خلال الاجتماع الثاني للمهندسين| عيسى: اللائحة وضعت لحماية المهنة.. و"ترك" يستعرض آليات تنفيذها    الأحد والأثنين المقبلين إجازة للقطاع الخاص بمناسبة عيدى العمال وشم النسيم    رئيس جامعة قناة السويس يهنئ السيسي بمناسبة الاحتفال بعيد العمال    20 جنيها تراجعا في سعر الذهب عيار 21 اليوم.. اعرف الجرام بكام؟    أسعار الخضار والفاكهة في أسواق أسيوط اليوم الثلاثاء    البورصة تهبط 1.08% في مستهل تداولات اليوم    وزير الإسكان: ندعم شركات القطاع الخاص في تنفيذ مشروعاتها بالسوق المصرية    وزارة الإعلام الكويتية: زيارة أمير البلاد لمصر تجسيداً لمتانة علاقات القيادتين    مساعد وزير الخارجية الأسبق: الجهد المصري لا يتوقف لتهدئة الأوضاع في غزة    محتمل إصداره أوامر باعتقال نتنياهو.. من هو كريم خان المدعي العام للمحكمة الدولية؟    بعد اصابته في السمانة.. الأهلى يفحص الشناوى اليوم قبل إعلان قائمة الإسماعيلى    تأجيل محاكمة المتهم بدهس طبيبة بيطرية بسيارته بالتجمع الخامس    لليوم الثاني على التوالي.. طلاب النقل بالقاهرة يؤدون امتحانات المواد غير المضافة للمجموع    أخلاقنا الجميلة.. «أقصى درجات السعادة هو أن نجد من يحبنا فعلا يحبنا على ما نحن عليه أو بمعنى أدق يحبنا برغم ما نحن عليه»    «نادر الحدوث».. «الصحة» تصدر بيانا بشأن الإصابة بجلطات بسبب لقاحات كورونا    أسترازينيكا: لقاح كورونا يسبب أثارا جانبية مميتة| فما مصير من تلقي اللقاح؟    البنتاجون يكشف عن تكلفة بناء الرصيف المؤقت قبالة ساحل غزة    بسبب ثوران بركان جبل روانج.. إجلاء آلاف الأشخاص وإغلاق مطار دولى بإندونيسيا    وزير المالية: مشروع تطوير مدينة رأس الحكمة يؤكد قدرة الاقتصاد المصرى على جذب المزيد من التدفقات الاستثمارية    مواعيد مباريات الثلاثاء 30 إبريل - ريال مدريد ضد بايرن.. وكلاسيكو السعودية    نجم الزمالك: الأهلي سيتوج بدوري أبطال إفريقيا    وزير الإسكان: 131 ألف حجز ل1747 قطعة أرض بالطرح الرابع لبرنامج «مسكن»    مؤسسة ساويرس تقدم منحة مجانية لتدريب بحارة اليخوت في دمياط    الأرصاد تكشف موعد ارتفاع درجات الحرارة (فيديو)    بروتوكول تعاون بين كلية الصيدلة وهيئة الدواء المصرية في مجالات خدمة المجتمع    سفير فنلندا في زيارة لمكتبة الإسكندرية    النبي موسى في مصر.. زاهي حواس يثير الجدل حول وجوده والافتاء ترد    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    افتتاح المعرض السنوي لطلاب مدارس التعليم الفني بالقاهرة تحت شعار "ابدع واصنع"    مصادر: من المتوقع أن ترد حماس على مقترح صفقة التبادل مساء الغد    حسام موافي في ضيافة "مساء dmc" الليلة على قناة dmc    اليوم.. الحُكم على 5 مُتهمين بإزهاق روح سائق في الطريق العام    إمام: شعبية الأهلي والزمالك متساوية..ومحمد صلاح أسطورة مصر الوحيدة    زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب شرق تايوان    اليوم.. استئناف فتاة على حكم رفض إثبات نسب طفلها للاعب كرة شهير    مساعد وزير الصحة: قطعنا شوطًا كبيرًا في تنفيذ آليات مواجهة تحديات الشراكة مع القطاع الخاص    «مصر للصرافة» تجمع حصيلة من العملات تعادل 8 مليارات جنيه    ظهور خاص لزوجة خالد عليش والأخير يعلق: اللهم ارزقني الذرية الصالحة    تعرف على أفضل أنواع سيارات شيفروليه    هل أكل لحوم الإبل ينقض الوضوء؟.. دار الإفتاء تجيب    "المصل و اللقاح" عن الأثار الجانبية للقاح "استرازينيكا": لا ترتقي إلى مستوى الخطورة    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    العثور على جثة طفلة غارقة داخل ترعة فى قنا    موعد عيد شم النسيم 2024.. حكايات وأسرار من آلاف السنين    شقيقة الأسير باسم خندقجي: لا يوجد أى تواصل مع أخى ولم يعلم بفوزه بالبوكر    بين تقديم بلاغ للنائب العام ودفاعٌ عبر الفيسبوك.. إلي أين تتجه أزمة ميار الببلاوي والشيح محمَّد أبو بكر؟    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لي نصيباً في سعة الأرزاق وتيسير الأحوال وقضاء الحاجات    السجيني: التحديات عديدة أمام هذه القوانين وقياس أثرها التشريعي    بمشاركة 10 كليات.. انطلاق فعاليات الملتقى المسرحي لطلاب جامعة كفر الشيخ |صور    الطيران الحربي الإسرائيلي يشن سلسلة غارات عنيفة شرق مخيم جباليا شمال غزة    عفت نصار: أتمنى عودة هاني أبو ريدة لرئاسة اتحاد الكرة    تصريح زاهي حواس عن سيدنا موسى وبني إسرائيل.. سعد الدين الهلالي: الرجل صادق في قوله    حشيش وشابو.. السجن 10 سنوات لعامل بتهمة الاتجار بالمواد المخدرة في سوهاج    إيهاب جلال يعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة الأهلي    ليفاندوفسكي المتوهج يقود برشلونة لفوز برباعية على فالنسيا    تعيين إمام محمدين رئيسًا لقطاع الناشئين بنادي مودرن فيوتشر    تموين جنوب سيناء: تحرير 54 محضرا بمدن شرم الشيخ وأبو زنيمة ونوبيع    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لأول مرة.. الأمم المتحدة تحيي اليوم الدولي لتكريم ضحايا جرائم الإبادة الجماعية
نشر في البوابة يوم 09 - 12 - 2015

تحيي الأمم المتحدة لأول مرة اليوم الدولي لإحياء وتكريم ضحايا جرائم الإبادة الجماعية ومنع هذه الجريمة، ففي سبتمبر 2015 أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتماد يوم 9 ديسمبر بوصفه يومًا دوليًا لإحياء وتكريم ضحايا جرائم الإبادة الجماعية ومنع هذه الجريمة. كما أن 9 ديسمبر يصادف الذكرى السنوية لاعتماد اتفاقية عام 1948 بشأن منع جريمة الإبادة الجماعية ومعاقبة مرتكبيها. ويهدف هذا اليوم إلى زيادة الوعي باتفاقية منع الإبادة الجماعية وللإحتفاء بدورها في مكافحة ومنع هذه الجريمة ولتكريم ضحاياها.
