مفاجأة من العيار الثقيل شهدتها الساحة السورية أول أمس بإعلان حركة أحرار الشام اندماجها رسميًا وبشكل كامل مع ألوية صقور الشام، ليصبح اسم الكيان الجديد "حركة أحرار الشام الإسلامية" الذي أصدر بيانًا رسميًا أكد الاندماج لتوحيد صفوف المعارضة السورية المقاتلة تجاه الجيش النظامي لبشار الأسد وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة وتنظيم داعش الإرهابي، كما دعت حركة أحرار الشام الإسلامية في أول بياناتها جميع الفصائل الجهادية المقاتلة في سوريا إلى التوحد. وجاء نص البيان الرسمي كالتالي: "واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا" انطلاقا من واجب الاعتصام بحبل الله ولما تقتضيه المرحلة الحالية من وحدة الصف والكلمة، وتزامنا مع الذكرى الرابعة لثورة الشام المباركة، نبشر أهلنا في شامنا الحبيب باندماج فصيلي حركة أحرار الشام الإسلامية وألوية صقور الشام اندماجا كاملا تحت مسمى حركة أحرار الشام الإسلامية، هذا بجانب إعادة تشكيل القوى المركزية للحركة تحت مسمى كتائب صقور الشام، ونؤكد في هذه المناسبة على الثبات على ثورتنا، والعمل على إسقاط نظام بشار الأسد برموزه وأركانه، ورفض المساومة على دماء الشهداء، ونهيب بفصائل الشام بالمبادرة للاعتصام والتوحد؛ لإنهاء معاناة شعبنا وبناء سوريا العدل والإحسان. وبعد هذا البيان تغيرت شكل الساحة الجهادية في سوريا حيث أصبحت حركة أحرار الشام الإسلامية بتشكيلها الجديد قوة حقيقية تنافس مع داعش وجبهة النصرة على الأراضي السورية، وهذا ما أكدته العديد من المواقع الجهادية التي علقت على هذا الاندماج واعتبرته خطوة ستغير كل الأوضاع في سوريا، ومن المتوقع أن تشعل الحرب بشكل كبير بين التنظيمات الجهادية الإرهابية وبعضها بعد زيادة نفوذ حركة أحرار الشام وبالتحديد في إدلب الذي تشهد توجدا كبيرا لجبهة النصرة. وعن هذا الاندماج، أكد حركة أحرار الشام على البدء في توزيع الأدوار بينها وبين ألوية صقور الشام، مشددة على أن عمل الحركتين بعد الاندماج سيتم في إطار مؤسساتي استعدادًا إلى أن تكون حركة أحرار الشام الإسلامية بتشكيلها الجديد نواة لإدارة سوريا عسكريا واقتصاديا وسياسيا. وفي هذا الصدد، قال أحمد قرة على المتحدث الرسمي باسم حركة أحرار الشام الإسلامية: إن الاندماج الذي تم بين أحرار الشام وألوية صقور الشام كان مطلبا شعبيا وواجبا ثوريا بهدف إسقاط النظام، وسوف نسعى خلال الفترة المقبلة على عمل اندماجات أخرى مع باقي مكونات الجبهة الإسلامية بعد إزالة المعوقات التي تقف حائلا أمام الاندماجات الكاملة التي سنطالب بها مع كل الفصائل السورية الثورية. ونفى "قرة على" مسئولية جبهة النصرة عن إتمام الاندماج بين حركة أحرار الشام وألوية صقور الشام مشددا على أن قرار الاندماج جاء ذاتيا على عكس ما تردد في بعض وسائل الإعلام بشأن رعاية أبو مارية القحطاني شرعي جبهة النصرة لهذا الاندماج. وعلى الجانب الآخر، قال أبو عمار نائب رئيس ألوية صقور الشام: أن الهدف الأساسي للاندماج الذي تم بين حركة أحرار الشام وألوية صقور الشام هو تحرير ريف إدلب بالكامل وهذا لن يكون كل طموحاتنا بل جزء منه، كما سنسعى أيضا لجمع جميع الفصائل السورية السورية. وكشف أبو عمار عن وجود عمل عسكري ضخم سيتبع هذا الاندماج مع حركة أحرار الشام بما يتناسب مع حجم هذا الاندماج على حد تعبيره. جدير بالذكر الاندماج الجديد بين حركة أحرار الشام الإسلامية وألوية صقور الشام يعني زيادة عدد مقاتلي الكيان الجديد إلى ما يقرب من 24 ألف مقاتل؛ حيث إن عدد مقاتلي حركة أحرار الشام وصل إلى ما يقرب من 18 ألف مقاتل في حين وصل عدد مقاتلي ألوية صقور الشام قبل الاندماج إلى ما يقترب من 6000 مقاتل.