موعد إجازة 6 أكتوبر 2024 للموظفين والمدارس (9 أيام عطلات رسمية الشهر المقبل)    محامي يكشف مفاجآت في قضية اتهام صلاح التيجاني بالتحرش    نائب محافظ المركزي: ملتزمين بضمان استدامة السياسات النقدية الجاذبة للاستثمار    حزب الله: اغتيال القيادي أحمد محمود وهبي في غارة إسرائيلية    فلسطين.. 3 إصابات في قصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين وسط خان يونس    وزير الخارجية: الجهد المصري مع قطر والولايات المتحدة لن يتوقف ونعمل على حقن دماء الفلسطينيين    الأهلي ضد جورماهيا في دوري أبطال إفريقيا.. الموعد والقنوات الناقلة والمعلق والتشكيل    «من خليفة إيهاب جلال إلى أين سمعتي».. القصة الكاملة لأزمة الإسماعيلي وحلمي طولان    «صاحب المعلومة الأدق».. لميس الحديدي تهنئ أحمد شوبير على التعاقد مع قناة الأهلي    عاجل - الأرصاد تعلن تحسن الطقس اليوم وانخفاض الحرارة    مبلغ مالي غير متوقع وزيارة من صديق قديم.. توقعات برج العقرب اليوم 21 سبتمبر 2024    بحضور وزير الثقافة.. تفاصيل انطلاق الملتقى الدولي لفنون ذوي القدرات الخاصة    وزير الخارجية: مصر تدعم الصومال لبناء القدرات الأمنية والعسكرية    أسعار الذهب في مصر اليوم السبت 21-9-2024.. آخر تحديث    «أغلى من المانجة».. متى تنخفض الطماطم بعد أن سجل سعرها رقم قياسي؟    توجيه هام من التعليم قبل ساعات من بدء الدراسة 2025 (أول يوم مدارس)    موعد مباراة مانشستر يونايتد ضد كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي والقنوات الناقلة    معسكر مغلق لمنتخب الشاطئية استعدادًا لخوض كأس الأمم الإفريقية    في احتفالية كبرى.. نادي الفيوم يكرم 150 من المتفوقين الأوائل| صور    قتل صديق عمره .. ذبحه ووضع الجثة داخل 3 أجولة وعاد يبحث مع أسرته عنه    أنتهاء أسطورة «ستورة» فى الصعيد .. هارب من قضايا شروع فى قتل وتجارة سلاح ومخدرات وسرقة بالإكراه    النيابة تعاين الزاوية التيجانية بعد أقوال ضحايا صلاح التيجانى    استدعاء والدة خديجة لسماع أقوالها في اتهام صلاح التيجاني بالتحرش بابنتها    د.مصطفى ثابت ينعي وزير الداخلية في وفاة والدته    عمرو سلامة: أداء «موريس» في «كاستنج» يبرز تميزه الجسدي    حفل للأطفال الأيتام بقرية طحانوب| الأمهات: أطفالنا ينتظرونه بفارغ الصبر.. ويؤكدون: بهجة لقلوب صغيرة    زاهي حواس: تمثال الملكة نفرتيتي خرج من مصر ب «التدليس»    "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".. أذكار تصفي الذهن وتحسن الحالة النفسية    «الإفتاء» توضح كيفية التخلص من الوسواس أثناء أداء الصلاة    وصلت بطعنات نافذة.. إنقاذ مريضة من الموت المحقق بمستشفى جامعة القناة    أمام أنظار عبد المنعم.. نيس يسحق سانت إيتيان بثمانية أهداف    بدائل متاحة «على أد الإيد»| «ساندوتش المدرسة».. بسعر أقل وفائدة أكثر    «البوابة نيوز» تكشف حقيقة اقتحام مسجل خطر مبنى حي الدقي والاعتداء على رئيسه    إسرائيل تغتال الأبرياء بسلاح التجويع.. مستقبل «مقبض» للقضية الفلسطينية    وزير الخارجية يؤكد حرص مصر على وحدة السودان وسلامته الإقليمية    نوران جوهر تتأهل لنهائي بطولة باريس للإسكواش 2024    ارتفاع سعر طن الحديد والأسمنت يتجاوز 3000 جنيه بسوق مواد البناء اليوم السبت 21 سبتمبر 2024    عمرو أديب عن صلاح التيجاني: «مثقفين ورجال أعمال وفنانين مبيدخلوش الحمام غير لما يكلموا الشيخ» (فيديو)    عودة قوية لديمي مور بفيلم الرعب "The Substance" بعد غياب عن البطولات المطلقة    أول ظهور لأحمد سعد وعلياء بسيوني معًا من حفل زفاف نجل بسمة وهبة    المخرج عمر عبد العزيز: «ليه أدفع فلوس وأنا بصور على النيل؟» (فيديو)    «التحالف الوطني» يواصل دعم الطلاب والأسر الأكثر احتياجا مع بداية العام الدراسي    وزير خارجية لبنان: نشكر مصر رئيسا وشعبا على دعم موقف لبنان خلال الأزمة الحالية    أهالى أبو الريش فى أسوان ينظمون وقفة احتجاجية ويطالبون بوقف محطة مياه القرية    «جنون الربح».. فضيحة كبرى تضرب مواقع التواصل الاجتماعي وتهدد الجميع (دراسة)    لأول مرة.. مستشفى قنا العام" يسجل "صفر" في قوائم انتظار القسطرة القلبية    عمرو أديب يطالب الحكومة بالكشف عن أسباب المرض الغامض في أسوان    تعليم الإسكندرية يشارك في حفل تخرج الدفعة 54 بكلية التربية    سعر الدولار أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية اليوم السبت 21 سبتمبر 2024    أخبار × 24 ساعة.. انطلاق فعاليات ملتقى فنون ذوي القدرات الخاصة    انقطاع الكهرباء عن مدينة جمصة 5 ساعات بسبب أعمال صيانه اليوم    الأهلي في السوبر الأفريقي.. 8 ألقاب وذكرى أليمة أمام الزمالك    تعليم الفيوم ينهي استعداداته لاستقبال رياض أطفال المحافظة.. صور    حريق يلتهم 4 منازل بساقلتة في سوهاج    أكثر شيوعًا لدى كبار السن، أسباب وأعراض إعتام عدسة العين    آية الكرسي: درع الحماية اليومي وفضل قراءتها في الصباح والمساء    دعاء يوم الجمعة: نافذة الأمل والإيمان    الإفتاء تُحذِّر من مشاهدة مقاطع قراءة القرآن المصحوبةً بالموسيقى أو الترويج لها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأهرام العربى ترد على أباطيل نتانياهو: العَيب فى الذات الصُهيونية.. إرهاب القرن العشرين!