وقد تم الاتفاق على قرار الجمعية العامة بإنشاء هذا اليوم بدون تصويت، حيث أجمعت الدول الأعضاء ال193 على أن تأخذ كل دولة على عاتقها حماية سكانها من الإبادة الجماعية، والذي ينطوي على منع مثل هذه الجريمة ومنع التحريض عليها.
وأشار بان كي مون في رسالته بهذه المناسبة إلى أن اليوم، نحتفل لأول مرة من نوعه باليوم الدولي لإحياء وكرامة ضحايا جريمة الإبادة الجماعية ومنع هذه الجريمة. وتتزامن هذه المناسبة أيضا مع الذكرى السنوية لاعتماد اتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية في عام 1948.
وهذا هو الوقت المثالي لإعادة تأكيد التزامنا لمنع هذه الجريمة الدولية الخطيرة، تكريما لذكرى الضحايا، والتأكيد على الحق في سبل الانصاف والجبر، والمعترف بها في القانون الدولي.. إن منع الإبادة الجماعية يعني دفع المزيد من الاهتمام لعلامات التحذير، ويجري على استعداد لاتخاذ إجراءات فورية لمعالجتها، هذه هي روح حقوق الإنسان.إن الإبادة الجماعية وبعد كل شئ ليست جزءا من "تداعيات" عرضية للصراع؛ وفي معظم الأحيان هو منهجي ومخطط له مع أهداف محددة، ويمكن أيضا أن يأخذ مكان خارج حالات النزاع على مر الزمن.
وأضاف مون أن التعصب وكراهية الأجانب آخذة في الارتفاع في جميع أنحاء العالم اليوم لمرحلة خطير جدا. ونحن مقبلون على ديناميكية غالبا ما تستغل لتبرير استبعاد المجتمعات على أساس الأشكال المختلفة للهوية مثل الدين أو العرق أو غيرها، وإنكار المساعدة وتقييد حقوق الإنسان وارتكاب أعمال فظيعة من العنف.
إن منع الإبادة الجماعية هو التزام محدد بموجب القانون الدولي، كذلك جعلت محكمة العدل الدولية والهيئات القضائية الأخرى من هذا واضح جدا.. يجب على الحكومات أن تتصرف على هذا الإلزام من خلال الاستثمار في مجال الوقاية واتخاذ إجراءات وقائية.
ودعا مون في هذا الاحتفال الدولي الجديد، علينا أن ندرك ضرورة العمل معا على نحو أكثر تضافرا لحماية الأفراد من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان واحترام إنسانيتنا المشتركة.
والابادة الجماعية مصطلح يطلق على سياسة القتل الجماعي المنظمة وعادة ما تقوم به حكومات وليست أفرادً ضد مختلف الجماعات..على المستويين الداخلي ضد شعوبها والخارجي ضد الشعوب الأخرى..ولم تختص جرائم الابادة الجماعية بديانة بعينها أو جنس بعينه.
اما التطهير العرقي فهو مصطلح يطلق على عملية الطرد بالقوة لسكان غير مرغوب فيهم من إقليم معين على خلفية تمييز ديني أو عرقي أو سياسي أو إستراتيجي أو لاعتبارات ايدولوجية أو مزيج من الخلفيات المذكورة،من خلال السجن، القتل أو التهجير الذي تقوم به مجموعة عرقية تشكل الغالبية على مجموعة عرقية أخرى تشكل الأقلية من أجل الحصول على مناطق تقطنها المجموعة الثانية التي تنتمي لها الأغلبية. وقد تكون عمليات التطهير العرقي وفي حالات عديدة مرافقة لمجازر ترتكب ضد الأقلية المستهدفة.
والفظاعات التي ارتكبت أثناء محاولات الإبادة لطوائف وشعوب على أساس قومي أو عرقي أو ديني أو سياسي، صنفت كجريمة دولية في اتفاقية وافقت الأمم المتحدة عليها بالإجماع سنة 1948 ووضعت موضع التنفيذ 1951 بعد أن صادقت عليها 20 دولة.
وحتى الآن صادقت 133 دولة على الاتفاقية من بينها الاتحاد السوفيتي 1954، والولايات المتحدة، ومن الدول العربية صادقت المملكة العربية السعودية ومصر والعراق والأردن والكويت وليبيا والمغرب وسوريا وتونس.. ولم تصادق 50 دولة بينها قطر والإمارات العربية المتحدة وعمان وموريتانيا وتشاد.
