وزير التنمية المحلية يُهنئ الرئيس السيسي بمناسبة الاحتفال بعيد العمال    محافظ القاهرة: القيادة السياسية تحرص على الاهتمام بالتعليم الفني    قيادي بمستقبل وطن: عمّال مصر هم عمود الدولة    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    أسعار الخضراوات اليوم 30 أبريل في سوق العبور    أيمن الجميل: إنجازات الطاقة النظيفة والزراعة الحديثة والاقتصاد الأخضر قادرة على جذب الاستثمارات الأجنبية    تراجع مؤشرات البورصة المصرية مع بداية تعاملات اليوم 30 أبريل    جهاز مشروعات التنمية الشاملة ينظم احتفالية لحصاد حقول القمح المنزرعة بالأساليب الحديثة    وزير الإنتاج الحربي يتفقد خطوط شركة أبو زعبل للصناعات الهندسية    خطوات ل فحص السيارة المستعملة قبل شراءها ؟    مدبولي: المباحثات مع رئيس وزراء بيلاروسيا تطرقت لتعزيز التبادل التجاري    صحيفة أمريكية: الناتو يستعد لمواجهة روسيا والتغلب على مشاكله الخاصة    الدفاع المدني الفلسطيني: لا بديل عن إنهاء المأساة الإنسانية في غزة    مساعد وزير الخارجية الأسبق: الجهد المصري لا يتوقف لتهدئة الأوضاع في غزة    أول زيارة رسمية.. بدء جلسة المباحثات المصرية البيلاروسية برئاسة رئيسي وزراء البلدين    تاريخ مواجهات ريال مدريد وبايرن ميونخ قبل موقعة اليوم في دوري الأبطال.. تفوق بافاري    رئيس الزمالك يعلن استمرار زيزو وعواد مع الفريق ويشيد بفتوح    الزمالك يلتقي بطل السنغال ببطولة إفريقيا للطائرة سيدات    فالفيردي: جاهز لمواجهة بايرن ميونيخ    القيعي: يجب تعديل نظام المسابقات.. وعبارة "مصلحة المنتخب" حق يراد به أمور أخرى    تحرير 149 محضرًا للمحال المخالفة لمواعيد الغلق الرسمية    السجن 10 سنوات ل6 أشخاص بالإسكندرية بتهمة استعراض القوة    ضبط 8 أطنان لحوم ودواجن وأسماك فاسدة بالمنوفية    ضربات أمنية مستمرة لضبط مرتكبي جرائم الاتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي    أول بيان من «الداخلية» عن أكاذيب الإخوان بشأن «انتهاكات سجن القناطر»    وفد شركات السياحة المصرية بالسعودية يكشف تفاصيل الاستعداد لموسم الحج    المؤبد ل عاطل بتهمة حيازة «مخدر الميثامفيتامين» في الجيزة (تفاصيل)    ختام عروض الإسكندرية للفيلم القصير بحضور كامل العدد    تكريم نقيب الممثلين على هامش الصالون الثقافي لرئيس جامعة المنصورة    «بنك مصر» يشارك الأطفال احتفالهم بيوم اليتيم في 15 محافظة    مستشار زاهي حواس يكشف سبب عدم وجود أنبياء الله في الآثار المصرية حتى الآن (تفاصيل)    ساويرس يوجه رسالة مؤثرة ل أحمد السقا وكريم عبد العزيز عن الصديق الوفي    لحظة إشهار الناشط الأمريكي تايغ بيري إسلامه في مظاهرة لدعم غزة    هيئة الدواء تنصح الأهالي بالالتزام بمواعيد حصول الأطفال على التطعيمات الأساسية    الصحة: الانتهاء من مراجعة المناهج الخاصة بمدارس التمريض بعد تطويرها    هل الأسماك المملحة خطر فقط على مرضى ضغط الدم؟.. «بحوث الأغذية» تجيب    عملية طعن تستهدف شرطيين وعددا من المارة قرب محطة للمترو شمال شرق لندن    رئيس جامعة بنها يفتتح معرض الزهور الأول احتفالا بأعياد الربيع    رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورنا يحسم الجدل بشأن حدوث جلطات بعد تلقي اللقاح    "صدى البلد" يحاور وزير العمل.. 8 مفاجآت قوية بشأن الأجور وأصول اتحاد عمال مصر وقانون العمل    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    أقدس أيام السنة.. كيف تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية بأسبوع آلام السيد المسيح؟    