نشر في الأهرام العربي يوم 09 - 11 - 2015


عرفه عبده علي
ما ادعاه "نتنياهو" أمام الكنيست الإسرائيلى يوم 20 أكتوبر الماضى، من أن الحاج أمين الحسين مفتى القدس فى الأربعينيات من القرن الماضى هو الذى أقنع هتلر وقادة النازية بإحراق اليهود! هو أمر يكشف عن حالة "الهذيان السياسى" التى وصل إليها وليس افتراء على التاريخ فحسب، وقد تعامل فورا المتحدث الرسمى للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بقوله:"إن كل الألمان يعرفون حقيقة المحارق النازية ولا يوجد دليل قديم أو جديد لتغيير هذه الحقيقة"!!
وما ادعاه رئيس الوزراء الصهيونى ليس جديدا، فقد ردده من قبله عدد من زعماء الكيان الصهيونى ومنهم: إسحق رابين وإسحق شامير ومناحم بيجين!
والصفحات التالية تكشف أن زعماء الحركة الصهيونية وقادة العصابات الإرهابية هم الذين تعاونوا مع زعماء النازية!!
من تاريخ ما أهلمه التاريخ: التعاون الوثيق بين الحركة الصهيونية العنصرية والنظام النازى، ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية ركزت الدعاية الصهيونية فى أوروبا وأمريكا على تثبيت وتضخيم "أكذوبة الهولوكوست" واعتبرت أن مجرد التشكيك فى هذه الأسطورة – حتى بالأبحاث العلمية – أو أى إشارة للتعاون الوثيق بين الصهيونية والنازية يعد مساسا ً بالمقدسات – الوحيدة – ونوعا ً من "العيب فى الذات الصهيونية"!
وأن المساس بالذات الصهيونية جريمة لا تسقط بالتقادم وأن ما توارثته الصهيونية من أساطير هو حقيقة مقدسة لا يجوز مناقشتها، وأى نقد لجرائم الصهيونية يعتبر معاداة للصهيونية!
ولم يكن "روجيه جارودي" الفيلسوف والمفكر الفرنسي الشهير، أول من كشف أوراق الدجل الصهيونية! ولن يكون المؤرخ البريطاني " دافيد إيرفينج " - الذي قدم للقضاء لمحاكمته - بآخرهم!!
وكانت عدة دعاوى قضائية قد رفعتها الجمعيات والمنظمات اليهودية ضد جارودي عقب نشر كتابه:"الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية" في ديسمبر 1995، والذي فند أسطورة "أفران الغاز" مؤكداً أن هذه الفكرة غير ممكنة التنفيذ من الناحية الفنية، وأن أحداً لم يوضح حتى الآن كيف كانت تعمل هذه الأفران المزعومة، وما الدليل على ثبوت وجودها، وعلى من لديه الدليل على وجودها أن يتقدم!
والصهيونية العالمية، تلح بشكل دائم على إبقاء الوعي العام لليهود في "حالة من التذكر الدائم" كنقطة استيعاب للمشاعر القومية بترسيخ العادات الدينية اليهودية القائمة على الارتباط بايأم الحزن والمآسي في تاريخ اليهود!
ويخصص لضحايا الكارثة النازية من اليهود "يوم حداد" خاص في 27 أبريل من كل عام، فتطلق صفارات الإنذار في جميع أنحاء إسرائيل، في صباح هذا اليوم لمدة دقيقتين، فتتوقف حركة الحياة تماماً، ويجتمع الآلاف في مقابر "يدفاشيم" لتخليد ذكرى ضحاياهم حول النصب التذكارية!
وصدرت قوانين أوروبية تفرض عقوبات على كل من يعادي السامية وينكر الجرائم ضد الإنسانية أو الكارثة التي حلت بالشعب اليهودي وجميع الشعوب، كما أدخلت تفاصيل الكارثة في المناهج التعليمية، وجرى تخليد الذكرى بنصب ومتاحف في معسكرات الإبادة وأماكن أخرى، ويجري الاحتفال بالذكرى كل عام، وكان آخرها إحياء الأمم المتحدة لذكرى المحرقة الستين في ديسمبر من العام 2005 ، الذي تجاهلت تغطيته وسائل الإعلام العربية.
ووضع بين مناهج الدراسة بالمدارس الإسرائيلية، منهج يهتم بدراسة إحدى الطوائف اليهودية التي أبيدت - كما يزعمون - خلال هذه الكارثة، بتقديم أبحاث عن حياة وتاريخ تلك الطائفة!
قضية كيستنر
ولعل بعضنا يذكر أو قرأ شيئاً عن راديو 3CR الذي كان يبث برامجه من ملبورن بأستراليا، وهو اتحاد لمؤسسات عدة ذات اتجاهات سياسية مختلفة، لكنها تتفق في الأساس على دعم الطبقات الفقيرة ومعارضة التعصب والعنصرية، وقد بث الراديو في فترة السبعينيات، برامج عدة عن التعاون الصهيوني - النازي، مما دفع المجلس اليهودي في ملبورن إلى إقامة دعوى قضائية ضد هذه الإذاعة، وشن حملات شرسة ضدها لطمس هذه القضية، وكان أخطر ما تناولته هذه الإذاعة: قصة "رودلف كيستنر" رئيس المجس اليهودي بالمجر (هنغاريا) إبان الحرب العالمية الثانية، نال درجة الدكتوراه في القانون، وكان صهيونياً شديد التعصب، والذي كشف دوره في هذه القضية هو د.رودلف فربا بمجلس الأبحاث الطبية البريطانية، وكان احد الفارين القلائل من معتقل "أوشويتز"، وجاء في مذكراته التي نشرت عام 1961، بجريدة " لندن دايلي هيرالد": أنا يهودي، وبالرغم من ذلك، فإنني أتهم بعض القادة اليهود، بأبشع أعمال الحرب، هذه الفئة من الخونة علمت بما يحدث لأخوانهم، لكنهم فضلوا شراء أرواحهم بالصمت عما يجري! ومن بين هؤلاء د.كيستنر رئيس المجلس والصلة الوثيقة بين د.كيستنر، وأدولف إيخمان، أكدتها اعترافات ايخمان نفسه، عقب اختطافه الشهير وتقديمه للمحاكمة فقال عنه: لقد وثق أحدنا بالآخر تماماً عندما كنا نتحدث، كان يدخن سجائره المعطرة بشراهة، يتناولها من علبة سجائره الفضية، ويشعلها بولاعة ذهبية، كان متحفظا في تصرفاته، فكان يبدو كضابط جستابو مثالي! لقد كان همه الأكبر هو: تمكين مجموعة مختارة من يهود المجر، من الهجرة إلى إسرائيل!