وتتضمن اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948 (المادة 2) تعريفا للإبادة الجماعية بأنها أيا من الأفعال التالية، المرتكبة على قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية، بما في ذلك: قتل أعضاء من الجماعة؛ إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة ؛ إخضاع الجماعة، عمدًا، لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كليًا أو جزئيًا؛ فرض تدابير تستهدف الحيلولة دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة؛ نقل أطفال من الجماعة عنوة إلى جماعة أخرى.
وتؤكد الاتفاقية أن الإبادة الجماعية، سواء ارتكبت في زمن السلم أو الحرب، هي جريمة بمقتضى القانون الدولي، وتتعهد الأطراف بمنعها والمعاقبة عليها (المادة 1). وتقع المسئولية الأساسية في منع الإبادة الجماعية ووقفها على عاتق الدولة التي تقع فيها هذه الجريمة.
وقام المستشار الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية بجمع قائمة بعلامات الإنذار التي تشير إلى تعرض مجتمع من المجتمعات لخطر الإبادة الجماعية أو الفظائع المشابهة.. وهي تشمل ما يلي: أن تكون للبلد حكومة شمولية أو قمعية لا تقبض على زمام السلطة فيها إلا فئة واحدة ؛ أن يكون البلد في حرب أو أن تسوده بيئة من عدم احترام القوانين يمكن أن تحدث فيها المذابح بدون أن تلاحظ بسرعة أو توثق بسهولة ؛ أن تكون جماعة أو أكثر من الجماعات الوطنية أو العرقية أو العنصرية أو الدينية هدفًا للتمييز أو تستخدم كبش فداء لتحميلها مسئولية الفقر أو غيره من المشاكل الاجتماعية التي تواجه البلد حاليًا ؛ أن يوجد اعتقاد أو نظرية تقول بأن الجماعة المستهدفة أقل من مستوى البشر، فهي "تجرد من الإنسانية" أعضاء هذه الجماعة وتبرر ارتكاب العنف ضدهم.
وتنشر الرسائل والدعاية التي تدعم هذا الاعتقاد من خلال وسائل الإعلام أو في التجمعات ("تجمعات الكراهية") و"رسائل الكراهية"؛ أن يوجد قبول متزايد للانتهاكات المرتكبة ضد حقوق الإنسان للجماعة المستهدفة أو أن يوجد تاريخ من الإبادة الجماعية والتمييز ضدها. ويؤدي هذا إلى الاعتقاد بأنه إذا أفلت الآخرون بارتكاب الإبادة الجماعية في الماضي، فلن يكون هناك عقاب هذه المرة. وقد حددت منظمة رصد الإبادة الجماعية، وهي منظمة غير حكومية دولية، ثماني مراحل تؤدي إلى الإبادة الجماعية، تقول المنظمة "إن من الممكن اتخاذ تدابير وقائية خلالها جميعا".
وترجع بدايات الحديث عن الجرائم ضد الإنسانية إلى الحرب العالمية الأولى، لكنها لم تصبح جزءا فعليًا من القانون الدولي إلا بعد الحرب العالمية الثانية، نتيجة للفظائع التي ارتكبت في هذه الحرب، مع أن الجرائم ضد الإنسانية، كما هي معروفة اليوم، هي ممارسات قديمة موغلة في قدمها في التاريخ، لكن محاولة تلمس طريقة لوقفها بدأت في الحرب العالمية الأولى.
إن تطور مصطلح الإبادة الجماعية مر بمراحل مختلفة تطور خلالها المصطلح، ففي عام 1900 ولد رافائيل ليمكين، والذي صاغ فيما بعد مصطلح الإبادة الجماعية. وتشير مذكراته إلى أن التعرض لتاريخ الهجمات العثمانية ضد الأرمن والتي تمثل في نظر الكثير من العلماء إبادة جماعية، والبرامج المضادة للسامية وحالات العنف ضد المجموعات، في المراحل المبكرة من حياته ساهم في تشكيل معتقداته حول الحاجة إلى الحماية القانونية للمجموعات.
وكان تولي أدولف هتلر لمنصب مستشار ألمانيا في 30 يناير 1933 إيذانا بسيطرة الحزب النازي على مقاليد الحكم في ألمانيا. وفي أكتوبر من نفس العام انسحبت الوفود الألمانية من مباحثات نزع السلاح في جنيف وأعقب ذلك انسحاب ألمانيا النازية من عصبة الأمم المتحدة.. وفي أكتوبرفي مؤتمر القانون الدولي بمدريد، اقترح رافائيل ليمكين تدابير قانونية لحماية المجموعات، غير أن اقتراحه لم يجد الدعم.
ونشبت الحرب العالمية الثانية في 1 سبتمبر 1939 إثر قيام ألمانيا بغزو بولندا مؤدية إلى إعلان كل من إنجلترا وفرنسا بموجب معاهدة بينهما الحرب على ألمانيا. وفي 17 سبتمبر من عام 1939، احتل الجيش السوفيتي النصف الشرقي من بولندا. فر ليمكين من بولندا عبر الاتحاد السوفيتي ليصل أخيرا إلى الولايات المتحدة. وفي 22 يونيو من عام 1941 غزت ألمانيا النازية الاتحاد السوفيتي.
ومع تقدم القوات الألمانية باتجاه الشرق، نفذت القوات العسكرية والبوليس والقوات الخاصة أعمالًا وحشية دفعت رئيس الوزراء البريطاني في ذلك الوقت، ونستون تشرشل، إلى أن يصرح في أغسطس 1941 قائلًا "نحن أمام جريمة لا أجد لها تسمية". وفي ديسمبر 1941، دخلت الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية إلى جانب الحلفاء. وقد سمع ليمكين الذي وصل في عام 1941 إلى الولايات المتحدة كلاجئ حديث تشرشل، وقال فيما بعد /أن إدخاله لكلمة "إبادة جماعية" كان في جزء منه مدفوعًا بمقولة تشرشل/.
