«قائمة هؤلاء النازيين المحبين للنبي محمد طويلة، منهم: "أوسكار ديرليرفانجر" المسئول عن قتل عشرات الآلاف من اليهود في أوكرانيا، والذي أصبح الحارس الشخصي لعبد الناصر، و"ألتيرن إريك" أحد المسئولين عن "الشئون اليهودية" في "جاليسيا (بإسبانيا) والذي اعتنق الإسلام في مصر وغير اسمه ل"علي بالله"، وقام في الخمسينيات بتدريب المحاربين الفلسطينيين، بالإضافة إلى "ليوبولد جلايم" القائد السابق لقوات العاصفة ومدير مكتب الجيستابو الخاص بالشئون اليهودية في بولندا والذي غير اسمه في مصر إلى "علي الناهار"، وكان في خدمة الديكتاتور المصري "جمال عبدالناصر"» الفقرة السابقة ليست مقتطفة من "يديعوت أحرونوت" ولكنها قطرة من بحر الاتهامات، في تقرير منشور على موقع الهيئة العامة للاستعلامات وهي الهيئة الحكومية التي تتبع رئاسة الجمهورية ومن المفترض أنها تضطلع بدورها "كجهاز الإعلام الرسمي والعلاقات العامة للدولة" إلى شرح سياسة الدولة في المجالات المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية داخليًّا وخارجيًّا، ومواقفها إزاء مختلف القضايا بحسب ما يقوله موقعها على الإنترنت.. فهل هذا موقف الدولة المصرية؟ قد يرد علينا أحدهم بأن هذا التقرير من موقع "إل فوليو" الإيطالي ولا يمثل رأي الهيئة ولا قناعتها تجاه قضية النازيين في مصر والهيئة قامت بترجمته من باب معرفة كيف يفكر العالم من حولنا!. بداية.. الهيئة العامة للاستعلامات واجبها الأول هو شرح سياسة الدولة المصرية.. وليس تبني سياسة الدولة العبرية أو الترويج للأقلام الصهيونية، كما أن الترجمة الاحترافية لا تتعارض مع وجود تعليق يوضح وجهة نظر الهيئة لتصحيح أي صورة مغلوطة عن مصر وإلا فما الفارق بين هيئة الاستعلامات و أي مكتب ترجمة "تحت السلم". ويبقى السؤال.. ما الهدف من نشر مواد صحفية تشكك في نقاط مضيئة في تاريخنا الوطني ولماذا تتحول "هيئة الاستعلامات" المملوكة لدافعي الضرائب المصريين إلى الأداة التي تبث هذه السموم باللغة العربية؟ أخيراً.. في مارس من هذا العام أفرجت "دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية" عن وثيقة تحمل توصية من خبير اقتصادي حول أوضاع الضباط الألمان في مصر وقتها، وكان نصها كالآتي: "لأن ألمانيا ترى مصر أولاً وقبل أي شيء، سوقًا واعدة ومهيأة لاستيراد البضائع الألمانية فهناك جيش يعاد بناؤه ويحتاج إلى الآلات والمعدات والمركبات وأكثر من ذلك.. وهل يوجد من يمجد مزايا الصناعة الألمانية أفضل من الضباط الألمان؟ وفي تعليقه على الوثيقة لقناة "أو .أر.أف" النمساوية قال الإسرائيلي "شلومو شبيرو" الخبير السابق بالموساد: "بالنسبة لإسرائيل فإن التحالف بين أعداء الأمس واليوم هو إضعاف للروح المعنوية.. حتى وإن كان سريًّا!! مصالح اقتصادية.. جيش يعاد بناؤه.. إضعاف الروح المعنوية للعدو.. كلمات تلخص الرؤية الاستراتيجية وراء التعاون مع الضباط الألمان السابقين والأكيد أن هذه المعلومات لم يعرف بها الجهلاء.. وكما تقول الحكمة: "من الأفضل أن تلتزم الصمت وتجعل الآخرين يعتقدون أنك أحمق على أن تفتح فمك وتؤكد لهم حماقتك!".