الأيام المصرية – مريم عبد الرحمن واحمد بكر وسمير محجوب بمزيد من الحزن والأسى تابعت الأيام المصرية ما وصل إليه الحال فى المحافظة الباسلة بورسعيد,نعم نقول أنها المحافظة الباسلة التى صمدت ووقفت ضد العدوان الغاشم على مدى العقود الماضية,نقول ذلك مهما اتهم البعض محافظة باكملها بالإرهاب واللا إنسانية من اجل حادثة الألتراس التى راح ضحيتها 75 شاب هم فلذات أكبادنا نحسبهم عند الله شهداء,ولن نهدأ او نستريح حتى نرى القصاص فى قاتليهم فيشفى الله صدور قوم مؤمنين. من مات واستشهد فلذات أكبادنا وأهل بورسعيد أيضا قدمت لنا شهداء فيما مضى هم أيضا فلذات أكبادنا. ذهبنا إلى بورسعيد وسمعنا ما لم نكن نريد سماعه,ورأينا ما كنا لا نريد رؤيته,لقد وصل أهالي بورسعيد إلى مرحلة حزينة بائسة يرسى لها بعد أن عاملها البعض معاملة الأعداء والخونة والجواسيس ولا أدرى كيف يأخذ البعض محافظة بأكملها بذنب مجموعة من البلاطجة والقتلة الذين نعرفهم ويعرفهم الجميع,لقد اصدر المتطرفون حكما على محافظة كاملة بأنهم قتلة وسفكة دماء وهم غير ذلك,والعجيب أن من يريد معاقبة محافظة كاملة يبرر لنفسه هذا وهو واقع تحت تأثير العصبية الكروية البغيضة التى التهمت العقلانية والعدالة والإخاء والمودة والرحمة. فمع وضوح الرؤية الكاملة التى أكدت تورط الأمن فى المذبحة,يتغاضى البعض ولا يرى إلا مجموعة من المتعصبين المشجعين للنادى المصرى ويحاول أن يقنع نفسه أن كل بورسعيد متعصبة لناديها وان الجميع اشترك فى قتل شباب الألتراس الأهلاوي,وهذا يخالف لطبيعة الناس وميولهم. فمن قال أن كل الناس تهوى الرياضة وتتابعها,ومن يستطيع أن يقر أن الشيوخ والنساء والأطفال لهم نفس القدر من التعصب الذى عند البعض فضلا عن عدم الاهتمام أصلا بمتابعة الرياضة؟ لقد كانت المؤامرة واضحة وصريحة,فالأبواب تلحم حتى لا يخرج الألتراس بعد المتش,والأنوار تطفئ ليعمل البلطجية بعيدا عن الأضواء ,ويقتلون المشجعين بعيدا عن الملاحقة بعد ذلك,والأسلحة تدخل إلى الإستاد بعد أن انعدمت إجراءات التفتيش بشكل متعمد. كل هذه الأمور الواضحة والبعض يتغاضى عنها ويحاول أن يكيف الجريمة على أهل بورسعيد متناسيا دور الأمن الذى أجرم والذى خطط بالتعاون مع فلول الوطنى المنحل. لماذا ننسى أن متش مصر والجزائر الذى عقد فى السودان كان أكثر إثارة وعصبية, وحدث فيه كل الموبقات,من ضعف للأمن السودانى, وشراء الجزائريين للسلاح الأبيض, والمواجهة بين دولتين عرف أن لهم صولات وجولات رياضية وصلت لحد توتر العلاقات الدولية,ومع ذلك لم يقتل واحد من كلا الجانبين. والأمر بوضوح ولا يحتاج لتفكير طويل وعميق,ذلك لان النية لدى الجزائريين لم تكن مبيتة للقتل أو العنف,بل كان أقصاها إلقاء الحجارة والسب والشتائم. لكن متش بورسعيد كانت النية مبيته للقتل والتخريب فى كل الأحوال مهما كانت نتيجة المتش,والأمر لم يتجاوز إلقاء الحجارة أو