمهم من أجل مستقبل سلمي ومزدهر لليبيا. وقد التزم الوزراء وأعضاء المجتمع الدولي بتقديم المساعدة إلى ليبيا بناء على طلب من حكومة الوفاق الوطني.