لم تعلم «رشا»، السيدة الثلاثينية، أنها بالرغم من قصة الحب الجميلة التي عاشتها مع حبيبها قبل الزواج، فإنها ستنتهى في محكمة الأسرة، بعد أن اكتشفت أن زوجها الذي يعمل «أمين شرطة»، لا ينفذ وعدًا قاله، ولا يريد أن يعطيها حقوقها المادية كاملة، بل والأخطر أنه «سادى»، عندما يقرر أن يكون رجلا حنونًا يريد أن يجد امرأة تبادله شعوره في الحال، وعندما يريد أن يثبت رجولته، يريد أن يجد امرأة فاتنة أيضًا في الحال، كل هذا وأكثر دفع «رشا» إلى اتخاذ قرار رغبتها في الطلاق، ولكن عندما رفض ذهبت إلى محكمة زنانيرى للأسرة، لتقيم دعوى «خلع». «البوابة» التقت بالسيدة في محكمة الأسرة، الأسبوع الماضى، وروت حكايتها قائلة: «تزوجت وأنا في أواخر العشرينيات، بعد قصة حب عشتها مع زوجى قبل زواجنا، وبعد خطوبة دامت لعام واحد فقط، تزوجنا وأنجبت منه خلال أربع سنوات من الزواج طفلتين». ونظرًا لظروفه المادية الصعبة، وافقت أن أسكن معه في منزل صغير مع عائلته، ومع مرور الأيام نشبت مشاكل عديدة بينى وبين أشقائه وحماتى، فطلبت منه أن نقيم في منزل آخر تجنبًا لتلك الصعاب، في تلك الفترة لم يكن على استعداد مادى لهذا الأمر، وبعد مرور فترة زمنية، ومع تحسن الحالة المادية له، أبلغنى أنه اشترى منزلا جديدا لى، ولكنه يحتاج بعض الوقت لكى يتم الانتهاء من الأشياء فيه، حتى يكون صالحا للسكن فيه، ولكنه طلب منى أن أنتقل للسكن مع والدتى حتى هذا الوقت، ووافقته ولكن مرت الأيام والأسابيع بل والشهور، والسكن الجديد لم ينته بعد، كان يطلب منى التأجيل فترة تلو الأخرى، وبالرغم من مرور عام أو أكثر من ذلك، اكتشفت أنه لم يبدأ في أي تشطيبات بالمنزل الجديد على الإطلاق، وأن معيشتى أنا والطفلتين عند أهلي ومعيشته عند أهله، ونلتقى يوما واحدا في الأسبوع، أمر جاء في صالحه لتخفيف الأعباء المالية من عليه، خاصة وأنا أتحمل جميع مصاريفى ومصاريف تعليم البنتين، لأننى أعمل موظفة بإحدى الهيئات، وعندما اكتشفت الحقيقة طلبت منه الطلاق فرفض، فأقمت دعوى الخلع، ولكن قبل انقضاء الدعوى وصدور الحكم، قام بتشطيب الشقة واعتذر لى ووعدنى أن أخطاءه لن تتكرر مرة أخرى، وأنه سيعوضنى عن تلك الأيام السيئة الماضية التي تركنى فيها أنا وابنتيه وحدنا، فقمت بتقديم طلب تنازل عن الدعوى، وعدت إليه مرة أخرى في المنزل الجديد. وتابعت حديثها قائلة: «لم يمر سوى شهور قليلة، والأيام بيننا أصبحت أصعب ولا أستطيع تحملها، فقد تبدل حاله وأصبح رجلا ديكتاتورا لا يريد نقاشا في أي موضوع مهما كان بسيطا، وتحول حبه الجارف لى إلى رغبه جسدية فقط، وتبدل عطاؤه إلى أنانية مفرطة لا تطاق، بل والأصعب من ذلك، مع تزايد خلافاتنا اليومية أصبح يعتدى علىّ بالضرب المُفرط «بالحزام»، ويعتدى على جسدى ويعضنى، ففى أول جلسة أمام قاضى الأسرة، أوضحت له آثار الاعتداء على جسدى ولم أصدق أن من فعل بى هذا هو زوجى ووالد ابنتى. وتستكمل: «بعد فشل جميع محاولاتى معه في البقاء والاستمرار كى نعيش حياة هادئة ومستقرة، قررت للمرة الثانية الانفصال عنه، ورفض أيضًا تطليقى، فقمت برفع دعوى (خلع) مرة أخرى، ولكن لن أتنازل عنها تلك المرة». من النسخة الورقية