كان د. رودلف كيستنر المندوب الدائم للمؤتمر اليهودي العالمي ورئيس فرع هنغاريا من أشهر عملاء الجستابو من الصهاينة، وقد أسندت إليه مهمة وضع قوائم بأسماء اليهود في هنغاريا وبيان الحالة الاجتماعية والمالية لكل منهم، وكان كيستنر يقوم بجباية الأموال من الأثرياء مقابل تهريبهم إلى الخارج، أما الفقراء فكان يرسل بهم إلى معسكرات الاعتقال والموت. وبعد انتهاء الحرب، هاجر كيستنر هذا إلى فلسطين المحتلة - وغير اسمه إلى " شووك كارميل" وعن طريق المصادفة تعرف عليه أحد اليهود الذين نجوا من الموت بأعجوبة، وبعد أن انكشف أمره قام أحد رجال "الموساد" ويدعى - زئيف ايكشتاين - باغتياله في عام 1957، بناء على تعليمات قيادة الموساد، وبالطبع لم تقم الاستخبارات الصهيونية باغتيال كيستنر، جزاء له على الجرائم الدموية التي ارتكبها بحق اليهود، أو لتعاونه المباشر مع الجستابو، بل خوفاً من أن يكشف عن هوية عدد من القادة الإسرائيليين الذين اشتركوا معه في إبادة اليهود وخدمة النازية.
ولم يكن كيستنر هو المسئول الصهيوني الوحيد الذي تعاون مع الجستابو، فقد كان هناك أيضا "ماندلر" مندوب الوكالة اليهودية في تشيكوسلوفاكيا، الذي كان عميلاً لرئيس فرع الجستابو في براغ "فوش" وطبقاً للاعترافات التي أدلى بها "كارل دام" أحد كبار قادة فرقة ال .S.S النازية، فقد شكل النازيون من الصهاينة ما كان يعرف بالشرطة اليهودية، لتولي المحافظة على الهدوء والنظام في معسكر " تيريزين" بتشيكو سلوفاكيا، وأضاف كارل دام: إنه بفضل مساعدة الصهاينة العملاء تمكنوا من إرسال أكثر من 400 ألف يهودي من تشيكو سلوفاكيا إلى الجيتوات ومعسكر الاعتقال في الفترة ما بين 1941 - 1945.
تدبير حملات الإبادة
غير أن أهم ما يجب لفت الأنظار إليه "عملية الانتقاء" التي كانت هدفاً رئيسياً للمنظمة الصهيونية من أجل بناء الدولة اليهودية، وليس إنقاذ اللاجئين اليهود! والفلسفة الصهيونية، حددها بن جوريون:"انتقاء القليل من جموع اليهود في ترتيب عملية الهجرة إلى فلسطين، من الشباب الذين يستطيعون فهم ما يعنيه - الوطن القومي اليهودي - طاقاتهم وإمكاناتهم لخلق ظروف اقتصادية ملائمة، ستسمح بمتابعة الهجرة "!
ونمضي لنتابع معاً، كيف يثبت قادة الصهاينة، قدراتهم على التحكم باللعبة السياسية، خصوصا عندما تكون بمستوى هذه القذارة.
هل قامت حقا الحركة الصهيونية لحماية يهود العالم من خطر "العداء للسامية"؟ أن الوقائع التاريخية تدحض هذا الزعم، وتثبت أن تعاوناً وثيقاً نشأ بين الزعماء الصهاينة وأعداء السامية منذ اللحظة الأولى لتأسيس حركتهم.
فقد أدرك منظرو وزعماء الحركة الصهيونية، أن مشروعهم الاستيطاني لتهويد فلسطين لن يكلل بالنجاح، ما دام اليهود يرفضون ترك أوطانهم الأصلية التي ولدوا وعاشوا فيها، والتوجه إلى وطن آخر لا تربطهم به أدنى صلة، وكانوا ينظرون إلى موجات العداء للسامية باعتبارها "ظاهرة مفيدة للحفاظ على الشخصية اليهودية".
ولذا لم يتورع مؤسسو الحركة الصهيونية، عن مشاركة أعداء السامية في تدبير وتنفيذ المجازر وحملات الإبادة ضد اليهود، لحملهم على التماس النجاة بوسائل نقل أعدتها الوكالة اليهودية، بهدف دفعهم للهجرة الى ما يسمى " أرض الميعاد" ولم يعد خافياً ما كان يبذل من أموال طائلة لتغذية موجات الاضطهاد المفتعلة ودفع عجلة العداء للسامية لتشريد المزيد من اليهود وتوجيههم إلى فلسطين.
ولقد تصاعد التحالف بين الصهاينة وأعداء السامية الى توثيق العلاقات مع الحكومات الفاشية في إيطاليا وألمانيا، ففي عام 1923 عقد لقاء بين حاييم وإيزمن رئيس المنظمة الصهيونية العالمية، والدوتشي الإيطالي موسوليني الذي أكد استعداده لتقديم كل المساعدات اللازمة للصهاينة للإسراع في استيطان وتهويد فلسطين، وأن حكومة بلاده تضع إمكاناتها لمساعدة الصهاينة في انشاء أسطول بحري وتدريب بعض الطيارين! واستمرت لقاءات موسوليني وقادة الصهيونية دون توقف، وفي لقائه مع ناحوم جولدمان في 13 نوفمبر 1934، أكد موسوليني موقفه حيال المشروع الصهيوني، وأبدى موافقته على فكرة تأسيس " المؤتمر اليهودي العالمي" التي طلب جولدمان مشورته فيها.
