عندما يتملك اليأس من الإنسان ويصل بداخله الى حد لا يستطيع معه تحمله قد يفعل أشياء يعجز عن تدبيرها عقل الشيطان «مريم» امرأة فى بداية العقد الثالث من العمر تتسم بطيبة القلب والتسامح حتى مع أعدائها، فدائما ما يلقبها جيرانها ب «أم قلب كبير» لعطفها على الجميع واستيعابهم، وعند قراءتك لقصتها لا تستطيع ان تحكم ان كانت جانية أم مجنى عليها. «مريم» أقدمت على ارتكاب جريمة تهز القلوب المتحجرة تقشعر يداك بمجرد مطالعتك الكلمات الاولى لروايتها ، فقد ذبحت طفليها ثم قامت بالقفز من الطابق السادس. والغريب أن الأم القاتلة تركت رسالة بررت فيها جريمتها البشعة بأنها يئست من الحياة الزوجية مع زوجها الذي تناسى خلالها حقوق زوجته وأبنائه وانشغل بحياته الخاصة وجدت الزوجة أن وجودها في الحياة ليس له اى فائدة ولكنها كانت تنظر إلى طفليها وتقول فى نفسها إذا ذهبت إلى الآخرة من سوف يهتم بالأطفال من بعدها لذلك قررت التخلص من حياتها وأن ترحمهما من عذاب الدنيا، وأخذت قرارا بأن تنهى علاقتها هي وابنيها بذلك العالم لتبدأ حياتها الجديدة في العالم الآخر. هذه هي بداية الكلمات التي كتبتها الأم المنتحرة في خطابها الذي أقرت فيه أنها انتحرت وقتلت أطفالها للتخلص من حياتها وخوفا على أطفالها من تلك العالم قررت أن تقتلهم لتعيش معهم في العالم الآخر الأفضل لهم سويا. أكدت في خطابها أنها أقدمت على الانتحار لكثرة المشاكل التي مرت بها وحالة الاكتئاب التي كانت تعاني منها فقامت بالتخلص من طفليها بقتلهما وأحدثت إصابتها ستقوم بالقفز من نافذة حجرة النوم بالطابق السادس لكي تتخلص من حياتها نهائياً. وبكى الزوج نادر. وسائق مركبة توك توك وقال أنا تزوجت «مريم» منذ 12 عاما كان زواجنا تقليديا عن طريق الأصدقاء وكنا نعيش مع بعض حياة سعيدة مثل أى زوجين ولكن كنت أنظر إليها دائما اشعر بأنها ليست سعيدة وعندما أتحدث معها تطالبني بأن أعيش معها حياة رومانسية مثل قصص الأفلام كان ردى لها أننا نعيش حياة صعبة وزمنا ليس له وقت للرومانسية فإننى أخرج منذ الصباح على التوك توك حتى الليل لكي أوفر لهم احتياجات المنزل وعندما رزقنا الله بأول طفل «مجدي» 11 سنة و«بتول» عام ونصف كنت أعتقد أنها سوف تنشغل بهم وتنسى المراهقة المتأخرة التي تعيشها ولكن للأسف كانت الأيام تمر والمشاكل تزداد كل يوم عن الآخر وأصبحت حياتنا مثل الأغراب. وقبل الحادث بشهور حاولت زوجتي الانتحار فقامت بوضع أسطوانة بوتاجاز داخل حجرة النوم إلا اننى أنقذتها بأعجوبة. وفى ليلة الحادث فوجئت بتغير في تصرفاتها وطلبت منى شراء سكاكين جديدة بحجة أن السكين انكسرت وكانت مبسوطة وتقول لي أنا وأبنائى سوف نخرج غدا ونعيش حياة أخرى كنت معتقدا أنها سوف تقوم بالتنزه هي والأطفال ووافقت وطلبت منها أن تنتظرني بعد الانتهاء من العمل وأحضر أخذهم للتنزه بهم ووافقت بالفعل أحضرت لها السكاكين ليلة الحادث. وفوجئت يوم الحادث عند عودتي من العمل لأجد جثة زوجتي ملقاة في «منور العقار» وطفلتي غارقين في دمائهم على السرير توجهت على الفور لإبلاغ المباحث. على الفور انتقل العميد إبراهيم عبد العاطى مأمور قسم شرطة المنتزه أول و المقدم محمد عزب رئيس المباحث بالفحص والمعاينة تبين سقوط زوجتي بمنور العقار سكنها مصابة بجرح قطعي بالرقبة والرسغ الأيسر وأطفالها أعلي سرير حجرة النوم مصابا بجروح قطعية بالرسغ الأيمن وآخر أعلي سرير حجرة النوم مصابة بجروح قطعية بالرسغ الأيسر. بالشقة سكنهم بالطابق السادس وعثر داخل حجرة النوم علي اسطوانة بوتاجاز و2 سكين مطبخ وشفرات أمواس حلاقه ملوثين بالدماء. تبين أن جميع منافذ الشقة سليمة ومحتوياتها مُرتبة، وباستدعاء شقيقة مريم قررت بأن الرسالة المعثور عليها داخل المنزل بخط يد شقيقتها وكذا توقيعها ورجحت قيام شقيقتها بالتخلص من طفليها والانتحار وعللت قيام شقيقتها بذلك لوجود فتور العلاقة الزوجية بين شقيقتها وزوجها حيث كان زواجهما تقليدياً. تم إخطار النيابة العامة أمر رئيس النيابة بسرعة تحريات المباحث حول الواقعة.