ولجأت القيادة النازية إلى مجموعة من السياسات المتعلقة بالكثافة السكانية والتي كانت تهدف إلى إعادة بناء التكوين العرقي لأوربا بالقوة، وذلك باستخدام القتل الجماعي كأداة.. وقد شملت هذه السياسات والتي من بينها القتل الجماعي محاولة قتل كل اليهود الأوروبيين، وهو ما يشار إليه الآن بالهولوكوست، ومحاولة قتل غالبية الغجر (روما) من سكان أوربا، ومحاولة التصفية الجسدية للطبقات القيادية في بولندا والاتحاد السوفيتي السابق.
كما تضمنت هذه السياسات العديد من سياسات إعادة التوطين محدودة النطاق والتي اشتملت على الاستخدام الوحشي للقوة والقتل واللذين ينظر إليهما الآن كشكلين من أشكال التطهير العرقي. وفي عام 1944 صاغ رافائيل ليمكين، والذي كان قد انتقل إلى واشنطن العاصمة وعمل مع وزارة الدفاع الأمريكية، مصطلح الإبادة الجماعية في مؤلفه حكم المحور في أوربا المحتلة وقد سجل هذا المؤلَف صور التدمير والاحتلال عبر المناطق التي استولت عليها ألمانيا.
وقامت المحكمة العسكرية الدولية في نورمبرج في الفترة ما بين 20 نوفمبر 1945 و1 أكتوبر 1946 بمحاكمة 22 من كبار القادة الألمان النازيين بتهم الجرائم ضد السلام وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والتآمر لارتكاب كل واحدة من هذه الجرائم. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تُستخدم فيها المحاكم الدولية كآلية لما بعد الحرب تعمل على إحضار القادة الوطنيين أمام العدالة... وقد كانت كلمة "إبادة جماعية" ضمن عريضة الاتهام، لكنها كانت مصطلحا وصفيا وليس قانونيا.
وكان رافائيل ليمكين قوة هامة في إدخال مصطلح "الإبادة الجماعية" أمام منظمة الأمم المتحدة المنشأة حديثا في ذلك الوقت، حيث كانت الوفود من أرجاء العالم تناقش مصطلحات لقانون دولي حول الإبادة الجماعية. وفي 8 ديسمبر 1948، تم تبني النص النهائي بالإجماع. وقد أصبحت اتفاقية الأمم المتحدة بشأن منع ومعاقبة الإبادة الجماعية سارية المفعول في 12 يناير 1951، بعد تصديق أكثر من 20 بلدًا حول العالم عليها.
وكانت الجرائم الشاملة ضد السكان المدنيين شائعة على نطاق واسع في الأعوام التي تلت الحرب العالمية الثانية وخلال الحرب الباردة.. ونادرا ما كان يتم التطرق من قبل البلدان التي تعهدت بمنع ومعاقبة هذه الجريمة من خلال انضمامها إلى اتفاقية الإبادة الجماعية إلى ما إذا كانت هذه الجرائم تمثل إبادة جماعية.
وفي 5 نوفمبر من عام 1988، وقع الرئيس الأمريكي رونالد ريجان على اتفاقية الأمم المتحدة بشأن منع ومعاقبة الإبادة الجماعية.. وكان هناك معارضون لهذه الاتفاقية بزعم أنها تنتهك السيادة الوطنية الأمريكية كما كان لها مؤيدوها. وكان السيناتور وليام بروكسماير من ويسكونسن من المؤيدين للاتفاقية بشدة وقد ألقى ما يزيد على 3000 خطاب مناصر للاتفاقية في الكونجرس في الفترة 1968-1987.
وردًا على الأعمال الوحشية التي ارتكبت في البوسنة، أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار رقم 827، والذي يقضي بإنشاء المحكمة الجنائية الدولية ليوغسلافيا السابقة (ICTY) في لاهاي. وكانت هذه هي أول محكمة جنائية دولية منذ محكمة نورمبرج.. والجرائم التي يمكن للمحكمة نظرها والبت فيها هي، الانتهاكات الخطيرة لاتفاقيات جنيف 1949؛ وانتهاكات قوانين وأعراف الحرب ؛ والإبادة الجماعية ؛ والجرائم ضد الإنسانية. ويقتصر نطاق سلطة الاختصاص القضائي لدى هذه المحكمة على الجرائم التي ارتكبت في منطقة يوغسلافيا السابقة.
وتأسست المحكمة الجنائية الدولية سنة 2002 كأول محكمة قادرة على محاكمة الأفراد المتهمين بجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وجرائم الاعتداء.. ويقع المقر الرئيسى للمحكمة في هولاندا لكنها قادرة على تنفيذ إجراءاتها في أي مكان.. وتعمل المحكمة الجنائية الدولية على إتمام الأجهزة القضائية الموجودة، فهي لا تستطيع أن تقوم بدورها القضائي ما لم تبد المحاكم الوطنية رغبتها أو كانت غير قادرة على التحقيق أو الادعاء ضد تلك القضايا، فهي بذلك تمثل المآل الأخير.
فالمسئولية الأولىة تتجه إلى الدول نفسها، كما تقتصر قدرة المحكمة على النظر في الجرائم المرتكبة بعد 1 يوليو 2002، تاريخ إنشائها، عندما دخل قانون روما للمحكمة الجنائية الدولية حيز التنفيذ. وهي منظمة دولية دائمة، تسعى إلى وضع حد للثقافة العالمية المتمثلة في الإفلات من العقوبة فالمحكمة الجنائية الدولية هي أول هيئة قضائية دولية تحظى بولاية عالمية، وبزمن غير محدد، لمحاكمة مجرمي الحرب ومرتكبي الفظائع بحق الإنسانية وجرائم إبادة الجنس البشري.