وعندما وصل هتلر - عدو السامية الأول - إلى قمة السلطة في ألمانيا بدا أن ذلك سيثير المخاوف في نفوس الصهاينة، لكن ما حدث كان على عكس ذلك، فقد كان الصهاينة يرون في وصول النازيين إلى قمة السلطة في واحدة من أكبر الدول الرأسمالية في أوروبا فرصتهم الذهبية لإحكام سيطرتهم على يهود أوروبا، والتعجيل في دفعهم للهجرة إلى فلسطين.
فقد تبين أن زعماء الصهيونية كانت لهم علاقات وثيقة مع هتلر، ومن قبل وصوله إلى الحكم، وأن النازيين كانوا يتلقون مساعدات مالية ضخمة من البنوك والاحتكارات الصهيونية، ساعدتهم بشكل فعال في الوصول إلى السلطة، فعلى سبيل المثال، ثبت أن النازيين قد تسلموا عام 1929 مبلغ 10 ملايين دولار من بنك "مندلسون أندكومباني" الصهيوني بأمستردام، كما تلقوا عام 1931 مبلغ 15 مليون دولار، وفي عام 1933 بعد وصول هتلر للسلطة، كان أول ما أرسله له الصهاينة مبلغ 126 مليون دولار، ولاشك أن هذه المساعدات المالية الكبيرة، كانت عوناً للنازيين - من المنظمات الصهيونية العالمية - لبناء قوتهم العسكرية والاقتصادية، اللازمة لاجتياح أوروبا، وإبادة الملايين من البشر، ومن بينهم اليهود، وهو ما اعترف به "ناحوم جولدمان" في كتابه "السيرة الذاتية".
اتفاقية الهعمفراه
فى 31 مارس عام 1933 أصدر هتلر قوانين معادية لليهود فى مجالات التجارة وممارسة الطب والمحاماة، وقرر يهود بريطانيا مقاطعة البضائع الألمانية، وعلقت على المحال الإنجليزية لافتات "لا توجد بضائع المانية"،"ممنوع دخول السياح الألمان"! .. وسرعان ما أصدرت المنظمة الصهيونية العالمية والوكالة اليهودية التعليمات إلى اليهود البريطانيين بالتوقف عن حملة المقاطعة وفى 7 أغسطس 1933 تم الاجتماع بمقر وزارة الاقتصاد الألمانية ببرلين بحضور مدير البنك "الأنجلو فلسطينى" و "أرثر روبين" مندوب المنظمة والوكالة والمسئول عن بناء المستوطنات اليهودية فى فلسطين، وتم الاتفاق الذى أطلق عليه "الهعمفراه" وتعنى بالعبرية "التبادل" وأهم بنود الاتفاق أن يسمح هتلر بهجرة الأثرياء من اليهود الألمان، ومن يملكون أكثر من ألف جنيه استرلينى وبدلا من مصادرة أموالهم يتم السماح لهم بالهجرة إلى فلسطين وتشترى الوكالة بأموالهم آلات زراعية ألمانية تنقل مع المهاجرين اليهود.. وحددت الاتفاقية حجم الصادرات الألمانية إلى فلسطين بثلاثة ملايين مارك وحتى عام 1938 كانت قد زادت إلى ثلاثة أضعاف.
والإرهابى القديم "ناثان يائيل مور" أحد زعماء عصابة شتيرن والذى انشق عام 1940 عن عصابة الأرجون والتى تزعمها الإرهابى بيجن، فى كتابه "إسرائيل" بالفرنسية كشف عن المفاوضات بين زعماء الصهيونية وقادة النازية عام 1933 واعترف بأن اتصالات تمت بين د. حاييم أرلوسروف صديق جوبلز وزير الدعاية النازى وقيادات نازية والذين رأوا فى البداية تجميع وإرسال يهود أوروبا إلى مدغشقر، ثم وبتأثير الصهاينة قرروا تهجير هؤلاء اليهود إلى فلسطين.
و"الياهو بن اليسار" رئيس وفد إسرائيل فى مفاوضات مينا هاوس وأول سفير للكيان الصهيونى فى القاهرة، والذى أتيح له البحث فى الأرشيف السري لهتلر كشف فى كتابه "اليهود والرايخ الثالث" عن وثائق تؤكد اتصالات زعماء اليهود بالقيادات الألمانية، ووثائق تتضمن أوامر موجهة للحزب النازى بتسهيل ومعاونة اليهود من أجل تهجيرهم إلى فلسطين.
هجرة يهودية منتقاة
لقد كان هدف قادة الصهيونية:"هجرة منتقاة من أجل بناء الدولة اليهودية".. وأكد حاييم وإيزمان فى المؤتمر الصهيونى العشرين عام 1937 :"إن آمال ستة ملايين يهودى ترتكز على الهجرة.. وفى عمق المأساة اليهودية أريد فقط إنقاذ مليونين من الشباب، أما الكهول فقد يتحملون مصيرهم وقد لا يتحملون، فهم مجرد غبار اقتصادى وأخلاقى فى عالم قاس، وعلينا القبول بهذا الواقع" .
وفي كتابه "الخيانة" يقول الكاتب اليهودي - بن هيكت - إن مئات الآلاف من اليهود كان يتم تجميعهم في "الجيتوات" حيث يجري إرسالهم بعد ذلك إلى معسكر "أوسفينتسيم" وغيره من معسكرات الموت من أجل إبادتهم، دون أن يعرفوا المصير الذي كان ينتظرهم.
وتجدر الإشارة إلى أنه في بعض الحالات التي كان يفشل فيها الصهاينة في إدخال المهاجرين المختارين إلى فلسطين، كانوا يحكمون على هؤلاء المهاجرين بالموت دون تردد، ثم يقومون بشن حملات دعائية ضخمة للاتجار بدماء ضحاياهم!
وهكذا ما حدث بالنسبة للباخرة " باتريا " عام 1942: حين وصلت إلى ميناء حيفا، على متنها المئات من المهاجرين اليهود، لكن السلطات البريطانية رفضت السماح لهم بالنزول في حيفا، وعرضت عليهم التوجه إلى مدغشقر، وبعد أن فشل الصهاينة في إقناع الإنجليز، قاموا بنسف الباخرة بمن فيها وعقب ذلك قاموا بحملة دعائية شعواء، زاعمين أن ركاب الباخرة قد نفذوا عملية "انتحار جماعي"لأنهم" فضلوا الموت على مفارقة الوطن".. وهو نفس ما فعلته العصابات الصهيونية ضد ركاب الباخرة "سترومي"!