وزير الإسكان: نعمل على الاستثمار في العامل البشري والكوادر الشبابية    مصادر: من المتوقع أن ترد حماس على مقترح صفقة التبادل مساء الغد    طلاب النقل الثانوى الأزهرى يؤدون امتحانات التفسير والفلسفة والأحياء اليوم    اليوم.. "الصحفيين" تفتتح مركز التدريب بعد تطويره    إمام: شعبية الأهلي والزمالك متساوية..ومحمد صلاح أسطورة مصر الوحيدة    مساعد وزير الصحة: قطعنا شوطًا كبيرًا في تنفيذ آليات مواجهة تحديات الشراكة مع القطاع الخاص    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    موعد عيد شم النسيم 2024.. حكايات وأسرار من آلاف السنين    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لي نصيباً في سعة الأرزاق وتيسير الأحوال وقضاء الحاجات    الطيران الحربي الإسرائيلي يشن سلسلة غارات عنيفة شرق مخيم جباليا شمال غزة    عفت نصار: أتمنى عودة هاني أبو ريدة لرئاسة اتحاد الكرة    إيهاب جلال يعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة الأهلي    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    أخلاقنا الجميلة.. "أدب الناس بالحب ومن لم يؤدبه الحب يؤدبه المزيد من الحب"    أخبار 24 ساعة.. وزير التموين: توريد 900 ألف طن قمح محلى حتى الآن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مجلس إدارة العالم في مقالات يسري فودة وزاهي حواس
نشر في البوابة يوم 15 - 09 - 2015


هل الثعبان تحت فراش يسري فودة وحده؟
في صحيفة «المصري اليوم» عام 2008 كتب «فودة» سلسلة مقالات عن «الماسونية العالمية»، سرد تفصيلي أكثر لكتابه الأول «الماسونية.. الثعبان تحت الفراش».
قدم السلسلة «المحذوفة من على بوابة الصحيفة اليومية على الإنترنت»، راجيًا من ورائها أن «يساهم فى تكريس ما يوصف بنظريات المؤامرة، إذ إن هذه عادةً تقدم تفسيراً مريحاً لمن لا يريد أن يتعب نفسه فى طريق الوصول إلى الحقيقة».
ويقول: «فيما يلى من حلقات سنتعرض من منظور محايد لمعنى الماسونية وكيفية تطوره عبر العصور المختلفة والدور البارز لطلائعها فى الحملات الصليبية على ديننا وبلادنا، كما سنتعرض لأشهر أعضائها وكيفية الانتساب إليها وديناميات العلائق داخلها من ناحية وبينها والعالم الخارجى من ناحية أخرى، مصادرنا فى هذا متعددة، من بينها لقاءات خاصة مع عدد من أعضاء هذه المنظمة العالمية الغامضة».
يسري فودة
في الوقت نفسه، بدأ يسري فودة إعداد وتقديم حلقات عن «الماسونية» في برنامج «سري للغاية» على قناة «الجزيرة».
ويصف هو ما رأى وسمع عن «الحركة العالمية»: «عندما اتصلت بالسائق الباكستانى كى أشكره وأسأله كيف استطاع التقاط هذا السم من بين العسل، قال لى إنه وعدداً من أصدقائه قد شكلوا جماعة إسلامية لمكافحة الماسونية: «يا أخي إنها تسيطر على العالم وتتلوى كالثعبان وتتلون كالحرباء، فإن لم تستطع الوصول إليك صراحةً فإنها تصل إليك عن طريق ألاعيب اللاوعي».
ويسترسل «فودة» في وصف غموض «الماسون».. قائلًا: «يبدو هنا أننا بإزاء مساحة يلفها من الغموض أكثر مما يلفها من وضوح الرؤية، مساحة يتغلب فيها اللاوعى على الوعى. وحين يبدأ هذا فى الحدوث يبدأ القلق فى السيطرة على الإنسان».
اعتبر يسري فودة نفسه الأب الروحي لكارهي الماسونية العرب، حمل على عاتقه مهمة البحث عن أصولها، ورجالها، ومؤامراتها، ممسكًا بشيء من الحقيقة.. أعدّ حلقاته، التي بدأ – من خلالها - غزو نظرية المؤامرة للإعلام والسياسة، وكل شيء في مصر.. حتى وصل إلى لافتة رفعها متظاهري الاسلاميين - الجماعات التي حرّك سائق تاكسي منها شهية «فودة» لتقديم الحلقات من البداية - تقول: «سنجعل العباسية.. مقبرة لعملاء الماسونية».
