مهما قيل وسيظل يقال من آراء واجتهادات حول أشهر رحلات الرئيس الراحل أنور السادات في نوفمبر 1977 إلى إسرائيل، ظروفها التاريخية والدرامية، وأسبابها ومعطياتها السياسية، آثارها وتوابعها الجغرافية والتاريخية، مهما قيل وسيظل يقال. سوف تبقى هذه الرحلة المثيرة، دليلا لا يقبل أي شك على الرؤية السياسية المتفردة، وجرأة شخصية الزعيم، التي انفرد بها الرئيس أنور السادات، وبوابة ثانية دخل منها إلى التاريخ، بعد أن دخل بعبقرية سياسية وشجاعة شخصية بوابة التاريخ الأولى بقرار حرب أكتوبر 1973. لقد فاجأ السادات إسرائيل. والعالم بحرب السادس من أكتوبر 1973 من أجل الحق، ثم بعد أربع سنوات فاجأ إسرائيل والعالم أيضا، بقراره بالسفر إلى إسرائيل من أجل السلام ! وكانت الزيارة التاريخية صدمة للجميع ! وكان الإسرائيليون أنفسهم من وقعت على رءوسهم هذه الصدمة ! ولو كان هناك في ذلك الوقت عرب لا يتخيلون أن السادات يمكن أن يفعلها، فمن المؤكد أنه كان هناك الكثير من الإسرائيليين يجدون صعوبة هائلة في تصديق عيونهم وهم يشاهدون الرئيس المصري يهبط في مطار الدولة العدو التي حاربها وانتصر في حربه معها قبل سنوات قليلة ! ومن الجائز أنهم وجدوا صعوبة في التصديق، لأنهم وجدوا صعوبة في التصديق، لأنهم من اللحظة الأولى لبداية الزيارة التاريخية، شاهدوا الرئيس المصري أنور السادات يسير على ارض إسرائيل فور نزوله من الطائرة، وهو مرفوع الرأس ! كيف عاشت إسرائيل تفاصيل رحلة السادات إلى القدس؟ كيف رآه الإسرائيليون خلال مباحثاته مع مناحم بيجين ؟ بماذا شعروا وهو يتحدث في شجاعة عن السلام تحت قبة الكنيست الإسرائيلي ؟ وكيف كان اللقاء بينه وبين "السيدة العجوز".. جولدا مائير ؟ وماذا في ذاكرة إسرائيل عن أسرار رحلة السادات ؟ كل شئ في هذه الوثيقة بالكلمة والصورة. التي أعدتها جريدة " جيروزاليم بوست". تفاصيل وأسرار رحلته دخلت التاريخ مهما قيل عنها، ولن تخرج منه أبدًا.