ترأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، صباح أمس الجمعة، فى إطار زيارته «التاريخية» للأراضى الفلسطينيةالمحتلة، للمشاركة فى جنازة «الأنبا أبراهام»، مطران القدس ودول الخليج، أول «قداس» للبابا داخل «كنيسة القيامة» بالقدس، منذ قرار منع الزيارة عام 1967. وشهد «القداس» داخل «كنيسة القيامة»، حضور لفيف من أساقفة الكنيسة وبعض العرب، ثم زار «البابا تواضروس» بعض الأماكن المقدسة مثل «بيت لحم» و«دير القديسة مريم للراهبات»، والتقط صورًا تذكارية برفقة «الوفد الكنسي» المصاحب له الذى يضم: «الأنبا صرابامون، رئيس دير الأنبا بيشوي، الأنبا كيرلس، رئيس دير مار مينا، الأنبا ثيؤدسيوس، أسقف الجيزة، الأنبا يسطس، أسقف دير الأنبا أنطونيوس، الأنبا بيشوي، مطران دمياط وكفر الشيخ، جرجس صالح، أمين مجلس كنائس الشرق الأوسط السابق». ومن المقرر أن يلقى «البابا تواضروس»، اليوم السبت، عظة فى مدينة «الناصرة» التي تعيش فيها أكبر جالية عربية، قبل أن يترأس «القداس الإلهي» على روح «الأنبا أبراهام»، مطران القدس ودول الخليج، ليعود إلى القاهرة مساء اليوم السبت، وتلقى «بابا الإسكندرية»، أمس الجمعة، اتصالا هاتفيا من الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، عبر «أبو مازن» خلاله عن تعازيه الحارة بوفاة الفقيد الكبير، التى شهدت فلسطين مواقفه الوطنية للحفاظ على القدس ومقدساتها، وتعزيز العلاقات الأخوية وأواصر التعاون بين أطياف شعبها، مشيرًا إلى دور الأنبا الراحل فى تعزيز الوجود الأرثوذكسى القبطى فى مدينة «القدس». إلى ذلك جدد البابا تأكيده أن زيارته الأخيرة إلى الأراضى الفلسطينيةالمحتلة لم تكن «زيارة رسمية» بل «واجب إنساني»، وذلك ردًا على انتقادات معارضى الزيارة من المسلمين والأقباط. وقال فى بيان نشرته صفحة «المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الأرثوذكسية»: «يعز علينا انتقال الحبر الجليل مثلث الرحمات الأنبا أبراهام مطران الكرسى الأورشليمى والشرق الأدنى، وكان من واجب الكنيسة أن تشارك فى مراسم الصلاة بوفد قبطى يمثلها، وأكون معهم لنودعه الوداع الأخير هنا فى القدس، حيث كان مقر خدمته الذي خدم من خلاله الأقباط فى حوالى عشر دول عربية». وأضاف: «حكمة الأنبا أبراهام أكسبته محبة المسيحيين والمسلمين واليهود فى القدس ممن تعاملوا معه»، مشددًا على أن عدم زيارته كان سيعتبر نوعًا من التقصير لا يجب أن يتم، موضحًا أن قيامه بهذا الواجب له جانبان، واحد منهما التعزية والمشاركة وتأكيد الدور القوى الذى قام به الأنبا أبراهام، والثانى له جانب شخصى خاصة أن الراحل كان من أوائل الرهبان الذين تعامل معهم فى «دير الأنبا بيشوي» عام 1986، واستقبل زوار الدير لمدة عامين.