الرجل الذي دعم فكرة «الماسونية» التي تتحكم في العالم.. عاد مرة أخرى يؤيد فكرته، ويسأل: من أين نبدأ؟
كانت بدايته بحلقات أخرى جديدة.
الزئبق الأحمر، خرافة فيلم «صعيدي رايح جاي»، كان «فودة» ممسكًا بطرف خيط صنع منه سلسلة تحقيقات استقصائية ووثائقي «سري للغاية»، مدَّعيًا فيه قيام «الموساد» الاسرائيلي باغتيال من يحاول البحث عنه أو تمريره.
ما قاله وبحث عنه واخترعه – قل: خلقه – يسري فودة كان بوابة لمصائب أخرى، ولم يكتف بذلك.. أعدّ كتابا يروي تاريخ «الزئبق الأحمر» بعنوان «البحث عن قنبلة الرجل الفقير في مادة الزئبق»، ممهورًا بعبارة: «مادة يعتقد أنها خرافية لا وجود لها، ذاع صيتها منذ الثمانينات وما زال الكثيرون يؤمنون بوجودها رغم عدم تحديد ماهيتها أو تركيبتها على وجه اليقين. تعود شهرة هذه المادة إلى المزاعم الكثيرة التي راجت حول استخداماتها الكثيرة في صناعة عدد من الأسلحة المختلفة غير ذات العلاقة ببعضها البعض، وهو ما أثار المزيد من الشكوك حول صحة وجود مثل هذه المادة».
من أين تأتي الخرافات إذن؟
السؤال حمَّال أوجه، وإجابة من الإجابات: يسري فودة.
يدعي عن «الماسونية»:
«يقول الماسونيون إن منظمتهم الغامضة ليست غامضة وإنما نحن المصابون بالبارانويا. ويعللون لذلك بأن الماسونية تضم فى عضويتها – على حد قولهم – كثيراً من مشاهير السياسة والفكر والأدب والعلم والاقتصاد والتجارة والفن والرياضة».
ويتسائل: «إحساس على الأقل بعدم الارتياح، ليس فى العالمين العربى والإسلامى وحسب، بل أيضاً بين الغربيين غير الماسونيين، وتساؤل يجمعهم معاً: هل الماسونية حقاً مؤامرة صهيونية تنال من المسلمين والمسيحيين، وترفع كلمة اليهود وتتسيد العالم من وراء الكواليس؟».
لا يخرج من السؤال إلى إجابة، يستند إلى مجموعة أقوال وأقاويل مترددة عن «الجماعة السرية» التي تحكم العالم.. من بينها:
«إنهم لا يعترفون بالعقيدة، ونحن نؤمن بالعقائد الكنسية وعلى رأسها عقيدة الثالوث الأقدس: إيماننا بالله الواحد، الأب والابن والروح القدس. يعنى ما يفعلونه أنهم ينسفون الإيمان المسيحى من جذوره».
الأب/ جون بول أبو غزالة، أبرشية بيروت المارونية
«الإنسان المسلم المتدين يلجأ إلى قرآنه وسنته، مثلما يلجأ المسيحى المتدين إلى إنجيله وتعاليمه. فما هى إذن المبررات الدينية أو الأخلاقية أو الاجتماعية للانتساب إلى محفل أو إلى فرقة أو إلى جمعية سرية؟»
د. حسان حلاق، أستاذ التاريخ بالجامعة اللبنانية
«الماسونية لا تتعاطى السياسة ولا الدين. يستطيع الفرد الماسونى أن يصل إلى منصب نائب برلماني أو وزير أو قائد عسكري أو حتى رئيس جمهورية، ولكن ذلك لا يعني أنه متأثر بالفكر الماسوني».
زياد، اسم حركي لماسوني عربي يخشى الإفصاح عن شخصيته
«سأقول لك كم هو صارم، فلن تجد ماسونياً يخبرك بشأنه. إن هناك مئات الآلاف من الماسونيين فى بريطانيا وحوالى ثلاثة ملايين فى أمريكا. فلتحاولْ أنت أن تقنعهم بأن يخبروك بألسنتهم عما يحدث فى طقوسهم. لن يخبروك. حتى لدرجة أن بعضهم يقول إنه ماسونى سابق، لكننى لا أعتقد أن ثمة شيئاً بهذا المعنى، فحين تقطع على نفسك ذلك القسَم تلتزم به حتى الممات».