الدعاية قبل التنفيذ
وتجدر الاشارة إلى أنه قبل البدء في تنفيذ المخطط الصهيوني - النازي ضد اليهود، قام الصهاينة - بالتنسيق مع الجستابو - بشن حملات دعائية واسعة تتهم السلطات النازية بتعقب الصهاينة واعتقالهم، وبناء على تعليمات من جيرنيك - أحد كبار مسئولي الجستابو - تم إرسال مندوبين إلى لندن وبراغ ، بهدف تصعيد الحملة الدعائية حول " مطاردة واعتقال " الصهاينة في ألمانيا.
وكانت المنظمات الصهيونية تلقى كل دعم ومساندة من السلطات النازية، وفي الوقت الذي كانت تحرق فيه مؤلفات سبينوزا وأينتشاين في ألمانيا، كانت السلطات النازية تسمح بإعادة طبع كتاب هرتزل "الدولة اليهودية" وحين كان الآلاف من فقراء اليهود يساقون إلى معسكرات الاعتقال وحجرات الغاز، كان المليونير الصهيوني - مندلسون - ينال لقب " مواطن آري " بمرتبة الشرف، كتقدير من زعماء النازية!
وعلى إثر ازدياد عدد المهاجرين اليهود في الثلاثينيات - من أوروبا إلى أمريكا وأستراليا، تمكن زعماء الصهيونية من استصدار قرار من وزير داخلية الولايات المتحدة يقضي بمنع دخول المهاجرين اليهود إلى معظم الولايات الأمريكية، مثلما تمكنوا من الحصول على قرار مشابه من الحكومة البريطانية، يحول دون توجه اليهود إلى أستراليا وغيرها من المستعمرات البريطانية، فيما عدا فلسطين بالطبع - وتتصاعد الحملات الدعائية زاعمة أن محرقة هتلر قد أهلكت 6 ملايين يهودي أو ثلث تعداد اليهود في العالم!
لكن ثمة تساؤل: لماذا إذن التزمت الإدارة الأمريكية الصمت إزاء أحداث الإبادة الجماعية لليهود؟ بل انقسام يهود أمريكا على أنفسهم وعدم اتخاذهم موقفا موحداً ومحدداً إزاء إعدام الملايين من اليهود - كما يزعمون - غير أن بعض اللجان قد تشكلت بغرض إنقاذ اليهود وجمع الأموال اللازمة لذلك، منها "لجنة الطوارئ" التي نشرت إعلانات بالصحف تدين عمليات الإبادة ونظمت التظاهرات.
ولكن مثل هذه اللجان، كانت تواجه بهجوم مكثف من المنظمات الصهيونية، والتي كانت لها وجهة نظر تتلخص في أنه: يجب ترك هتلر يقتل ويبيد بعضاً من اليهود، حتى يدرك العالم كله أن الحل الوحيد لإنقاذ اليهود هو إقامة وطن قومي لهم في فلسطين!
بالإضافة إلى أن الحركة الصهيونية قد أعلنت، أن إنقاذ اليهود ليس مهما، وإنما هدفها الأكبر هو فلسطين، وأنها حين سعت بالفعل الى إنقاذ الشباب وصغار السن من اليهود - ليكونوا نواة للدولة الصهيونية في فلسطين - فلم يكن ذلك رغبة في إنقاذ أرواح بشرية بقدر ما كان إنقاذ أداة تحقق مخططات الحلم الصهيوني الرهيب!
وهذا ما أكده يوري أفنيري النائب السابق في الكنيست والمعلق السياسي الإسرائيلي حيث قال: إن اهتمام الحركة الصهيونية - وقت وقوع المحرقة - لم يكن موجها إلى اليهود على الإطلاق بل كان موجهاً إلى إقامة دولة يهودية في فلسطين!
تعاون زعماء الحركة الصهوينية والجستابو
وقد أوضحت الأبحاث التي قام بها الكاتب اليهودي "مورجنشتيرن" ونشرتها بعض الصحف الإسرائيلية - في أوائل السبعينيات - أن هدف الزعماء الصهاينة لم يكن أبداً إنقاذ اليهود من المعسكرات الموت النازية، وقد كشف مورجنشتيرن النقاب عن أن "جرنيبور " رئيس لجنة الإنقاذ وعضو رئاسة الوكالة اليهودية قد صرح أكثر من مرة بأن أموال الصندوق الوطني اليهودي يجب أن تستغل لتنفيذ المشروع الصهيوني في فلسطين، وليس هناك أي ضرورة لانفاق هذه الأموال لإنقاذ اليهود من النازيين!
وخلال الندوة التي نظمتها صحيفة " معاريف " الإسرائيلية عام 1966، صرح عضو الكنيست "خ.لانداو " بأن رؤساء الوكالة والأوساط اليهودية في الولايات المتحدة، كانوا يعلمون بعملية الإبادة عام 1942، لكنهم لم يلتزموا الصمت فحسب، بل أخفوا ما عرفوا وأجبروا كل من عرف بذلك على الصمت!
ويؤكد الكاتب الألماني جوليوس مادير، أن هناك قائمة بأسماء الزعماء الصهاينة الذين تعاونوا بشكل وثيق مع النازيين - تقع في 16 صفحة - وأن من بين هؤلاء عدداً ممن أصبحوا من كبار المسئولين في "إسرائيل" مثل حاييم وإيزمن، موشي شاريت، دافيد بن جوريون وإسحق شامير وغيرهم، وأن أقرب المسئولين النازيين إلى الصهاينة كان كورت بيخر وأدولف إيخمان رئيس فرع W.B4 في الجستابو، وهو الفرع الذي كان مسئولاً عن إبادة اليهود!