وبلغ عدد الدول الموقعة على قانون إنشاء المحكمة 121 دولة حتى 1 يوليو 2012 "الذكرى السنوية العاشرة لتأسيس المحكمة"، وقد تعرضت المحكمة لانتقادات من عدد من الدول منها الصين والهند وأمريكا وروسيا، وهي من الدول التي تمتنع عن التوقيع على ميثاق المحكمة.تعد المحكمة الجنائية هيئة مستقلة عن الأمم المتحدة، من حيث الموظيفين والتمويل، وقد تم وضع اتفاق بين المنظمتين يحكم طريقة تعاطيهما مع بعضهما من الناحية القانونية.
ومن أشهر نماذج للابادة الجماعية والتطهير العرقى:"مذابح الأرمن "، لا يزال ما تعرض له الأرمن في تركيا مطلع القرن الماضي مع بداية انهيار الإمبراطورية العثمانية، محل جدل واسع. ويطلق الأرمن على عمليات القتل التي تعرضوا لها آنذاك، وصف الإبادة الجماعية في حين ترفض تركيا هذا التوصيف.
وترفض تركيا حتى الآن الاعتراف بأن المجازر التي راح ضحيتها 1.5 مليون قتيل، بحسب الأرمن، كانت عملية تصفية ممنهجة نفذتها السلطنة العثمانية، كما ترفض وصفها بالإبادة. وتؤكد تركيا أن عدد الأرمن الذين قضوا في تلك الفترة يقارب نصف مليون، وأنهم قضوا نتيجة للجوع أو في معارك وقفوا فيها مع روسيا، عدوة السلطنة العثمانية، في الحرب العالمية الأولى.
وهناك تاريخ طويل لإنكار الأتراك لمذابح الأرمن، سواء قبل أو بعد إعلان الجمهورية التركية عام 1923. وفي حال اعترفت تركيا بأنها ارتكبت مذابح سيكون لزاما عليها صرف "تعويضات بالأراضي" في شرق تركيا للأرمن، إلى جانب التعويضات المادية، ومن الممكن في هذه الحالة أن يكون هناك تواصل بين حدود أرمينيا وبعض الأراضي التركية في الشمال الشرقي وفي الشرق، وهذا بالطبع سيهدد وحدة الأراضي التركية".
الهولوكوست "محرقة اليهود"، يرى أصحاب أسطورة الهولوكوست بأن النازيين قاموا بإبادة اليهود في أوربا الشرقية خلال الحرب العالمية الثانية بواسطة أفران غاز كبيرة، وتم حرق وإبادة نحو 6 ملايين يهودي، إلا إن الادعاء لا يستند على أي دليل. فيما يرى بعض المؤرخين أن الهولوكوست كانت حملة منظمة على نطاق واسع استهدفت من تم اعتبارهم دون البشر في عموم أوربا التي كانت تحت الهيمنة النازية، وقد ارسلوا إما إلى معسكرات العمل أو معسكرات الإبادة، وهناك أرقام عليها الكثير من الجدل وهي من 5 إلى 7 ملايين يهودي منهم 3 ملايين في بولندا وحدها.
ورغم استخدام الإبادة النازية ليهود أوربا بين مبررات أخرى لإقامة دولة إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني، فهي جريمة ضد الإنسانية، لا يقلل من بشاعتها عدد أقل من الضحايا، فالعدد دائمًا مسألة خلافية غير محسومة لصعوبة الوصول للأعداد الحقيقية. كما لا يقلل من بشاعة الجريمة أنها لم تكن موجهة لليهود فقط، أو نوعية الوسائل المستخدمة في القتل، بالغاز أو بالحرق أو رميًا بالرصاص أو بالغارات الجوية، أو ترك الأسرى للجوع والعطش في معتقلات تفتقد جميع الخدمات الصحية، مما أدى لفتك الأوبئة بهم.
"مجزرة هيروشيما ونجازاكي"، في شهر أغسطس عام 1945 ومع قرب نهاية الحرب العالمية الثانية، قامت الولايات المتحدة الأمريكية بقصف مدينتي هيروشيما ونجازاكي اليابانيتين بالقنابل النووية.. هذه العملية جاءت نتيجة لرفض رئيس الوزراء الياباني تنفيذ إعلان مؤتمر بوتسدام الذي يشير إلى إعلان اليابان استسلامها بشكل كامل دون أي شروط.
قام الرئيس الأمريكي هاري ترومان بإصدار أمر بإلقاء قنبلتين نوويتين على مدينتي هيروشيما ونجازاكي لإجبار اليابان على قبول شروط المؤتمر. تسببت القنبلتان في مقتل 140 ألف شخص في مدينة هيروشيما و80 ألف شخص في مدينة نجازاكي، نصف هؤلاء ماتوا نتيجة لحظة الانفجار، فيما مات 20% منهم نتيجة تأثرهم بالجروح والحروق والصدمات المختلفة. أما الباقي فمات نتيجة التسمم الإشعاعي وظهور السرطانات المختلفة.
وبالفعل أعلنت اليابان استسلامها بشكل تام بعد القنبلة الثانية على نجازاكي لتنتهي الحرب العالمية في منطقة المحيط الهادي بشكل رسمي. العديد من المنتقدين رأوا أن اليابان كانت ستستسلم عاجلًا أو آجلًا دون الحاجة لإطلاق القنبلتين النوويتين وقتل مئات الآلاف من المدنيين، حيث يرى هؤلاء أن هذا الأمر يرقى إلى جريمة حرب غير أخلاقية ويعتبر أحد أشكال الإرهاب الدولي.
"مذابح سيفو"، شنت القوات العثمانية سلسلة من العمليات الحربية بمساعدة مجموعات مسلحة شبه نظامية كردية استهدفت الآشوريين والكلدان والسريان في مناطق شرق تركيا وشمال غرب إيران. قتل في هذه العمليات مئات الآلاف من الآشوريين، كما نزح العديد من مناطقهم. يقدر الباحثون العدد الكلي للضحايا بنحو 250 – 500 ألف قتيل. نتيجة عدم وجود كيان سياسي يمثل الآشوريين في المحافل الدولية فإن هذه المجازر لم تحظَ بنفس الاهتمام الدولي الذي نالته مذابح الأرمن. تسمية هذه المجازر باسم "سيفو" والذي يعني في اللغة السريانية "السيف" جاءت كرمز للطريقة التي تم قتل بها غالبية الآشوريين المسيحيين.
