ذكر مراسل فرانس 24 في تونس أن 32 نائبا في حزب نداء تونس الحاكم قدموا استقالتهم من الحزب، وسينظمون مؤتمرا صحفيا في وقت لاحق اليوم لتوضيح أسباب الاستقالة والانسحاب من كتلة نداء تونس في البرلمان، الذي أفضت الانتخابات التشريعية إلى فوزه بالأغلبية في البرلمان. وبذلك تصبح النهضة الكتلة الأولى في البرلمان. أفاد مراسل فرانس 24 في تونس بأن 32 نائبا في حزب نداء تونس الحاكم قدموا استقالتهم من الحزب وسيعلنون خلال مؤتمر صحفي اليوم الأسباب التي تقف وراء استقالتهم وانسحابهم من الكتلة البرلمانية لنداء تونس لحين انعقاد المؤتمر التنفيذي للحزب. ويعيش نداء تونس منذ عدة أسابيع انقسامات واسعة تهدد بتشتته وانقسامه إلى حزبين. ويضم المعسكر الأول أنصار حافظ قائد السبسي نجل الرئيس الباجي قائد السبسي في حين يجمع المعسكر الثاني أنصار الأمين العام للحزب محسن مرزوق. وكان نحو ثلاثين نائبا من نواب "نداء تونس" الذي يشغل أكثرية المقاعد في البرلمان قد أعلنوا في وقت سابق تعليق عضويتهم في هذا الحزب الذي يقود الائتلاف الحكومي، مهددين بالاستقالة والانسحاب من كتلته البرلمانية "في حال تواصل الوضع على ما هو عليه" داخل الحزب الذي يشهد انقسامات عميقة قد تؤدي إلى تفككه. وقال النواب في بيان "نعلن عن تعليق عضويتنا (..) إلى حين اجتماع المكتب التنفيذي" المقرر في 12 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري و"نؤكد أن هذا القرار ستتبعه استقالتنا من الحزب وانسلاخنا عن كتلته النيابية في حال تواصل الوضع على ما هو عليه". ولفتوا إلى حالة "التصدع التي آل إليها الحزب وتفاقم الخلافات والتجاذبات داخله (...) ومحاولة الانقلاب على هياكله الشرعية" منددين ب"أحداث العنف" التي حالت دون عقد مكتبه التنفيذي اجتماعا كان مقررا منذ أيام بفندق في مدينة الحمامات. ويشهد نداء تونس منذ انتخاب مؤسسه الباجي قائد السبسي رئيسا لتونس في أواخر 2014 واستقالته من الحزب، صراعا على مواقع القرار وحرب زعامات ومصالح. ويتنازع على القرار داخل "النداء" الأمين العام الحالي للحزب محسن مرزوق وهو يساري التوجه ونائب رئيس الحزب حافظ قائد السبسي نجل الرئيس التونسي الذي يتهمه خصومه في الحزب بالسعي إلى "خلافة" والده في الرئاسة. وتبادل الجانبان اتهامات بتجنيد "ميليشيات" واستعمال العنف في فندق في مدينة الحمامات كان يفترض أن يستضيف اجتماع المكتب التنفيذي للحزب، ما أدى إلى إلغائه. ويضم نداء تونس الذي تأسس منتصف 2012 يساريين ونقابيين ورجال أعمال وأعضاء سابقين في حزب "التجمع" الحاكم في عهد الرئيس بن على (1987-2011). وعندما كان الباجي قائد السبسي يتولى رئاسة نداء تونس، استطاع المواءمة بين المكونات المختلفة للحزب الذي تأسس بهدف إزاحة "الترويكا" التي قادتها حركة النهضة الإسلامية من الحكم. وحكمت الترويكا تونس من نهاية 2011 حتى مطلع 2014 قبل أن تستقيل لإنهاء أزمة سياسية حادة اندلعت في 2013 إثر اغتيال اثنين من معارضي الإسلاميين. وحتى اليوم لم يعقد نداء تونس مؤتمره التأسيسي الذي يفترض أن تنبثق عنه هياكل منتخبة وقوانين داخلية.