سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جدل حول ردود أفعال فرنسا بعد الحادث الإرهابي.. دبلوماسيون: باريس ستستغله لتنفيذ أجندتها في الشرق الأوسط.. وآخرون: ستكثف جهودها للقضاء على داعش وحل الأزمة السورية
تباينت آراء الدبلوماسيين، حول خطة فرنسا لمواجهة الإرهاب في المرحلة القادمة، ففي الوقت الذي رأي فيه البعض أنها ستكثف جهودها للقضاء على إرهاب داعش وحل الأزمة السورية، ذهب آخرون إلى أنها ستستغل الحادث الإرهاب وتنفذ أجندتها في المنطقة على غرار الولاياتالمتحدةالأمريكية في أعقاب أحداث 11 سبتمبر. واستبعد السفير محمد المنيسي - مساعد وزير الخارجية السابق والمشرف العام على الهيئة العامة لرعاية المصريين - أن تحذو فرنسا حذو الولاياتالمتحدةالأمريكية في أعقاب هجمات 11 سبتمبر، وتتبني أجندة لمكافحة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط. وأضاف المنيسي، أن موقف الولاياتالمتحدة يختلف عن موقف فرنسا، مؤكدًا أن الولاياتالمتحدة في نهاية المطاف هي المتهم الرئيسي في رعاية الإرهاب في المنطقة، مشيرًا إلى أن فرنسا أثبتت أنها دولة صديقة لدول المنطقة بالفعل، وأن تحركها لمواجهة إرهاب "داعش"، كان تحركًا حقيقيًا، وهذا يفسر تحرك "داعش" ضدها، موضحًا أن ضربات فرنسا "لداعش"، كانت موجعة، وبالتالي كان ردّ "داعش" منطقي في ضوء التأثير الشديد للضربات الفرنسية على "داعش"، لافتًا إلى أن الولاياتالمتحدة منذ أكثر من سنة ونصف، تدعي أنها تقوم بضرب "داعش"، رغم أنها تقدم لها دعمًا ماليًا ولوجستيًا. وقال السفير محمد الشاذلي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن فرنسا لديها أجندة في منطقة الشرق الأوسط، متوقعًا أن تحاول التذرع بالأحداث الإرهابية الأخيرة في باريس، لتوسع دائرة نفوذها في المنطقة، على غرار ما قامت به الولاياتالمتحدةالأمريكية في أعقاب أحداث 11 سبتمبر. وأضاف الشاذلي، أن فرنسا توجه ضربات حالية لسوريا بالفعل، لافتًا إلى أن فرنسا موجودة في منطقة الشرق الأوسط منذ القرن التاسع عشر وتمارس نشاط استعماري، لافتًا إلى أن يد الغرب لا تزال متوغلة في منطقة الشرق الأوسط بأكملها. وأوضح الشاذلي أن الولاياتالمتحدة وبعض الدول الأوروبية وإيران وتركيا وإسرائيل كذلك لديها أجندات في المنطقة، وبالتالي فليس مستغربًا أن تستغل فرنسا الأحداث الإرهابية الأخيرة للتدخل في المنطقة. وأكد الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، أن فرنسا ليس لها أي أجندات في منطقة الشرق الأوسط، مستبعدًا أن تحذو حذو الولاياتالمتحدة في أعقاب أحداث 11 سبتمبر، وتحاول فرض سيطرتها داخل المنطقة. وأضاف اللاوندي، أن فرنسا تعيش وفق مباديء الثورة الفرنسية التي تقوم على المساواة والحرية، وتسير في اتجاه أن تعيش جميع شعوب العالم في أمن وأمان، مشيرًا إلى أن بعد إعلان "داعش"، مسئويتها عن الحادث فإنها ستكثف جهودها في الحرب ضدها، كما أنها ستعمل على حل الأزمة السورية نهائيًا.