جدير بالذكر أن مجازر الأرمن والآشوريين ونزوح غالبيتهم إلى مناطق مجاورة ساهم في تقليص عدد المسيحيين في تركيا من 33% إلى نحو 0، 1 %.
"مذابح القوزاق "،خلال الحرب الأهلية الروسية شارك البلاشفة في عملية إبادة جماعية ضد القوزاق البالغ عددهم نحو 3 مليون نسمة. التقديرات تشير إلى أن عدد القتلى وصل إلى 300 – 500 ألف نسمة. السياسة البلشفية خلال هذه الفترة تميزت بسياسة القمع والإبادة الجماعية للقوزاق، خصوصًا في منطقتي دون وكوبان. في الفترة بين عامي 1917 – 1933، هدفت هذه السياسة إلى إزالة القوزاق عرقيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا من الوجود.. وقد ذكر بعض المؤرخين أن عملية الإبادة الجماعية للقوزاق كانت محاولة جذرية للقضاء على الفئات الاجتماعية غير المرغوب فيها.
"مجاعة هولدومور"، وتعني بالأوكرانية وباء الجوع أو القتل بالتجويع. ضربت هذه المجاعة أوكرانيا التي كانت تحت الحكم السوفيتي في الموسم الزراعي 1932- 1933. في ذلك الوقت كانت أوكرانيا بمثابة سلة الغذاء والخبز لأوربا كلها قبل وقوع المجاعة. هذه المجاعة لم تحدث بسبب قلة المحصول أو الأمطار، ولكنها جاءت نتيجة مصادرة حكومة الاتحاد السوفيتي بقيادة ستالين لكامل محصول القمح الأوكراني والكازاخستاني وبعض مناطق الاتحاد السوفيتي؛ مما ترك عددًا هائلًا من الفلاحين بلا أي طعام، وتسببت هذه المجاعة في وفاة قرابة 7 مليون أوكراني طبقًا لبعض التقديرات.
"مذبحة سميل"، قامت الحكومة العراقية عام 1933 في عهد حكومة رشيد عالي الكيلاني بمذبحة كبيرة بحق أبناء الأقلية الآشورية في شمال العراق. سميل هي بلدة عراقية ذات غالبية آشورية تمت فيها وفي نحو 63 بلدة مجاورة لها عمليات تصفية منظمة للآشوريين. بحسب مصادر بريطانية فإن هذه العمليات تسببت في مقتل نحو 600 شخص، بينما ذكرت مصادر أخرى أن العدد وصل إلى أكثر من 3000 شخص.
هذه المجازر جاءت في أعقاب أسوأ مرحلة مرت على الشعب الآشوري في أعقاب مذابح سيفو التي راح ضحيتها أكثر من نصف عدد الآشوريين. في هذا الوقت كانت الدولة العراقية لا تزال في طور النشوء وتم اعتبار هذه المجازر أول انتصار عسكري للجيش العراقي في أعقاب فشله في إخضاع التمرد الشيعي في المناطق الجنوبية وثورة البرزنجي في الشمال. هذا الانتصار ساهم في تنامي الروح الوطنية وزيادة دعم الجيش العراقي. هذا الأمر جاء نتيجة لقرار بطريرك كنيسة المشرق مار شمعون الثالث والعشرين بالمطالبة بحكم ذاتي للآشوريين في شمال العراق في أعقاب استقلال الدولة العراقية عن بريطانيا.
"مقتل الملايين في كمبوديا"، في خضم الحرب الباردة وفي أثناء الحرب الفيتنامية الأميركية، وجدت كمبوديا نفسها مسرحا للصراع الدولي، واستولى الخمير الحمر (تحالف ماركسي متطرف) على العاصمة بنوم بنه 1975 وقام النظام الجديد بقيادة "بول بوت" بتغيير اسم البلاد إلى " جمهورية كمبوتشيا الديمقراطية "، ولتبدأ بعدها المذابح المروعة. وتحت رقابة مشددة انطلقت حملة تصفيات رهيبة ضد كل من اعتبره النظام الشيوعي أعداء محتملين حيث تم تحويل المدارس إلى معتقلات ومن أشهرها " تيول سلييغ " حيث اشرف القيادي الشيوعي " كاينج جيك " على قتل وسحل الآلاف دون رحمة. ويقدر عدد الذين قتلوا خلال فترة حكم الخمير الحمر بنحو 3 ملايين شخص.
"مذبحة حماة "، في بداية فترة الثمانينات من القرن العشرين تزايد الصراع العنيف بين حزب البعث السوري الحاكم بقيادة حافظ الأسد، وبين جماعة الإخوان المسلمين التي كانت تمثل أقوى جبهات المعارضة. النظام السوري اتهم الإخوان بتسليح عدد من أفرادهم والقيام بعمليات اغتيال في سوريا من بينها قتل مجموعة من طلاب مدرسة المدفعية عام 1979، لكن الإخوان نفوا ذلك بل وتبرأوا منه. قام نظام البعث السوري بشن أكبر حملة عسكرية ضد جماعة الإخوان المسلمين، والتي تسببت في مقتل عشرات الآلاف من أهالي مدينة حماة السورية، وذلك منذ يوم 2 فبراير 1982 وعلى مدى 27 يومًا متصلة.
القوات السورية قامت بمحاصرة مدينة حماة وقصفها بالمدفعية، ثم اجتياحها عسكريًّا بالمدرعات والدبابات بقيادة العقيد رفعت الأسد شقيق الرئيس حافظ الأسد. التقارير الصحفية أشارت إلى أن النظام السوري منح القوات العسكرية البالغ عددها 12 ألف جندي كامل الصلاحيات لضرب المعارضة وتأديب كل من يتعاطف معها.