وعلى الرغم من العداء العلني الذي كانت الحركة الصهيونية لا تفتأ تظهره حيال النازية، وإلى حد فرص الابتزاز المالي والسياسي على الحكومات الألمانية المتعاقبة بعد الحرب الثانية، فإن الوثائق التي نشرتها مجلة "شيتزن" تكشف العروض السرية التي تقدم بها الصهاينة للتعاون مع المانيا النازية، فتشير هذه الوثائق إلى أن منظمة "شتيرن" الصهيونية الإرهابية، والتي كان إسحق شامير رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق أبرز زعمائها قد أجرت اتصالات سرية مع النظام النازي، عن طريق الملحق البحري الألماني بسفارة ألمانيا في تركيا، ويتلخص هذا العرض الذي تقدمت به منظمة أرجون إلى الحكومة النازية، في أن أهداف المنظمة الإرهابية تتفق تماماً مع أهداف حكومة الرايخ فيما يتعلق بضرورة إجلاء اليهود عن أوربا كخطوة على طريق إقامة نظام جديد هناك، أن هذا الإجلاء لن يتحقق ألا بتهجير يهود أوروبا إلى فلسطين، وبالتالي يمكن أن يتحقق تعاون مشترك بين الصهاينة والنازيين في هذا الصدد، وضمان استمرار التعاون بعد إقامة الدولة اليهودية، في شكل معاهدة بين الكيان الصهيوني وألمانيا، ترعى المصالح الألمانية في الشرق الأوسط، وقد أبدت المنظمة الإرهابية استعدادها للاشتراك في العمليات الحربية إلى جانب ألمانيا، شريطة أن توافق على هذا العرض!
وظل زعماء الصهيونية مروجين لأساطيرهم القديمة والجديدة وادعاء أنهم يمثلون شعب الله المختار وأنهم ورثة يهود أوروبا الذين ماتوا فى عهد هتلر، ولم يكتب أحد منهم وصيته لدولة الإرهاب الصهيونية، وطالبوا بأموال اليهود المودعة فى بنوك سويسرا التى اضطرت لنشر أسماء المودعين الموتى خلافا للتقاليد البنكية القديمة ونشرت القوائم فى صحف "الموند" الفرنسية و"واشنطن بوست" الأمريكية و"ستار" بجنوب إفريقيا و"جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.
اعتراف موثق
كما اعترف أدولف إيخمان - لدى محاكمته، بالاتفاق الذي عقده الصهاينة مع الجستابو، والذي نص على تعهد النازيين بضمان سلامة بضع مئات من أثرياء اليهود والزعماء الصهاينة مقابل أن يتعهد الصهاينة بالمحافظة على الهدوء والنظام في معسكرات الاعتقال، وأضاف أيضا أنه لولا تعاون الصهاينة وأعضاء المجالس اليهودية مع السلطات النازية لكانت ألمانيا في حاجة إلى جهاز استخبارات أكبر بمائة مرة على الأقل من الجستابو، وحتى في مثل هذه الحالة، فمن المشكوك فيه، قدرة هذا الجهاز وحده على تنظيم حملات الإبادة الجماعية ضد اليهود، كما حدث في أوروبا‍‍!
والملفات الألمانية السرية التى حصلت عليها القوات الأمريكية فى نهاية الحرب العالمية الثانية، المحفوظة، فى سجلات الأرشيف الوطنى بواشنطن، من بينها وثائق تؤكد اتصالات بين "فايفل بولكس" قائد الهاجاناه ، و "أدولف ايخمان" الضابط بالخدمات الأمنية فى " s.s " وتشير إلى سياسة الرايخ الألمانى وزعماء الصهوينية إلى محاولة إخلاء أوروبا من اليهود وزيادة الهجرة اليهودية "المنتقاة" إلى فلسطين والتخلص من "الفائض غير المفيد" !.. مقابل وقف الحركة الصهيونية الدعوة إلى مقاطعة المنتجات الألمانية.
ويشير تقرير إيخمان عن زيارته الثانية إلى فلسطين ولقاءاته مع بولكس يومى 10 و11 من نوفمبر 1937 فى "جروبى" بوسط القاهرة، بعد أن طرده البريطانيون من فلسطين، كما تشير هذه الوثائق إلى قيام عدد من قيادات "آرجون زفاى ليومى" وأبرزهم "مناحيم بيجين" الإرهابى رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق، بهجمات إرهابية ضد القوات البريطانية فى فلسطين!
وفى عددها الصادر بتاريخ 31 يناير 1943 نشرت جريدة "ها آرتس" نص رسالة سرية أرسلها "فون بابن" سفير النظام النازى فى أنقرة إلى وزارة الخارجية الألمانية تتضمن تقرير عن اتصالات "فرنر فون هنتج" رجل الاستخبارات الألمانية فى دمشق مع جماعة شتيرن الصهيونية، وبالتحديد إسحق شامير وإبراهام شيترن حول التعاون بين النظام النازى و "حركة تحرير إسرائيل" وهذه الوثائق محفوظة فى مركز الهولوكوست بالقدس برقم 8-234151E ، وكتب المؤرخ "بار زوهار" فى كتابه الشهير " بن جوريون – النبى المسلح " باريس 1966 ، ص99 :" فى عام 1941 ، ارتكب إسحق شامير جريمة لا تُغتفر من الناحية الأخلاقية، عندما تحالف مع ألمانيا النازية ضد بريطانيا"!
وكان شامير حتى عندما أصبح رئيسا للوزارة وحتى آخر يوم فى حياته ظل مطلوبا للقضاء البريطانى بتمهمة الإرهاب واغتيال اللورد موين وزير الدولة البريطانى، وقد كشفت التحقيقات البريطانية أنه دفع بالشابين الياهو حكيم والياهو بتسورى لاغتيال موين أمام مقر إقامته فى 4 شارع حسن صبرى باشا بالزمالك!
وهذا ما أكدته المؤرخة الإسرائيلية د. هاناه ارندت وهى تعرض لبعض الأسئلة عن التعاون الصهيونى – النازى فى كتابها "إيخمان فى القدس" علماً بأنها تؤيد يهودية الدولة، وقالت بأنه كان هناك نوع من التعاون بين زعماء الحركة الصهيونية والسلطات النازية منذ صعود هتلر ، وكتبت:"بالنسبة لأى يهودى، فإن هذا الدور الذى قام به القادة الصهاينة فى تدمير شعبهم هو بدون شك أحلك الفصول فى هذه القصة الرهيبة"!
