لم تعرف «هبة.م» الفتاة التى تخطت الثلاثين بقليل، أن زوجها، وحبيب عمرها الذى تزوجته بعد قصة حب دامت لسنوات، ستنتهى قصتها معه بين يدى قاض بمحكمة الأسرة، وذلك بعدما خسرت عشرته وحبه، وحياتها معه بسبب والدته، التى لم تتحمل أن ترى ابنها الوحيد فى حضن امرأة غيرها، تمارس معه مشاعر الأمومة التى كانت تمارسها أمه معه، وأصبحت تحتل قلبه، وقررت أن يكون «الجن» هو الوسيلة التى تفرق بين «هبة» وزوجها، لتفرق بين شخصين جمعهما الحب. ففى إحدى قاعات محكمة زنانيرى للأسرة، انتظرت هبة برفقة والدتها والمحامى الخاص بها، نظر قضيتها، والتقت «البوابة» بها فى مقر المحكمة، وبدأت فى سرد قصتها، حيث قالت «تزوجت فى عمر 18 عامًا، وكنت أدرس فى الكلية، وأنجبت خلال زواجى الذى دام ل«10» أعوام ولدين، فى منزل مواجه لمنزل والدة زوجي.. كنت أنعم فى بداية زواجى بحب زوجى ودفء الأسرة الذى تمنيت أن أعيشه، ولكن بعد مرور التسعة شهور الأولى من زواجى وإنجابى لابنى الأكبر «ياسين»، كانت تلك بداية المشاكل والخلافات، وذلك بعدما تأخرت شقيقة زوجى فى الإنجاب، فأكلت الغيرة قلبها، وقررت أن تفسد حياتها بكثرة الخلافات والمشاكل بينها وبين زوجها، مستغلة قرب مسكنهما من مسكن الزوجية، ولكن بعد إنجاب الطفل الثانى زادت الخلافات أكثر وأكثر، وكانت المفاجأة أنها قامت بتسخير «جن» لها، حتى تفرق بين هبة وزوجها. وتابعت «هبة» حديثها قائلة: «عرفت بعد مرور فترة على ميعاد ولادتى الثانية، أن حماتى سخرت «جن» لي، فوجدت الحرائق تشتعل فى المنزل على فترات ليست بعيدة، وأصبحت الخلافات بينى وبين زوجى تزداد، وأصبح يعتدى على بالضرب والسب كل يوم، وازدادت وتيرة الأحداث بشكل غير متوقع، حتى قامت والدتى باصطحاب شيخ من أحد مشايخ القرية التى نسكن فيها، فاكتشف أن البيت به «جن» ودخله السحر للتفريق بينى وبين زوجي». تصمت قليلًا، ثم تقول «لم أتوقع أن حماتى التى كانت تعاملنى كابنة لها، تتحول مشاعرها نحوى للعداء إلى هذا الحد، وكأنها تعاقبنى على تأخر ابنتها فى الإنجاب، ولكن بعد مرور فترة كبيرة من الخلافات، والمشاكل قررت الانفصال عن زوجي، وتركت له الطفلين وذهبت للإقامة مع والدتى مرة أخرى بعيدا عن منزل والدته ومشاكلهما التى لا تنتهي». فى البداية ظننت أنه سيعيد إلى الطفلين مرة أخري، بعد أن يفشل فى رعايتهما، لكن فوجئت أنه لم يعيدهما إلىّ بل ذهب بهما إلى والدته كى تعتنى بهما، ورفض أى محاولات ودية لإعادتهما إلىّ مرة أخري، وقال لى «لو عاوزاهم خديهم بأمر محكمة». تعقدت المشاكل بينى وبينه، ولم يعد هناك أى وسيلة للعودة إلى منزل الزوجية مرة أخري، خاصة بعد المشاكل التى زادت بسبب الأطفال، وبعد محاولات عديدة للصلح باءت بالفشل، قررت أن أقيم دعوى «خلع» أمام محكمة زنانيرى للأسرة، حتى أنتهى من هذه الزيجة الفاشلة.