تقارير عديدة تشير إلى أن عدد الضحايا في هذه المجزرة بلغ نحو 40 ألف قتيل، كما أنه تم هدم أحياء بكاملها على رءوس سكانها داخل المدينة، بالإضافة لنحو 88 مسجدًا و3 كنائس.
مذبحة "صبرا وشاتيلا "، وهي مذبحة نفذت في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في 16 سبتمبر 1982 واستمرت لمدة ثلاثة أيام على يد المجموعات الانعزالية اللبنانية المتمثلة بحزب الكتائب اللبناني وجيش لبنان الجنوبي والجيش الإسرائيلي. عدد القتلى في المذبحة لا يعرف بوضوح وتتراوح التقديرات بين 750 و3500 قتيل من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح أغلبيتهم من الفلسطينيين ولكن من بينهم لبنانيين أيضا..في ذلك الوقت كان المخيم مطوق بالكامل من قبل جيش لبنان الجنوبي والجيش الإسرائيلي الذي كان تحت قيادة ارئيل شارون ورفائيل ايتان وقامت القوات الانعزالية بالدخول إلى المخيم وبدأت بدم بارد تنفيذ المجزرة التي هزت العالم ودونما رحمة وبعيدا عن الإعلام وكانت قد استخدمت الأسلحة البيضاء وغيرها في عمليات التصفية لسكان المخيم العزل وكانت مهمة الجيش الإسرائيلي محاصرة المخيم وإنارته ليلا بالقنابل المضيئة.
"عمليات الأنفال"، قام النظام العراقي السابق بزعامة صدام حسين بشن سلسلة من عمليات الإبادة الجماعية ضد الأكراد في إقليم كردستان العراق عام 1988.. هذه العمليات تمت بقيادة على حسن المجيد الحاكم العسكري للمنطقة الشمالية، وتحت أمرة وزير الدفاع سلطان هاشم. في ذلك الوقت اعتبرت الحكومة العراقية أن الأكراد يمثلون مصدر تهديد لها. تمت هذه العمليات على مدى ست مراحل وتسببت في مقتل الآلاف من الأكراد وتدمير نحو 2000 قرية، بالإضافة لتهجير نحو نصف مليون كردي إلى قرى أقامتها الحكومة العراقية لهم ليسهل السيطرة عليهم فيها. التقارير الصحفية تشير إلى إلقاء الحكومة العراقية القبض على 1000 كردي تم تصفيتهم ودفنهم في قبور جماعية. بلغت أعداد أفراد الجيش العراقي المشاركين في هذه الحملة نحو 200 ألف جندي، وأشارت تقارير صحفية إلى مقتل ما بين 50 – 100 ألف مدني من الأكراد.
" مذابح بوروندي"، منذ استقلال بورندي عام 1992، حصل حدثان يمكن أن نطلق عليهما عمليات تطهير عرقي في هذا البلد، ففي عام 1972 تمت عمليات تطهير عرقي كبيرة لقبائل الهوتو من قبل جيش قبائل التوتسي، كما أنه وفي المقابل حدث عمليات تطهير عرقي في عام 1993، لكن هذه المرة كانت ضد التوتسي من قبل الهوتو، حيث عرف هذان الحدثان على أنهما عمليات تطهير عرقي في التقرير النهائي للمفوضية الدولية للاستقصاء في بوروندي، وجرى تقديم هذا التقرير لسكرتير الأمانة العامة للأمم المتحدة عام 2002.
"الإبادة الجماعية في رواندا"، في أبريل 1994، شن القادة المتطرفون في جماعة الهوتو التي تمثل الأغلبية في رواندا حملة إبادة ضد الأقلية من توتسي. وخلال فترة لا تتجاوز 100 يوم، قتل ما يربو على 800 ألف شخص وتعرضت مئات الآلاف من النساء للاغتصاب. وانتهت الإبادة الجماعية في يوليو 1994، عندما نجحت الجبهة الوطنية الرواندية وهي قوة من المتمردين ذات قيادة توتسية في طرد المتطرفين وحكومتهم المؤقتة المؤيدة للإبادة الجماعية إلى خارج البلاد.
ومع ذلك فلا تزال آثار الإبادة الجماعية باقية لقد تركت الإبادة الجماعية رواندا مدمرة، وخلفت مئات الآلاف من الناجين الذين يعانون من الصدمات النفسية، وحولت البنية التحتية للبلد إلى أنقاض، وتسببت في إيداع ما يربو على 100 ألف من الممارسين لها في السجون.. ولا يزال تحقيق العدالة والمساءلة والاتحاد والتصالح أمرًا صعبًا.
مذبحة "سربرنيتسا "، مذبحة سربرنيتسا، مجزرة شهدتها البوسنة والهرسك سنة 1995 على أيدي القوات الصربية وراح ضحيتها نحو 8 آلاف شخص ونزح عشرات الآلاف من المدنيين المسلمين من المنطقة. تعتبر هذه المجزرة من أفظع المجازر الجماعية التي شهدتها القارة الأوربية منذ الحرب العالمية الثانية.. تطهيرعرقي في الحرب البوسنية.
وفي ظل التطهير العرقي الواسع النطاق الذي رافق الحرب في البوسنة والهرسك (1992 – 1995)، اضطرت أعداد كبيرة من مسلمي البوسنة ( البوشناق) والكروات البوسنيين إلى الفرار من منازلهم وتم طردهم على يد صرب البوسنة؛ كما نفذ بعض الكروات البوسنيين حملة مماثلة ضد البوسنيين المسلمين والصرب. وكذلك قام مسلمو البوسنة بأعمال مماثلة ضد الكروات، ولا سيما في وسط البوسنة. ومع ذلك، كان نطاق الجرائم التي ارتكبها الكروات البوسنيون والبوسنيون المسلمون أقل بكثير من تلك التي ارتكبها صرب البوسنة.
