سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مقترح بتحويل "المدرسة النووية" إلى معهد فني.. باحث في الشئون النووية: طالب الإعدادي لن يكون مناسبا للدراسة لأن نسبة الخطأ داخل المفاعل "صفر".. العسيري متسائلا: هل سيعين كل الطلبة في "الضبعة"؟
في خطوة هامة في مستقبل مصر النووي وكبذرة لمشروع محطة الضبعة النووية أعلنت وزارة الكهرباء بالمشاركة مع وزارة التعليم الفني عن إنشاء أول مدرسة نووية في مصر تخرج فنيين مؤهلين للعمل في المشروع عند البدء فيه، ويتخرج الطالب بعد 5 سنوات من الدراسة ثلاثة منها تكون دراسة فنية عادية وسنتين متخصصتين في المجال النووي، ما يطرح أسئلة حول معيار اختيار الطلبة المتقدمين إليها بعد حصولهم على الشهادة الإعدادية ومدى مناسبة شخصياتهم وعمرهم العقلي وسماتهم الشخصية لتلقي علوم ومعلومات فنية غاية في الخطورة، وقواعد القبول، وإمكانية وضع شروط للقبول ومنع الوساطة، وما إذا كانت الفترة العمرية مناسبة ام تكون بعد الدراسة الثانوية، كل هذا طرحته "البوابة نيوز" على خبراء الطاقة النووية في هذا التحقيق. وقال د. إبراهيم العسيري المفتش الدولى للوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقًا، أنه بحكم خبرته يطرح سؤالا على القائمين على المشروع وهو ما الغرض من المدرسة؟ وبمعنى أدق، يجب أن يتم تحديد الهدف من تخريج هؤلاء الطلاب، هل كل من سيدرس في تلك المدرسة ستم الاستفادة منه وتعيينه في المشروع؟ أم أنه سيكون مؤهلا كأي مؤهل فني قد يتم اختيار عناصر منهم والباقي يعمل في أي مجال آخر. وأشار "العسيري" إلى أنه إذا كان هناك تعيين في المحطة النووية فيجب أن يكون هناك كورس ممتد بكيفية معينة ومدة الدراسة 5 سنوات أي مؤهل فوق متوسط، وهذا يختلف عن خريج كليات العلوم والهندسة، إذ سيتم تاهيله في اتجاه معين ليتمكن من العمل في قطاع معين والتعامل مع أجهزة ومكان محددين، وفي ضوء تحديد الهدف يكون تحديد فترة الدراسة المتخصصة، منوها إلى أهمية العنصر البشري في المشروعات النووية ومطالبا بالتخلص من المحسوبية في قبول هؤلاء الطلاب، لأن التخصص لا يجيز قبول طالب ضعيف وقبوله بسبب "الواسطة". ومن جانبه شجع د. مصطفى شلبي الباحث في شئون الطاقة النووية فكرة المدرسة وأشاد بها لحاجة بلادنا إلى فنيين مختصين يدركون مدى خطورة الموضوع وطبيعة المواد التي سيتعامل معاها وخطورة المكان الذي سيعمل فيه، مبينا أن الفنيين سيكون عملهم تكميلي ومتخصص في نفس الوقت كما سوف يختلف عن غيرهم من خريجي مدارس الثانوي الفني الصناعي. وأكد" شلبي" أن نسبة الخطأ داخل المفاعل المفترض انها صفر لحساسية المشروع وتكلفته وتأثيره ومن ثم يجب أن يتدرب الفني على فنيات مختلفة عما يتعلمه أقرانه في مدارس الثانوي الصناعي، مضيفا أن فترة الدراسة 5 سنوات كافية جدا خاصة إذا كان من سيدرس لهم عناصر ذاتت كفاءة من أعضاء هيئة التدريس، لكن السؤال الذي يطرح نفسه من هم أعضاء هيئة التريس واين ستقام المدرسة؟ واقترح الباحث النووي أن يتم تحويل الفكرة من مدرسة إلى معهد بعد الثانوي الصناعي بحيث تكون شخصية الطالب أكثر نضجا على عكس الطالب الذي يكون قد حصل للتو على الاعدادية، مؤكدا أن الحاصل على ثانوي فني بالفعل مؤهل إلى حد ما للتدريب على العلوم النووية، وسيكون في عمر طالب الجامعة بالفعل، مطالبا بتجنيب "الواسطة". بينما قال د. "محمد منير مجاهد" نائب مدير المحطات النووية الأسبق، أن المحطة النووية الجديدة تحتمل وتستوعب وتحتاج كل أنواع المهن سواء الفني أو المتخصص مالمهندسين والخبراء تماما مثل محكة الكهرباء فيها المهندس والفني والعامل، وهذا شيئ معمول به في كل دول العالم والمشروعات النووية، وفيما يخص مدة الدراسة ذكر إن هناك 5سنوات كافية لإعداد الطالب بشكل كبير للتعامل مع المهمة التي سيكلف بها مهما كانت تقسيمتها وعدد السنوات التي يدرس فيها العلوم النووية. ورفض "مجاهد" فكرة تحويل المدرسة إلى معهد قائلا أن المدرسة تكفي ولا حاجة لتحويلها وتأهيل العمالة الفنية لأن الخريجين لن يعملوا في مهام المهندس وسيكون الفني والمهندس تحت اشراف خبراء وعلماء. وبين "مجاهد" أن التقدم والقبول في المدرسة لا يحتاج التدقيق لدرجة أن تكون هناك اختبارات خاصة أو قدرات أو عقلية لأنه في النهاية سيكون فنيا وليس مهندسا، ومستواه سيتضح أثناء الدراسة فالمجتهد الذي يظهر تفوقا سيستمر في المدرسة.