أصبحت "الفلاحة" مهنة من لا مهنة له عقب ثورة 25 يناير، حال الإعلان عن تأسيس نقابات للفلاحين التي يصعب علينا حصر عددها، مثل الأحزاب السياسية، فهي كالوهم، يقوم المسئولون على تلك النقابات بإيهام الفلاحين بالحصول على أراضي جديدة وحل مشاكلهم، لتلك النقابات والنصب عليهم باستخراج كارنيهات العضوية بعد سداد الرسوم المطلوبة التي تصل إلى 500 جنيه لكارنيه العضوية بالنقابة. فنقابات الفلاحين كالسبوبة لجمع الأموال من الفلاحين، حيث أن هناك نقابات للفلاحين تقوم بالنصب على الفلاحين بجمع الأموال والتبرعات، هذا بالإضافة أنه توجد نقابات بمحافظة البحيرة، حاصلة على مساحات من الأراضي تصل إلى 6000 فدان بالطريق الصحراوي، على الرغم من عدم وجود صفة قانونية للحصول على تلك الأراضي، لكن الأمر الغريب أن تلك النقابات تقوم بالتجارة في الأراضي وهذا مخالف للقانون. و تعد محافظة البحيرة، من المحافظات التي شهدت ظهور نقابات عديدة خلال الفترة الأخيرة، جميع النقابات عبارة عن مكاتب فقط تضم مجموعة من الأشخاص، مهمتهم الرئيسية جمع الأموال والتبرعات واستخراج كارنيهات العضويات والخروج في وسائل الإعلام، للحديث عن مشكلة قد تطرأ على الساحة من إصدار لقوانين وتشريعات لمجرد الظهور حتى يتعرف بهم المسئولين لتوطيد العلاقات فقط، وهم ابعد ما يكون عن الشأن الرزاعي والمعرفة بمشاكل الفلاحين وأزماتهم. ولعل خير مل على ذلك قيام مباحث الأموال العامة بالقبض على أحد نقباء الفلاحين، لقيامه بالاستيلاء على أكثر من 5 ملايين جنيه، مبالغ مالية قد تحصل عليها من الفلاحين مقابل إيهامهم بالحصول على أراضي زراعية، سوف تقوم الدولة بمنحها للنقابة لتوزيعها على الأعضاء. و يقول جمال زيدان، فلاح بقرية كفر كشاش بمركز شبراخيت، أن نقابات الفلاحين ليس لها دور إيجابي مع الفلاح، منذ الإعلان عن تأسيسها عقب ثورة 25 يناير وحتى الآن، مضيفا أن المسئولين بالنقابات يظهرون فقط في وسائل الإعلام مع المسئولين للتحدث عن المشاكل التي يعاني منها الفلاحين، رغم أنهم لا يعرفون شيئا عن مهنة الفلاحة. و أضاف زيدان، في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز"، أن إحدى نقابات الفلاحين، جاء اليهم لمعرفة المشاكل وبعد سرد المشاكل له، أبلغنا بعنوان النقابة من أجل الدخول فيها ودفع رسوم العضوية واستخراج الكارنية، لافتا أننا اكتشفنا أن نقيب النقابة كان يعمل "ميكانيكي وسمسار أراضي". وأضاف سيد أحمد الحبال، مشرف زراعي، أن النقابات لا تمثل الفلاحين ولا تعبر عنهم ولا مشاكلهم، موضحا أن تلك الكيانات تعددت في الأونة الأخيرة والفلاح هو الضحية لتلك النقابات التي تزعم أنها تخدم الفلاحين وهي في العكس من ذلك تماما. وطالب "الحبال"، القيادات بهذه النقابات، بالدمج في كيان واحد يعبر عن الفلاحين من أجل رفع المعاناة على الفلاح، وحتى تكون قوة مدافعة عن الفلاحين.