وفي البداية في عام 1991، أدت الاضطرابات السياسية في البلقان إلى تشريد نحو مليونين و700 ألف نسمة بحلول منتصف عام 1992، منهم ما يزيد عن 700 ألف طلبوا اللجوء إلى أوربا. وقد شملت الأساليب المستخدمة خلال حملات التطهير العرقي في البوسنة أساليب العنف ووسائل مستلهمة من الإرهاب ضد السكان المدنيين من مجموعة عرقية أو دينية مختلفة من مناطق جغرافية معينة، من بينها القتل والتعذيب والاعتقال التعسفي والاحتجاز والإعدام خارج نطاق القضاء والاغتصاب والاعتداءات الجنسية، فضلًا عن حصار السكان المدنيين الذين يقطنون في مناطق الغيتو وتهجير وترحيل السكان المدنيين بشكل قسري والهجمات العسكرية المتعمدة أو التهديدات بشن هجمات على المدنيين والمناطق المدنية والتدمير المتعمد للممتلكات.
"الإبادة الجماعية في ميانمار "، دعت منظمات حقوقية الأمم المتحدة، لإنشاء هيئة تحقيق مستقلة، للنظر فيما تصفه بالابادة الجماعية المستمرة في ميانمار. وقال المركز الدولي لقانون حقوق الإنسان في ييل ومنظمة "فورتيفاي رايتس" لحقوق الإنسان، في مؤتمر صحافي مشترك عقد في بانكوك، إن اضطهاد أفراد أقلية الروهينغا الموجودة في ميانمار، هو بمثابة إبادة جماعية. وتتضمن أعمال الإبادة الجماعية ضد الروهينغا، تقييد الحركة ورفض حقوق الإنجاب وعمليات الإجلاء القسري، بحسب ما تقوله مونيان وزملاؤها.
فيما قال ماثيو سميث مدير "فورتيفاي رايتس": "إننا ندعو لإنشاء هيئة تحقيق، تحت رعاية الأمم المتحدة للنظر في هذه النتائج"..وأوضح أن إنشاء مثل هذه الهيئة، قد يجبر حكومة ميانمار على تحسين الوضع في راخين.
يشار إلى أن الروهينغا هي أقلية مسلمة تعيش في ميانمار ذات الأغلبية البوذية، وينتمى معظم هؤلاء المسلمون إلى شعب روينجيه وذوى الأصول المنحدرة من مسلمى الهند بما فيها بنجلاديش والصين إضافة إلى نسل المستوطنين الأوائل من الفرس والعرب. وقد جلب الاحتلال البريطانى العديد من الهنود المسلمين إلى بورما لمساعدتهم في التجارة والأعمال المكتبية وبعد نيل الاستقلال ظل الكثير من المسلمين في مواقعهم. ولا تعتبرهم الحكومة المركزية مجموعة عرقية من السكان الأصليين، ولكن تعتبرهم مهاجرين بنغال غير شرعيين، حيث تجردهم من جنسيتهم وممتلكاتهم.
وقد أقدم الجيش البورمى وبعض الغوغاء من البورميين في 3 يونيو من العام 2012 على قتل 11 رجلا مسلما بلا جريرة أو ذنب بعدما انزلوهم فجأة من الحافلات؛ الأمر الذي أدى إلى اندلاع مظاهرات واحتجاجات عنيفة في إقليم أراكان ذى الأغلبية المسلمة، واشتبكت أبناء روهنغيا المسلمة مع البوذيين الراخين غربى بورما، وقتل في تلك الأحداث أكثر من 50 شخصا وأحرقت آلاف المنازل.
ومنذ ذلك الحين تصاعدت وتيرة الأحداث وما يزال مسلمو بورما يعانون الطرد والترحيل والقتل والتعذيب والاضطهاد والإبادة الجماعية. وأعلنت حكومة ميانمار رفضها نتائج التحقيق التي كشفت عنها كلية الحقوق بجامعة ييل الأميركية والتي أثبتت وجود "أدلة قوية" على وقوع إبادة جماعية منسقة من قبل حكومة ميانمار ضد مسلمي الروهينغا في ولاية أراكان. وقال وزير الإعلام في ميانمار يي هتوت لصحيفة محلية / إن الحكومة ترفض تماما هذا الاتهام، وإن الطرفين البوذي والمسلم عانيا خلال الاضطرابات التي اندلعت عام 2012، وعلى الحكومة التعامل مع هذه القضية على قدم المساواة.
"داعش وجرائم ضد الإنسانية"، أعلنت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة أن تنظيم الدولة الإسلامية " داعش " يرتكب جرائم ضد الإنسانية على نطاق واسع في المناطق الخاضعة لسيطرته في سوريا..وفي أول تقرير لها ركز بشكل خاص على ممارسات التنظيم في سوريا، عرضت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة صورًا عن تفاصيل ما يحدث في المناطق الخاضعة لسيطرة المتطرفين بما يشمل مجازر وقطع رءوس وأخذ نساء سبايا وإرغامهن على الحمل.
وأكد التقرير أن المجموعة المسلحة تنتهج سياسة عقوبات تمييزية مثل الضرائب أو الإرغام على تغيير الدين على أسس الهوية الإثنية أو الدينية، وتدمير مواقع دينية وطرد منهجي للأقليات.
إن الخطوة الحاسمة على طريق منع الإبادة الجماعية إنما تتمثل في تحديد العوامل (أي الممارسات التمييزية) الموجودة في حالة معينة التي تؤدي إلى تفاوتات حادة في طرق إدارة مجموعات متنوعة من السكان، والبحث عن سبل للحد من هذه الأسباب، والقضاء في نهاية المطاف على الأسباب المحتملة للعنف الذي يفضي إلى الإبادة الجماعية. وحيث أن ما من بلد يتسم بالتجانس التام، فإن الإبادة الجماعية تشكل تحديا عالميا حقا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.