أنا بنت فى العشرينات.. اتجوزت وسافرت لجوزى علطول.. قعدنا فترة طويلة فى شد وجذب وخلافات وان محدش فينا فاهم التانى لفترة محترمة لحد ما كل واحد فينا عرف طبع التانى واتعود عليه.. والفترة دى صعبة جدا فى الغربة بشكل خاص.. لما بزعل منه كنت بروح اتكلم معاه عشان ماليش غيره. لما كنت بعيط أوقات كتير من الغربة ومن برودها ما كنتش بقول لأهلى عشان ما حدش يشيل همي.. اتعلمت أضحك وأهزر طول ما انا بتكلم معاهم.. اتعلمت أخبى وأداري.. دخلت المطبخ ونفذت تعليمات أمى وحماتى بالحرف.. كنت بكتب بالورقة والقلم.. و لما الأكل كان بيطلع حلو كنت بطير من الفرحة بمعنى الكلمة.. زى العيال.. وكنت بتنكد لو باظ منى وممكن أعيط من القهرة والإحساس بالفشل.. اتعلمت اغسل وانشر واكنس وامسح فى يوم واحد واطبق غسيل واحضر السفرة، واستنى جوزى يرجع ياخد بحسي.. مش هضحك عليكوا أوقات كتير أوى كنت بقعد خايفة وأيام ما كنت ببات لوحدى كنت بترعب وما يجيليش نوم لحد ما الصبح يطلع.. كنت بخاف من حاجتين الغربة والوحدة.. بس شوية بشوية قلبى قوي.. بقيت بنام كام ساعة بالليل.. كنت بفتح التليفزيون يونسنى وأخلى نور الشقة متقاد وأقوم أبص على أبواب كل الأوض مفتوحة واللا مقفولة، وادخل انام جرى زى العيال الصغيرة.. عرفت إنى حامل.. حسيت أحاسيس غريبة وانا بمر بشهور الحمل لوحدي.. مكنتش فاهمة أى حاجة فى أى حاجة.. و لا جوزى فاهم إيه الدربكة اللى بتحصل فى حياتنا دي.. اكتشفت كل حاجة لوحدي.. أقوم أرجّع فجأة ولو جوزى فى الشغل ملاقيش حد يناولنى كوباية المياه.. اتعودت ابقى دايخة وعندى حموضة وهبوط وضغطى واطى وأقوم أخدم نفسى وأشوف جوزى اللى طالع عينه بره لأنه بيصعب عليا.. هو هيشيل إيه واللا إيه.. بطنى كبرت وبقيت لا بقدر أوطى ولا أشوف تحت رجلى، ايه بس هعمل ايه بعمل نفسى شايفة وكويسة.. . بطنش ورم رجلى اللى بقت قد الفيل.. وأخيرا.. الحمد لله على كل حال وكل سيناريو حياة بنعيشه.. الحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه. توقيع أم مغتربة.