الشتائم أو إطلاق الشماريخ,بل تجاوز كل الحدود والسدود. لقد استغل المتآمرون الحالة التى وصل لها مشجعى كلا الألتراسين,فالجرين ايجلز أو مشجعى النادى المصرى مهوسوين رياضيا, فهددوا التراس الأهلي, وألفوا ولحنوا الأغنيات التى تلهب المشاعر ووصل الاحتقان إلى ذروته بين كلا الطرفين,ووصل الأمر ببعض الشباب انه قبل ذهابه إلى بورسعيد أطلق الشهادة وكأنه يجاهد فى سبيل الله أو انه فى مهمة وطنية. وهنا استثمر واستغل المتآمرون هذه الروح الرياضية البذيئة,التى مهما كانت بذائتها وحقارتها لن تصل إلى القتل الاحترافي,حيث تم إلقاء مشجعو الألتراس من أعلى المدرجات ليسقطوا قتلى,أو ليضرب بالة حادة احدهم فى منطقة الطحال بالجسم حتى يحدث نزيفا سريعا لا يمكن إسعافه. هؤلاء القتلة المحترفون كانوا يعرفون ماذا يفعلون وكانوا يتحركون وفق مخطط مدروس ومنظم وممنهج. لقد علمنا أن النادى المصرى فى شهر ابريل الماضى أرسل بخطاب إلى اتحاد الكرة يطالب بتأجيل الدورى حتى تستقر البلاد وهو ما لم يأخذ بمأخذ الجدية,ولم يهتم به المنتفعون,لذلك فالنادى المصرى لم يكن راغبا أو مهتما بإكمال الدورى أصلا. لماذا لم يُحاكم الإعلام الرياضى الفاشى وأعوانه أمثال سمير زاهر وأعوانه وإدارة النادى الأهلى التى كانت تعرف أن الأجواء محتقنة وان هذا المتش له اعتبارات أمنية خاصة وكان الأولى لهم والأولى بهم أن يطلبوا تأجيل أو إلغاء هذا المتش او كل المتشات إذا اضطروا لذلك,لكن مصلحة الإدارة لا شك تختلف عن مصلحة الوطن؟ لماذا يحمل البعض المجلس العسكرى والأمن المسئولية اذا كان القتلى فى القاهرة مثل أحداث محمد محمود ومجلس الوزارء وماسبيروا,ويحملوا شعب بورسعيد المسئولية اذا تم القتل فى بورسعيد؟ لماذا يصفى مهاويس الكرة حساباتهم مع بعضهم البعض عن طريق قتل شعب بورسعيد بأكمله وخلق عداوات بين أبناء الشعب الواحد؟ من المؤسف أن يخرج علينا فحل من فحول الرياضة ويدعى أن 99 بالمائة من شعب بور سعيد متعصب,وكأنه اجري أبحاث دقيقة على بورسعيد واكتشف ما لم يكتشفه غيره؟بل أن البعض أطلق العنان لنفسه ليقول أن من بين كل عشرة مواطنين بورسعيديين سبعة متعصبين وكأنه فى مركز بحثى يهتم بتعصب البورسعيديين لناديهم!! كل ما حدث فى الأيام السابقة ما هو إلا تهييج للرأي العام حتى يحصل إعلاميو الفتنة على سبوبة يجمعون بها الإعلانات,ولا مانع من استخدام مصطلحات الفرقة كالتى قيلت مثل وصف بورسعيد ببوريهود أو بورحزين أو بالصهاينة. لماذا كل هذه الكراهية لأبناء محافظة هى مكون رئيسى لشعب مصر؟ولمصلحة من أن تصل الفتنة إلى هذا المستوى المنحط؟ لن نسمح لأحد أن يعزل شعب بورسعيد البطل الباسل المناضل ويهمشه ويجوعه من اجل رياضة أثبتنا للعالم كله أننا فشلة ولم نحقق من ممارستها إلا الوهم والضياع ولم نجنى منها إلا إنفاق مليارات الجنيهات على ثلة من الصيع والمرتزقة أطلقوا على أنفسهم اتحاد الكرة المصرى.