فقد مصدر رزقه الوحيد فاسودت الحياة فى عينيه فقرر ترك الدنيا وما فيها حينما يفقد الإنسان مصدر رزقه الوحيد تسود الحياة فى عينيه، خاصة إذا كان مسئولا عن أسرة هو عائلها الوحيد، وقتها يمكن له أن يقدم على أى فعل مجنون حتى لو كان إزهاق الروح، وهو ما أقدم عليه شاب بالجيزة مؤخرا، سرق لصوص «توك توك» خاصًا به يعمل عليه وحينما فشل فى استعادته، انتحر بإطلاق النار على نفسه. البداية كانت بتلقى المقدم أحمد الوليلى رئيس مباحث الطالبية، بلاغا من المدعو «عنتر . ف . ع» 35 عاما يفيد بقيام شقيقه «محمد» بالانتحار داخل شقته الكائنة بمنطقة العروبة دائرة القسم، وعلى الفور توجهت قوة من ضباط القسم إلى مكان الواقعة، وبعد إجراء الفحص تبين أن الجثة لشاب فى العقد الثالث من العمر يعمل سائق «توك توك»، مصابا بطلق نارى فى منطقة البطن وبجواره فرد خرطوش تم التحفظ عليه وإرساله للمعمل الجنائى، وتم نقل الجثة إلى المشرحة، كما تحرر عن الواقعة محضر رقم 14238 لسنة 2015 جنح الطالبية وتم إخطار النيابة التى باشرت التحقيق. وفى النيابة تم استدعاء زوجة المجنى عليه، وتدعى «سحر . م . ع» 29 عاما، ربة منزل، حيث روت فى التحقيقات التى أجراها محمد الشريف وكيل نيابة الطالبية، القصة المأساوية التى انتهت بإقدام زوجها على الانتحار وتخلصه من حياته. قالت الزوجة: «لم يجد زوجى عملا، لذلك فكر فى شراء «توك توك» يعمل عليه، ولأنه لم يكن يملك الكثير لذلك اضطر لشرائه بالتقسيط، ورضى بما قسمه الله له، وظل يعمل ليل نهار ليكفى أسرته وأطفاله شر مد اليد للآخرين، ومرت الأيام حتى جاء يوم عاد فيه زوجى إلى المنزل وهو حزين، ليخبرنى بدموع باكية، أن لصوصا استوقفوه فى الطريق وتعدوا عليه بالضرب وأجبروه تحت تهديد السلاح على ترك «التوك توك» بعدها انطلقوا به هاربين». وواصلت الزوجة حكايتها المأساوية فقالت: «نصحت زوجى بالتوجه إلى قسم الشرطة والإبلاغ عن الواقعة، حيث توجه إلى هناك بالفعل وحرر محضرا بالواقعة، إلا أنه لم يتم القبض على أي من المتهمين بعد ذلك، وفى يوم ما عثر زوجى بالمصادفة على أحدهم الذى كان يعمل فى محل كشرى، دخل زوجى إلى المحل ليخبر أصحابه أن ذلك العامل اشترك مع آخرين فى سرقة «التوك توك» الخاص به، طالبا مساعدتهم لكن العامل ترك المحل بسرعة واختفي، فطلب منهم زوجى عنوانه أو رقم تليفون له، فأنكروا معرفتهم بأى معلومات عنه، وطلبوا منه ترك رقم هاتفه ليتمكنوا من التواصل معه، وبعد مرور يومين فوجئ زوجى باتصال من العامل المتهم حيث طلب منه لقاءه ليعيد له «التوك توك». وأضافت الزوجة: «تصورت أن ذلك سيسعد زوجى، وحينما جاء الميعاد الذى حدده العامل دخلت إليه لأوقظه حيث كان نائما، لكنه رفض وقال لى: لن أذهب لمقابلة أحد، طالبا منى تركه بمفرده، غادرت الغرفة وخرجت ولحظات وسمعت صوت طلق نارى صادر من غرفة زوجى، فأسرعت إلى داخلها لأجد زوجى مستلقيًا على الفراش وهو غارق فى دمائه، بعد أن أطلق النار على نفسه من مسدس خرطوش كان يمتلكه، فصرخت بأعلى صوتى مستغيثة بشقيقه الذى يسكن بجوارنا، فجاء مهرولًا ليصدم بمشهد شقيقه الغارق فى الدماء، وحاولنا نقله إلى المستشفى لإسعافه، إلا أنه لقى وجه ربه قبل وصولنا».