مارتن شورت، مؤلف كتاب «الماسونية: داخل الأخوّة»
مدخل يسري فودة إلى الماسونية غير واضح، لا أحد يعرف ما يريده، ولا ما يرمي إليه، الآراء متضاربة، متخبِّطة، بلا هدف، بغير هديْ.
ثم إنك إذا أردت الرواج لفكرة، لا تجبر أحدًا عليها.. يمكن – فقط – أن تبعثها من القبر، أن تعيدها إلى الحياة، وتكرر ذكرها، اتركها حرَّة مثيرة للجدل بين الناس، ستنتقل من فم إلى فم، ومن عقل إلى عقل، ستخترق كل برامج التليفزيون، والراديو، وصفحات الجرائد.
هذا الدور كان مكتوبًا ليسري فودة.
استدعى الفكرة من دهاليز الجماعات السرية.. وبدأ البحث.. ورواية طقوسها، وطبيعتها، وخططها، وكيفية الالتحاق بها، ليس رغبة في إعداد ملف أرشيفي أو تحقيق استقصائي، إنما كان يريد أن يعيدها مرة أخرى.
كان يريد أن يمهّد – أو يبشّر – بظهور جماعة تحكم العالم، أو هكذا تريد.
يروي في الحلقة الثالثة قصة «بسام»، طالب كان يريد أن يلتحق بالجماعة الماسونية، لا يدخل عمدًا إلى حياته، إنما يكتفي بالبداية.. مراسم الانضمام إلى «المحفل الماسوني».
يروي «فودة»: « يساعد الحاجبان طالب الانضمام إلى الماسونية على الركوع أمام الرئيس الأعظم فيما يتعانق فوق رأسه رمحان يمسك بهما الحاجبان يشكلان زاوية قائمة.
الرئيس: أيها الإله القادر على كل شىء، القاهر فوق عباده، أنعم علينا بعنايتك، وتجلّ على هذه الحضرة، ووفّق عبدك هذا الطالب الدخول فى عشيرة البنّائين الأحرار إلى صرف حياته إلى طاعتك، ليكون لنا أخاً مخلصا حقيقيا.. آمين.. أيها الطالب، بسام، إذا وقعت فى مصيبة أو بُليت بخطر فإلى من تلجأ؟
الطالب (بعد أن همس الحاجب فى أذنه): إلى الله.
الرئيس: انهض، أيها الطالب، فإنه لا يخشى المهالك من يعتمد على الله.
ينهض الطالب فيستطرد الرئيس الأعظم.
الرئيس: أتقر إقراراً صادراً عن شرف نفس بأنك لست مغرورا ولا طامعا فى أمر، وبأنه ليس ثمة باعث من هذه الأغراض على طلبك الانضمام إلى عشيرة البنّائين الأحرار؟
الطالب: نعم، أقر.
الرئيس: وهل تتعهد تعهداً ناشئاً عن شرف نفس بأن تستمر بعد انضمامك إلى هذه العشيرة فى القيام بالعادات الماسونية القديمة والحضور إلى الاجتماعات ومشاركة الإخوان؟
الطالب: نعم، أتعهد.
الرئيس: أيها الطالب، يجب علىّ أن أنبهك إلى أن الماسونى الحر يربأ بنفسه عن الدخول فى مناقشة موضوعات الدين أو تيارات السياسة، فهل أنت إذاً راغب باختيارك ومحض إرادتك فى التعهد تعهداً وثيقاً مبنياً على المبادئ المتقدم ذكرها بأن تحفظ أسرار هذه العشيرة وتصونها؟
الطالب: نعم، أتعهد.
الرئيس: إذاً فلتركع على ركبتك اليسرى.. قدمك اليمنى تشكل مربعاً.. "يقوم الطالب بالتنفيذ".. أعطنى يدك اليمنى "يتناولها الرئيس ويضعها على الكتاب المقدس" فيما تمسك يدك اليسرى بهذا الفرجار وتوجه سنانه نحو ثديك الأيسر العارى.. ردد ورائى.. يارب كن معينى.. وامنحني الثبات على هذا القسَم العظيم.. الذى صدر منى فى درجة المبتدى.. بحضرة البنّائين الأحرار.. آمين. "بعدما يردد الطالب ما تقدم يستطرد الرئيس".. فلتقم الآن بتقبيل الكتاب المقدس.
