شهدت مدينة الصخيرات المغربية بعد ظهر أمس مراسم التوقيع على الاتفاق السياسى بين الأطراف الليبية وسط غياب لكل من عقيلة صالح رئيس مجلس النواب المعترف به دوليا ونور بوسهمين رئيس المؤتمر الوطنى العام المنتهية ولايته وبحضور 80 من أعضاء البرلمان المنتخب و30 من المؤتمر الوطنى العام إلى جانب قيادات سياسية وقبلية ومناطقية مختلفة. ووصف صلاح الدين مزوار وزير الخارجية المغربى فى كلمته الاتفاق بأنه يشكل صك ميلاد لليبيا الحديثة والجديدة، معتبرا أن الليبيين قدموا مثالا على الروح الوطنية خلال جولات التفاوض وقال إن الاتفاق السياسى شمل تضحيات وتنازلات متبادلة وأنه سيتم تشكيل حكومة الوفاق الليبى فى أسرع وقت ثم منح الأولوية للأمن. وأكد مزوار التزام المغرب بتقديم الدعم السياسى والتقنى من أجل تنفيذ كافة بنود الاتفاق ورأى أنه على السياسيين فى الدول التى تشهد توترا أن تستفيد من درس التسوية الليبية لوضع حد للإرهاب الذى يستبيح المنطقة. ومن جانبه، وصف المبعوث الأممى إلى ليبيا، مارتن كوبلر، التوقيع على الاتفاق بالحدث التاريخى ويؤسس لانتقال سلمى فى البلاد ويسهم فى التحرك السريع لحل أزماتها وصياغة دستور جديد موضحا أن الحكومة الليبية الجديدة يجب أن تولى اهتمامها بقضايا الشعب وقال إن الاتفاق بداية رحلة صعبة لبناء دولة ديمقراطية، مشيرا إلى أن المجتمع الدولى سيواصل دعم حكومة الوفاق الليبية وأعلن أن اتفاق الصخيرات لا يرضى كل الاطراف، ولكن البديل أسوأ بكثير، وبدوره قال محمد شعيب رئيس لجنة الحوار بالبرلمان الليبى إن الاتفاق يفتح صفحة جديدة للحوار بعيدا عن لغة السلاح، مناشدا المجتمع الدولى بدعم حكومة التوافق الوطنى والجيش الليبى، مؤكدا أن الوفاق الوطنى هو مشروعنا للمستقبل ويتطلع المجتمع الدولى الى إنهاء النزاع على الحكم فى ليبيا المتواصل منذ عام ونصف، عبر توحيد السلطتين، السلطة المعترف بها دوليا فى الشرق، والسلطة الموازية لها فى العاصمة والمناطق الغربية، من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية تلقى مساندة دولية فى مكافحة التنظيمات المتطرفة والهجرة غير الشرعية نحو أوروبا. وعشية التوقيع، التقى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة المنظمة الأممية الى ليبيا مارتن كوبلر فى مدينة المرج الليبية على بعد نحو 80 كلم شرق بنغازى (ألف كلم شرق طرابلس)، قائد القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا الفريق أول ركن خليفة حفتر والذى يعارض اتفاق الصخيرات والذى ينص على أنه اذا لم يتوصل الطرفان الى توافق على اسم قائد الجيش خلال عشرة أيام، تتم إقالة شاغل المنصب الحالى ويعين شخص آخر فى مكانه ،فى مقابل ذلك، فإن المؤتمر الوطنى العام، يرفض اى دور لحفتر فى المشهد السياسى والعسكرى الليبي. وقال حفتر فى مؤتمر صحفى مشترك مع كوبلر «أنا لست راضيا عن الاتفاق بالتأكيد، ولكن عدم الرضا لا يعنى المقاطعة بل لدى 12نقطة وجهناها لممثل الأممالمتحدة على أساس أن ينظر فيها». ومن جهته رأى كوبلر: إن رفع الحظر من قبل مجلس الأمن المفرض على توريد السلاح الى ليبيا لن يتم قبل تشكيل حكومة وحدة وطنية، ملمحا الى مشاركة دولية محتملة فى عملية محاربة التنظيمات المتطرفة فى هذا البلد المطل على البحر المتوسط.. مصر ترحب بالاتفاق كتب - محمد العجرودى: رحبت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية بنجاح ممثلي الشعب الليبي في التوقيع علي الاتفاق السياسي في مدينة الصخيرات المغربية تحت رعاية الاممالمتحدة، مؤكدةً دعمها الكامل لهذا المسار الذي استمر قرابة العام الكامل.. ..والعربى يدعو للإسراع بتشكيل الحكومة كتب حسام كمال الدين: رحب الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية بالتوقيع على اتفاق الصخيرات الخاص بليبيا، معربا عن أمله فى أن يؤدى التوقيع إلى بدء عملية سياسية شاملة تتسع لتضم جميع الأطراف الليبية وتسفر عن حل القضايا العالقة بين مختلف مكونات الشعب الليبي.وأكد الأمين العام استعداد الجامعة العربية للتعاون مع حكومة الوفاق الوطنى الليبية الجديدة والتى دعا للإسراع فى تشكيلها.