فى منتصف عام 1960 حددت الCIA هوية "إيخمان" ومكانة، ثم قامت وحدة خاصة من الموساد بخطفة ووضعة فى السفارة الإسرائيلية بالأرجنتين ثم قام وزير خارجية إسرائيل "أبا إيبان" بزيارة إلى الأرجنتين بدعوى التهنئة بالعيد القومى! .. وعلى طائرتة وضع إيخمان فى صندوق ليصل إلى اسرائيل، حيث جرت محاكمتة ثم إعدامه فى 25 سبتمبر 1960 .
أدلى إيخمان بمعلومات خطيرة، مؤكداً أن أفران الغاز لم تكن لحرق اليهود ولكن كانت لحرق الموتى فى معسكرات الاعتقال من أى جنسية ومن أى ديانة، وأكد أن الحركة النازية عقدت اتفاقاً مع قادة الصهيونية، وأنه كان يمثل الجانب النازى بينما مثل "بيجن" الجانب الصهيونى، بتقديم الأموال والذهب وتسهيل التجارة مقابل تهجير الشباب اليهود إلى فلسطين.. وكان لزاماً إعدام إيخمان لإخفاء أسرار الاتفاق – التاريخى – بين الصهيونيىة والنازية!
الإرهاب الصهيونى وأكذوبة القرن العشرين
وتجدر الإشارة إلى عدد من الأبحاث والرسائل العلمية التى ناقشت بعقلية نقدية موضوعية "أكذوبة إبادة اليهود" ووضعها فى سياق صحيح ضمن وقائع الحرب العالمية الثانية، وتنزع عنها تلك الهالة الأسطورية التى أسهم الغرب والدعاية الصهيونية فى ترسيخها، والتى جرفت فى طريقها كثير من الحقائق أو الجرائم ضد الإنسانية التى قام بها الحلفاء وعلى رأسها إلقاء الولايات المتحدة القنبلتين النوويتين على نجازاكى وهيروشيما بعد استسلام اليابان!
وقد تعرض عدد من الباحثين والمؤرخين في أوروبا وأمريكا للاغتيال، والاغتيال المعنوي والمطاردة والسجن، لمجرد أنهم أبدوا رأياً في مزاعم إبادة اليهود على يد النازية، والبعض الآخر التزم "الصمت المذهل"! بالرغم من أن هذا الموضوع ينتمي إلى "التاريخ" الذي يفترض أن باب الاجتهاد فيه مفتوح على مصراعيه، ولا ينتمي إلى "العقائد الدينية" التي يجب ان تحاط بقدر من القدسية!
يأتى على رأس هؤلاء المؤرخ الفرنسى "بول راسينيه" الذى أعد دراسة ضخمة فى الخمسينيات بعنوان "أسطورة غرف الغاز" وهو الذى انضم إلى المقاومة الفرنسية وساعد الكثير من رجالها ومن اليهود فى الهرب إلى سويسرا، حتى ألقى "الجيستابو" القبض عليه وتم ترحيله إلى معسكر "بوخنفالد" ، ثم إلى معسكر "دورا".
وبعد انتهاء الحرب عاد راسينيه إلى فرنسا، وإلى ممارسة مهنته، حيث كان أستاذاً للتاريخ المعاصر، فكتب عدة كتب يعرض فيها الحقائق بأمانة كما رآها بنفسه. وكانت خلاصة هذه الكتب هى أن الحياة فى معسكرات الاعتقال النازية كانت حياة بشعة وصعبة للغاية، لكن ذلك لا يعنى أنه كانت هناك غرف للغاز وعمليات إعدام جماعية، وأعد كتابا ً بعنوان "أكاذيب أوليس" أوليس بطل الأسطورة اليونانية المشهورة ، قام برحلة طويلة للعودة إلى وطنه، وقد روى لدى وصوله قصصاً لم تكن مطابقة للحقيقة أى أنه انطلق من واقع ثابت وهى رحلته الطويلة المحفوفة بالمخاطر، لكنه بنى عليها خرافات وأساطير زادت عن حجم الواقع، وهذا هو ما حدث فى نظر راسينيه بعد الحرب العالمية الثانية. وبسبب أفكاره وكتاباته المخالفة لوجهة النظر الرسمية السائدة، فُصل راسينيه من الحزب الذى كان ينتمى إليه كما فُصل من جمعية أسرى الحرب.
وحيث إن راسينيه يعتبر الأب الروحى لكل من يشككون فى عمليات الإبادة الجماعية لليهود خلال الحرب العالمية الثانية، فقد أوضح مسيو روك موقف المؤرخ من غرف الغاز، فقال: وجهة نظر راسينيه أنه لا يوجد دليل قاطع لاستخدام غرف الغاز لقتل اليهود أو غير اليهود، ورأيه أنه ربما كان هناك وجود لغرف الغاز، لكن الأدلة التى يسوقها المؤيدون لهذه النظرية لا تعتبر أدلة علمية غير قابلة للجدل، وبالتالى فلم يُثبت تاريخيا استخدام غرف الغاز للإعدام فى المعسكرات النازية، وعندما سُئل مسيو روك: بالنسبة لرسالة الدكتوراة التى تقدمت بها إلى جامعة باريس ثم إلى جامعة نانت ما هى وجهة النظر التى تدافع عنها فيما يتعلق بغرفة الغاز والمحارق، قال الرجل: هناك فرق كبير بين غرفة الغاز والمحارق، وهناك خلط يقع فيه الكثيرون بين الأثنتين، فمن الثابت أن المحارق كانت موجودة فى جميع المعسكرات النازية، لكن هذه المحارق كانت منتشرة فى كل دول شمال أوروبا التى تعتنق البروتستانتية، وقد كانت المحارق تُستخدم بالفعل فى معسكرات الاعتقال الألمانية، وكانت تحرق بها فى ذات الوقت جثث المسجونين والضباط الألمان، كما أنه كان هناك سبب غاية فى الأهمية لإصرار الألمان على وجود المحارق فى المعتقلات التى كانت تُعتبر تجمعات ضخمة من البشر ، وهى الناحية الصحية، فقد كان هاجس الألمان الأول فى هذا الميدان هو انتشار الأوبئة، وكانت هناك بالفعل الأمراض الوبائية مثل التيفوس والتيفود والملاريا تهاجم بعض المعسكرات، وكانت عملية حرق الجثث هى أفضل الوسائل لمنع انتشار الأوبئة، ويستطرد مسيو روك قائلاً: أما بالنسبة لغرف الغاز ، فلا يشك أحد كذلك فى أنها كانت موجودة فى معسكرات الاعتقال الألمانية، لكن المشكوك فيه هو استخدامها بهدف القتل، فقد كان الغرض المعروف عن وجود غرف الغاز هو التطهير، وكانت توضع فى هذه الغرف الملابس والأدوات الشخصية لتطهيرها من الجراثيم، وكان الجنود الألمان العائدون من الجبهة الروسية، يتوقفون فى أماكن تجمع محددة حيث تدخل ملابسهم وكل الأدوات الخاصة بهم غرف الغاز خوفاً من الأمراض والأوبئة، ويؤكد أنصار نظرية غرف الغاز أن هناك ملايين من اليهود قد أعدموا فى المعسكرات النازية داخل هذه الغرف، والمعروف أنه كان يلزم ساعتان كاملتان لحرق جثة واحدة، فكيف يستوى إعدام الملايين فى غرف الغاز ثم حرق جثثهم فى المحارق، فما هو الوقت الذى كان تستوجبه هذه العلميات؟ إنه وقت يزيد بكثير على كل ما استغرقته الحرب العالمية الثانية بأكملها.
