وضع مارلون جيمس اسم بلاده جامايكا الواقعة في منطقة الكاريبي على خارطة الأدب العالمي بفوزه هذا العام بجائزة مان بوكر التي ينظر لها كثير من النقاد باعتبارها الجائزة التي تأتي مباشرة بعد "أم الجوائز الأدبية العالمية"، وهي جائزة نوبل في الآداب التي ذهبت هذا العام للكاتبة، والصحفية البيلاروسية سفيتلانا اليكسفيتش. ولعل الظاهرة المشتركة على المستوى الفني في جائزتي نوبل ومان بوكر هذا العام أنهما منحتا لكاتبة وكاتب يشتركان في فكرة "تعدد الأصوات داخل ملحمة لتشكل في نهاية المطاف صوتا متسقا"، كما أن كلاهما لا يبدو في موقف المؤيد للنظام الحاكم سواء في بيلاروسيا أو جامايكا. وفوز مارلون جيمس بهذه الجائزة للأدب المكتوب بالإنجليزية يضع الرواية الجامايكية في مكانة مرموقة، وتنافسية على مستوى هذا الأدب المكتوب باللغة الأكثر انتشارا في العالم، فيما حظيت روايته الفائزة "تاريخ موجز عن سبع جرائم قتل" بإعجاب واضح سواء على مستوى لجنة التحكيم أو الصحافة الثقافية الغربية التي رأى بعض النقاد فيها أن هذا الفوز بجائزة مان بوكر "يبشر بعصر جديد للأدب الكاريبي". ووسط بهجة لافتة في جامايكا، وبين المبدعين المنتمين لهذا البلد الكاريبي اعتبر الكاتب فيف ادامز أن مواطنه مارلون جيمس خليق بالثناء لدوره في خدمة الثقافة الجامايكية، "ولم يقبع في برج عاجي وإنما التزم بالكتابة من الشارع وعن رجل الشارع". ومارلون جيمس ابن جامايكا الذي فاز مؤخرا بالجائزة الأهم في الأدب المكتوب بالإنجليزية عن روايته ذات الطابع الملحمي:" تاريخ موجز عن سبع جرائم قتل" حقق هذا الفوز بإجماع آراء رئيس، وأعضاء لجنة التحكيم لجائزة مان بوكر التي بات العالم يترقب إعلانها عن الفائز بالجائزة كل عام من قاعة "جيلد هول" في العاصمة البريطانية لندن. ومع ذلك لم يخلُ فوز رواية "تاريخ موجز عن سبع جرائم قتل" بجائزة مان بوكر من مفاجآت للنقاد، والمعنيين بالتوقعات حيث كانت الرواية المرشحة بقوة ضمن القائمة القصيرة للفوز بهذه الجائزة هي "حياة زهيدة" للكاتبة الأمريكية هانيا ياناجيهارا. وكانت القائمة القصيرة للمرشحين للفوز بجائزة مان بوكر هذا العام قد تضمنت كذلك الأمريكية آن تيلور، والبريطانيين توم مكارثي، وسونجيف ساهوتا والنيجيري تشيغوتسي أوبيوما.