تعد البرامج الصباحية من أبرز مظاهر الإعلام المصرى منذ نشأته، وبرغم نجاحها على مدى سنوات سواء في التليفزيون الرسمى أو الفضائيات الخاصة، إلا أنها مؤخرًا تعانى من أزمات عدة، أبرزها انخفاض نسب المشاهدة وخروج عدد كبير من الإعلاميين المتخصصين في تقديم البرامج الصباحية من الساحة. أصبحت المنافسة بين البرامج الصباحية بلا طعم أو تأثير، حتى أن أغلب المواطنين لا يعرفون أسماء مقدمى البرامج الصباحية، أو أسماء مقدميها، خاصة أن القنوات أصبحت تميل لتجنيب نجومها من الإعلاميين تقديم البرامج الصباحية، بسبب انخفاض نسبة مشاهدتها. وبرغم كثرة البرامج الصباحية اليومية على شاشة القنوات الخاصة، والتي تضم أكثر من 10 برامج يومية، إلا أن المشاهد لا يعرف أسماء هذه البرامج أو مقدميها، وذلك بسبب الاستسهال في طبيعة البرامج الصباحية. وتقول الإعلامية حنان الشيبينى مقدمة برنامج «صباح العاصمة» على شاشة قناة «العاصمة» أن تجربتها مع البرامج الصباحية ليست جديدة، حيث قدمت من قبل حلقات على شاشة قناة «ontv»، إلا أن تجربتها الجديدة مختلفة تمامًا، حيث كانت تقدم من قبل فقرات إخبارية، ومع التجربة الجديدة بدأت تقديم برنامج مدته ساعتان على الهواء يضم فقرات عدة، وأضافت أن من أهم شروط نجاح البرامج الصباحية التعاون بين فريق العمل بالكامل، مع اختيار ثنائى مناسب لتقديم الحلقات قادر على الظهور على الشاشة بتفاهم، موضحة أن أسباب فشل بعض البرامج الصباحية هو اختيار ثنائيات تختلف في رؤيتها وطريقة تقديمها وهو ما يظهر على الشاشة بشكل يؤدى لانتقاد المشاهد للمذيعين ونفوره من البرامج الصباحية. فيما أكدت الإعلامية جيهان منصور أن البرامج الصباحية الحالية اختلفت عن الماضى، موضحة أن جميع البرامج فقدت بريقها ولم يعد يتابعها المشاهدون، وأضافت أنها بدأت عملها كمقدمة برامج صباحية، واكتسبت خبرات كبيرة من هذه التجربة، وكانت تسعى لاستمرارها لولا ضغوط وكالات الإعلان وإصرار الفضائيات الخاصة على اختيار كبار الإعلاميين لتقديم برامج توك شو مسائية. وأضافت جيهان أنه كانت هناك تجارب مهمة في البرامج الصباحية أثرت الحياة الإعلامية لسنوات كانت أبرزها تجربة الإعلامية دينا عبدالرحمن، وأكدت أن مقدمى البرامج الصباحية لهم طبيعة خاصة وشكل مختلف، ويجب أن يتمتعوا بثقافة عالية وإلمام بجميع الأمور، خاصة أنهم يتعرضون على الهواء لمواقف طارئة ومفاجئة وعليهم أن يناقشوها من خلال رؤيتهم. فيما أكد الخبير الإعلامي حسن عماد مكاوى أن البرامج الصباحية لها تأثير ورسالة مهمة، إلا أن الإعلام المصرى لا يستغلها الاستغلال الأمثل، ويسعى لتحويلها لبرامج ترفيهية أو بلا رؤية، لملء الهواء فقط، وأضاف مكاوى أن القنوات الخاصة يجب أن تتقبل فكرة عودة كبار الإعلاميين والأسماء المعروفة لتقديم البرامج الصباحية، موضحًا أن اختيار أسماء ضعيفة يجعل المشاهدين يبتعدون عن البرامج الصباحية ويفقدون بها الثقة، وطالب مكاوى أن تضع القنوات إستراتيجية خاصة للبرامج الصباحية هدفها تنشيط المواطنين وبث روح التفاؤل والأمل بهم مع بداية كل صباح. فيما علمت «البوابة» أن هناك نية خلال الأيام المقبلة لدى عدد من الفضائيات لوقف البرامج الصباحية، وتقديم حلقات معادة من البرامج المسائية، خاصة أن العائد الإعلانى ونسب المشاهدة لدى البرامج الصباحية أصبحت منخفضة بشكل ملحوظ، طبقا لآخر إحصاءات «أبسوس»، والتي لم تضم أي برامج في نسب المشاهدة من البرامج الصباحية المنتشرة في الفضائيات المختلفة، ومن أبرز هذه البرامج مؤخرًا صباح النور الذي تقدمه مروة صبرى ومها بهنسى.