تاريخ العرض: 1986 إنتاج: استديوهات عجمان- الإماراتالمتحدة إخراج: أحمد بدر الدين تأليف: إسعاد يونس تمثيل: سهير البابلى، إسعاد يونس، صلاح قابيل، حسن مصطفى أحد أنجح المسلسلات الكوميدية فى تاريخ الدراما المصرية، وواحد من الأعمال الكوميدية النادرة التى تلعب بطولتها نساء. ليس هذا فقط، ولكن المسلسل أيضا من تأليف كوميديانة شابة موهوبة هى إسعاد يونس، خسارة أن الإنتاج شغلها عن التركيز فى الكتابة والتمثيل. يروى المسلسل قصة أرملة يموت زوجها الثري، وتفاجأ بقدوم ابنة لزوجها الراحل من امرأة أخرى للعيش معها فى البيت نفسه. وبينما تتسم الزوجة التى تدعى «بكيزة» بالأنفة و«العنطزة»، بسبب أصولها التركية، فإن الابنة، التى تحمل الاسم الرجالى العجيب «زغلول»، قادمة من أصل شعبي، فقيرة، وبسيطة وواسعة الحيلة. بعد بداية عاصفة بين الاثنتين، تضطر كل من بكيزة وزغلول إلى العيش معا، وتبدآن فى مواجهة المشاكل الكثيرة التى تركها الزوج والأب الميت، والتصدى للأعداء الطامعين فى ثروته. وبدلا من أن تنعم الفتاة بخير أبيها بعد سنوات من الفقر تجد نفسها مضطرة إلى إعاشة زوجة أبيها الارستقراطية، المتغطرسة، والتى تجد صعوبة كبيرة فى قبول سلوكيات ابنة زوجها «السوقية». البناء العام للسيناريو يشبه فيلم «الأيدى الناعمة»، والعلاقة التى جمعت البرنس شوكت حلمي، أحمد مظهر، والدكتور محمود، صلاح ذو الفقار...ولكن التفاصيل مختلفة بالقطع، حتى نوع الكوميديا مختلف. الاعتماد هنا على الممثلتين اللتين تخصصتا فى الأداء الكوميدى الظاهر، والمبالغ فيه. جمع «بكيزة وزغلول» بين سهير البابلي، نجمة الكوميديا الشهيرة وقتها، خاصة بعد بطولتها لمسرحية «ريا وسكينة» أمام شادية، وهى واحدة من أنجح مسرحيات الثمانينيات، والتى كانت لا تزال تعرض وقت عرض المسلسل، منذ عدة سنوات...وبجانب سهير البابلى كانت مؤلفة المسلسل، الممثلة الشابة، إسعاد يونس، التى دشنت نفسها بهذا العمل كنجمة يعرفها الجميع. لا يحمل «بكيزة وزغلول» إبداعا كبيرا أو مهارة استثنائية، ولكنه مثال للعمل الجماهيرى البسيط الذى يحظى بإعجاب الأغلبية، من الكبار إلى الأطفال، وقد حظى العمل بشعبية كبيرة جدا زمن عرضه، ودخلت بعض مشاهده وأسماء شخصياته إلى قاموس الثقافة الشعبية من يومها. المسلسل، كما أشرت، كان من بطولة امرأتين، مثل مسرحية «ريا وسكينة»، ومثل أفلام وأعمال أخرى لعبت فيها النساء دورا كبيرا فى منتصف الثمانينيات، قبل أن ينحسر وجودهن تدريجيا. وبغض النظر عن الأسباب وراء امتداد، ثم انسحاب، النساء فى الدراما، بأنواعها فى السينما والمسرح والتليفزيون، فإن أمامنا مسلسلًا كتبته امرأة ولعبت بطولته امرأتان، وقد حقق نجاحا جماهيريا ملحوظا. ومع أعمال أخرى مشابهة فى الفترة نفسها يمكن أن نقول إن هذه المنطقة تحتاج إلى تحليل مفصل، لأنها شهدت نهاية عهد، وبداية عهد جديد لوضع المرأة المصرية. لا تنس أن معظم هؤلاء النسوة، ومنهن شادية وسهير البابلي، قد اعتزلن وتحجبن بعد مرور شهور قليلة أخرى. أما إسعاد يونس التى استمرت فى المجال فقد اعتزلت التمثيل وتفرغت للبيزنس. شارك فى مسلسل «بكيزة وزغلول» عدد من نجوم الدراما والكوميديا فى مصر، مثل صلاح قابيل وحسن مصطفى وزوزو ماضي، وشكلوا مع البطلتين فريقا متجانسا للغاية، ويحسب للمخرج أحمد بدر الدين اختياره وقيادته لهذا الفريق، كما يحسب له البساطة التى صنع بها العمل، بالرغم من أنه يبدو بعيون اليوم فقيرا جدا على مستوى الصورة والإنتاج.