يقوم الطالب بتقبيل الكتاب المقدس ثم يساعده الحاجبان على النهوض ويخلعان عن وجهه عُصابة العينين.
الرئيس: أيها المستنير، أنت الآن على وشك الاطلاع على أسرار الدرجة الأولى للبنائين الأحرار، فليساعدك الرب.
إذا حاولت الهرب فإن عقابك سيكون إما بالطعن أو بالشنق. الآن، وأنت تنضم إلى هذا المحفل الماسونى، يصطك هذا الخنجر "يوجه الخنجر نحو صدر الطالب" بثديك الأيسر العارى، فإذا حاولت القفز إلى الأمام تكون أنت قاتل نفسك بالطعن، وإذا حاولت التراجع فى يوم من الأيام ينشد هذا الحبل حول رقبتك من وراء فتكون أنت قاتل نفسك بالشنق».
يلجأ «فودة» إلى لفظ قرآني تحتكره جماعة «الاخوان»، والدعوة السلفية، يصف شاعر «ماسوني» شاذ جنسيًا ب«اللوطي»، على غير عادته، هذه لمحة سريعة لن تضيف شيئًا.. أمّا الأهم فهو ما قاله عن الرسالة الغامضة لبناء الهيكل الماسوني في مكان المسجد الأقصى.. يروي:
فى أوائل صيف عام 1968 بعث الماسونى الأمريكى، فريدى تيرى، برسالة إلى أمين الأوقاف الإسلامية فى القدس، الشيخ روحى الخطيب، يعبر فيها عن رغبته فى شراء أوقاف المسلمين وأرض المسجد الأقصى ليقيموا عليها الهيكل المزعوم، بينما يؤكد الماسونى اللبنانى، حنا إبراشى، ذلك فى الجزء الأول من كتابه «دائرة معارف ماسونية» بقوله: «أما أن الماسونية يهودية فهذا مما لا شك فيه».
التحدى الذى يواجه الماسونيين هو حقيقة أنه إذا كان من السهل إثبات «من أنت» فإنه من الصعب إثبات «من ليس أنت». والتحدى الذى يواجه غير الماسونيين هو حقيقة أنهم لا يعرفون «من هم» الماسونيون ولا يعرفون «من ليسوا» الماسونيين. والماسونيون، بين هذا وذاك، لا يساعدون غير الماسونيين على فهمهم.
بل إنهم فى بعض الأحيان يتلذذون بذلك، برموزهم وطقوسهم وأسرارهم. يقول واحد من أشهر أدباء العالم، وهو كذلك من أشهر أعلام الماسونية، الشاعر الأيرلندى «اللوطى» أوسكار وايلد: إن بى قدرةً على كل شىء، إلا على مقاومة الإغراء!»على مدى السنوات القليلة الماضية، حاولت الحكومة البريطانية ولم تنجح فى تحديد العلاقة بين فساد الشرطة ودوائر القضاء من ناحية وازدياد نفوذ الماسونية من ناحية أخرى.
زاهي حواس
محررة «المصري اليوم» لم تقصد أي شيء بالسؤال. سألت زاهي حواس: «هل نحن شعب يدرك أهمية الآثار ويعي ضرورة الحفاظ علها؟».
ردّ: «أحتك يومياً ببسطاء من الشعب، وأجد أنهم يدركون أهمية الآثار وقيمتها، وهذا لم أكن أعهده من قبل.. وإن كان عدد لا بأس به من المصريين يهتمون بشكل مبالغ فيه بالزئبق الأحمر الذى تردد أن الفراعنة كانوا يضعونه فى حلق المومياوات، وقيل إنه يشفى المرضى.
وهذا الاعتقاد هو الذى حمى المتحف المصرى من كارثة، لأن من دخلوا لسرقة المتحف أثناء الثورة كانوا يبحثون عن الذهب أو الزئبق الأحمر، ولو كانوا يبحثون عن القيمة الأثرية والتاريخية لأخذوا قِطعاً عالية القيمة وفى منتهى الأهمية.
من لا يدرك حضارته فهو إنسان منتهٍ، ونحن كمصريين متفردون بفرعونيتنا، وليس لنا مثيل فى العالم، وهذا التفرُّد ينبع من حضارتنا».
