بين عشية وضحاها، باتت حركة "النهضة" الإسلامية في تونس، القوة الأولى في البرلمان، "دون انتخابات" بعد أن استقال 32 نائبا من حزب "نداء تونس" الذي يقود الائتلاف الحاكم في البلاد اليوم، الاثنين، من كتلة الحزب في البرلمان في تصعيدٍ للانقسامات التي تعصف بالحزب. وظلت الخلافات خافتة في حزب نداء تونس إلى أن تحوّلت هذا الشهر إلى عراك وتبادل للعنف بالعصي والهراوات في اجتماع للحزب بمدينة الحمامات. ويضم المعسكر الأول حافظ قائد السبسي نجل رئيس البلاد الذي يسعى للعب دور أكبر في الحزب من خلال السعي لإعادة هيكلته، فيما يتزعم المعسكر الثاني محسن مرزوق الأمين العام للحزب. وقال حسونة الناصفي -وهو متحدث باسم النواب المستقيلين-: "32 من نداء تونس قررنا الاستقالة من كتلة الحزب في البرلمان احتجاجا على عدم عقد الهيئة التنفيذية وهو الهيكل الشرعي الوحيد في الحزب". وأضاف -في تصريحات صحفية- أن خطوة الاستقالة تأتي احتجاجا على السعي لاختيار مسار غير ديمقراطي للحزب. وبعد استقالة النواب يصبح حزب "النهضة" الإسلامي، أكبر قوة برلمانية، إذ يشغل 67 مقعدا في البرلمان فيما ستتقلص مقاعد نداء تونس من 86 مقعدا إلى 54 مقعدا بعد الاستقالات الاخيرة. ويشهد "نداء تونس" حرب زعامات منذ انتخاب مؤسسه الباجي قائد السبسي رئيسا للبلاد أواخر 2014 واستقالته من الحزب. ويضم الحزب الذي تأسس منتصف 2012 يساريين ونقابيين ورجال أعمال وأعضاء سابقين في حزب "التجمع" الحاكم في عهد الرئيس بن علي (1987-2011).. وعندما كان الباجي قائد السبسي يتولى رئاسة نداء تونس، استطاع المواءمة بين المكونات المختلفة للحزب الذي تأسس بهدف إزاحة "الترويكا" التي قادتها حركة النهضة الاسلامية من الحكم، وحكمت الترويكا تونس من نهاية 2011 حتى مطلع 2014.