لعبت الترجمة دورا تاريخيا على مر العصور في التعريف بالآخر وتعد أحد الأدوات المهمة في نقل ثقافات الغير، مما جعلها تحتاج لمتخصص ماهر حتى ينقل المكتوب بمهنية وأمانة وليعبر بصدق عن الرسالة المطلوب توصيلها من المؤلف صاحب المطبوع، ويعد المترجم الناقل الأمين الذي يجب أن يتمتع بقدر عال من الحرفية حتى ينجز مهمته على أكمل وجه. عن الترجمة وهمومها ودورها الخطير في نقل ثقافة الحضارات وما يجب أن يكون عليه محترفوها والمشاكل التي تواجههم.. دارت ندوة "الترجمة عبر العصور" والتي أقيمت على المائدة المستديرة بمعرض الكتاب أمس، وأدارتها الدكتورة سهير المصادفة. على المنوفى "مترجم" قال إن الدول المتقدمة هي التي تهتم بالترجمة كجزء أصيل من مكونات التقدم وفى بلادنا تعانى من مشاكل كثيرة منها ما يتعلق بدور النشر وأخرى بالهيئات الحكومية، ومشاكل تتعلق باعداد المترجم، وتعد أكبر المشاكل البرامج العلمية والحالة المتدهورة للدراسات الجامعية بصفة عامة خاصة المتعلقة بالترجمة أو أقسام اللغات بصفة خاصة. وهو مايستوجب اعادة هيكلة عملية الترجمة برمتها بشكل قوى وفاعل خاصة وأن أقسام اللغات التي تقبل طلاب حاصلين على أعلى الدرجات في الثانوية العامة أو الأزهرية وبالتالى لابد أن يتم التعامل معهم كنابهين من ناحية الاهتمام العلمى واعادة تأهيلهم كمترجمين محترفين. وأوضح المنوفى أن هناك مشكل تخص أجهزة الدولة ولكن ليس من المنطقى أن تتحمل هذه الأجهزة كل ما يتعلق بمشاكل الترجمة في مصر، وهو ما يستوجب ضرورة مشاركة القطاع الخاص والذي يتمثل دوره في مكاتب الترجمة بصفة عامة وهى مكاتب تساعد على هدم أي فرص متاحة أمام المترجم حتى يكتسب خبرة ومهارة والبعض من المترجمين الشباب يعملوا بشكل مجانى واذا تقاضوا أجر فيكون زهيد جدا. وهناك مشاكل متعلقة بالترجمة تخص دور النشر التي لا تعامل المترجم معاملة حسنة فيما يتعلق بالأجر الذي يليق به، ويغيب عن الدولة وجود خطة عامة للترجمة بما في ذلك المركز القومى للترجمة، ورغم وجود لجان علمية للدراسات الأدبية والإنسانية نجد أنه ليس لديها المبادئة لعمل خطة لترجمة عدد معين من الكتب في موضوعات محددة بلغات مختللفة وهى مشكلة سببها المترجمين. وخص مترجمين اللغة الاسبانية حيث معظمهم متخصص في الدراسات الأدبية وهنا يبرز عيب كبير حيث اعتبروا كل مايكتب باللغة الأسبانية لا ينحصر الا في الأدب ونسوا هناك 500 مليون مواطن ينطقون الاسبانية ولهم إنتاج فكرى وفلسفى والفنى والاقتصادى وباقى المجالات ونحن في حاجة شديدة لمعرفة انتالج هؤلاء بمعنى لا ينبغى أن يكون هناك حوارا من جهة محددة. وهو ما يقوض المعرفة عن دول كثيرة ربما نجد في كشف الكثير من ثقافتها الكثير من الجوانب المضيئة.