حين تكتب اسم «زاهي حواس»، المتهم في جلسات النميمة والعالمين ببواطن الأمور، بأنه متورط في أعمال «محرَّمة» بالآثار، على محرك البحث «جوجل»، ستقرأ بين النتائج مقالًا نشر ل«حواس» على بوابة «الأهرام» بعنوان «الزئبق الأحمر» عام 2001.. يقول فيه:
«نعم يوجد ما يطلق عليه اسم الزئبق الأحمر ولكن ليست له صلة بتحضير الجان أو شفاء المرضي. وأضيف علي الكلام السابق أن الزئبق الأحمر من الناحية العلمية يستخرج من الذهب وذلك عن طريق عرض خام الذهب للاشعاع, وبعد ذلك ينشط المعدن ويستخرج منه ما يعرف باسم الزئبق الأحمر المشع. ويوضح لنا الدكتور فاضل محمد علي رئيس قسم الفيزياء الاشعاعية والنووية بجامعة القاهرة أن كثافة الزئبق الأحمر تتراوح ما بين20.2 و22 وهو أعلي كثافة من الذهب أو الزئبق الأبيض لذلك فلا يوجد إلا في حالة مشعة.
وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي.بدأت العصابات في روسيا في تهريب الزئبق الأحمر إلي بعض الدول التي تستعمله في التفجيرات النووية. وهذا الزئبق لا يصنع من أي مادة غير الذهب. ولا أعرف إلي الآن من الذي وراء اشاعة وجود ما يعرف باسم الزئبق الأحمر المصري».
خرافة «الزئبق الأحمر» القادر على تفجير مصر في نصف ساعة.. القادر على ألا تكون القاهرة على الخريطة مرة أخرى ليست من عندنا، قالها زاهي حواس، رجل الآثار الأول في بر مصر، ومن بين ما قاله أيضًا: « طالعت بعد ذلك بأيام في الصحف خبرا يقول أن أحد الأشخاص قام بالنصب علي شخصية مهمة غير مصرية حيث عرض عليها قنينة ادعي أنها تحتوي علي الزئبق الأحمر وأن النصاب طلب من هذه الشخصية27 مليون دولار, لكي يعاينها فقط لابد أن يدفع خمسة ملايين دولار, وعندما تم ضبط ذلك النصاب اختلق قصة غريبة بعيدة كل البعد عن الحقيقة، حيث ذكر أنه علي صلة بشخص ممن يعملون في صحراء الجيزة وأن ذلك الشخص هو الذي أحضر له الزئبق الأحمر من احدي المومياوات كي يعالجه من سيطرة الجان. وقيدت القضية بجنحة نصب رقم17768 إداري قسم إمبابة. ولم تنشر الصحف اسم هذه الشخصية المهمة ولكني أعتقد أنه نفس الشخص الذي جاء إلي مكتبي للبحث عن الزجاجة الصغيرة الموجودة بداخلها الزئبق الأحمر. وعرفت أن سبب ارتباطي بهذا الموضوع يرجع إلي ذلك الاكتشاف الكبير الذي قمنا به بالواحات البحرية وكشفنا عن وادي المومياوات الذهبية. حيث كانت المرة الأولي التي تم خلالها الاكتشاف عن207 مومياوات كاملة مغطاة بالذهب في موقع واحد.
ولذلك فليس من الغريب أن يعتقد البعض أننا عثرنا علي الزئبق الأحمر داخل المومياوات المكتشفة. وتبادر إلي ذهني موضوعان علي درجة عالية من الأهمية والخطورة: الأول أن هناك العديد من المواطنين بالوادي الجديد يقومون بتمزيق لفائف المومياوات وفتح حناجرها بحثا عن الزئبق الأحمر ولم نكن نعرف قبل ذلك سببا لما يفعلونه بالمومياوات».
ثم يضع يده في يد أنيس منصور، مروِّجًا تخاريف السائل الذري الذي يمحو دولة من على الخرائط، حين سأله عن الزئبق الأحمر.. فرد: « علينا أن نستمع إلي ما يقال وعلي القائل الدليل والبرهان. وجاءني رد سريع من محدثنا يقول إن مومياء توت عنخ آمون لن يكتشف داخلها الزئبق الأحمر لأنه من الملوك الذين اعتبرهم الكهنة ملحدين كفروا بعبادة الإله آمون رع وتحولوا إلي الآتونية وعبادة الإله الواحد».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.