والكاتب النمساوي "جيرو هونسيك" حكم عليه بالسجن 18 شهراً لكتابته عدة مقالات في مجلة "Hult" نفى فيها وجود غرف الغاز السام في معسكرات الاعتقال النازية!
وبالإضافة إلى كتاب البروفيسور أرثر باتس "أكذوبة القرن العشرين" الأستاذ بجامعة نورث ويسترن الأمريكية، والذى اثار الشكوك تجاه عملية الإبادة نفسها، هناك سلسلة مقالات "روبرت فوريسون" أستاذ الأدب بجامعة ليون والتى قدم لها الكاتب الأمريكى الشهير "ناعوم تشوميسكى" والتى أثبت فيها عدم وجود أفران غاز من الأصل.
ثم كتاب "أسطورة أوشيفيتز" وهو رسالة دكتوراه التى تقدم بها "ستاجليش" قاضى مدينة هامبورج ، إلى جامعة جوتيجن ، وعرض بالدلائل لنقائض الروايات والشهادات الخاصة بمعسكر أوشيفيتز و أجيزت رسالته بالفعل، وعقب صدور الكتاب تدخلت الدوائر الصهيونية فسُحبت منه درجة الدكتوراة، وخصمت السلطات القضائية 10% من راتبه!
وفي هذا الصدد، نتعرض لموضوع المؤرخ الفرنسي:"هنري روكيه" الذي تقدم برسالة لنيل درجة الدكتوراه من جامعة "نانت" عام 1977، والتي حاول فيها أن ينفي وجود غرف غاز في معسكرات الاعتقال النازية خصصت لتعذيب اليهود، وكان هنري روكيه قد نشر العديد من الدراسات والمقالات في بعض الصحف الفرنسية، تناول فيها هذا الموضوع بشكل موثق، ليتعرض لحملة ضارية في وسائل الإعلام، اتهمته بالنازية ومعاداة السامية وبالانتماء إلى أقصى اليمين!
ثم أصدر وزير البحث والتعليم العالي الفرنسي في ذلك الوقت "آلان ديفاكية" قراراً بإلغاء مناقشة رسالة الدكتواره وما ترتب عليها، وسحب درجة الدكتوراه من المؤرخ روك، ووقف الأستاذ المشرف على الرسالة البروفيسور "بريفيير"، وقد استند الوزير في قراره الى وجود أخطاء في إجراءات التقديم والمناقشة، ولم يتعرض مطلقاً لمضمون الرسالة.
وليس هذا فحسب، بل أصدرت المحكمة الفرنسية حكماً بإدانة المؤرخ والأستاذ الجامعي، ونفذ الحكم مع غرامة مالية قدرها 100 ألف فرنك على بعض رؤساء تحرير الصحف الذين سمحوا لها بنشر هذه المقالات وذلك طبقاً للقانون المشبوه "الذي يحظر على أي شخص التشكيك في حدوث جرائم ضد الإنسانية".
وقصة المؤرخ البريطانى "دافيد إيرفينج" بدأت - في حقيقة الأمر - منذ عام 1992، عندما تعرض للتنكيل والمطاردة لموقفه الذي يشكك في الحكايات المختلقة عن إبادة اليهود! حتى أنه طرد في ذلك العام من كندا وبقرار من المحكمة الاتحادية بحجة أنه دخل البلاد "بطريق غير مشروع"!! ولأنه "أدلى بأقوال مهينة لذكرى الموتى"!! وفي العام التالي منع من دخول أستراليا للسبب ذاته، ثم أصدرت محكمة ألمانية عام 1994 حكما بتغريمه 10 آلاف مارك لأنه "شك في حدوث جرائم ضد الإنسانية"!!
وقد قُدم إيرفينج للمحاكمة في لندن، وفقاً لقانون استطاعت إسرائيل والقوى الصهيونية العالمية إصداره في كثير من الدول الأوروبية بمحاكمة ومعاقبة كل من يشكك في "أسطورة الهولوكست"!!
ومن الملاحظ أن كتابات هؤلاء الباحثين والمؤرخين النقدية لم تُقابل بأى تفنيد علمى أو نقاش موضوعى، بل كان مصيرهم القمع والمطاردة والمحاكمة !
وأخيراً، وبالرغم من كل هذه الجرائم والمجازر التي ارتكبها الصهاينة بحق اليهود، والارتباط الوثيق للحركة الصهيونية بالنازية الألمانية والفاشية الإيطالية ما زال زعماء ومفكرو الكيان الصهيوني يصرون، وبكل وقاحة، على أن الحركة الصهيونية العنصرية جاءت لحماية اليهود من مخاطر العداء للسامية.
وقد شيد الكيان الصهيونى عدة متاحف ونُصب تذكارية فى تل أبيب ونيويورك وواشنطن وبعض العواصم الأوروبية، لضحايا النازية من اليهود.. وما أشد حاجتنا إلى إقامة عدة متاحف فى القاهرة وبيروت وعمان وغيرها من العواصم العربية تحت عنوان "متحف شهداء الصهيونية" ، ولدينا ملايين الوثائق والصور والشواهد التى تُجسد جرائم دولة الإرهاب الصهيونى والتى فاقت جرائم النازية!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.