يبدو أن البنوك الإلكترونية ستصبح البديل الحقيقي لفروع البنوك التقليدية وذلك حسب الكثير من المؤشرات الدالة علي ذلك. فالعملاء أدركوا الفوائد والمميزات لبنوك الانترنت التي وفرت عليهم الوقت والجهد، ويسرت عليهم اجراء تعاملاتهم البنكية عبر جهاز الكمبيوتر الشخصي في المنازل، بدلا من الانتظار في الطوابير لساعات طويلة. وقد تزايد عدد عملاء البنوك الالكترونية في الولاياتالمتحدةالأمريكية بشكل لافت للانظار وذلك حسب الدراسات البحثية فقد أفاد تقرير صدر مؤخرا بشأن بنوك الإنترنت أن عدد العملاء الأمريكيين لدي بنوك الانترنت بلغ 33 مليونا في عام ،2003 وذلك مقارنة ب 15.5 مليون في عام 2000. ويقول أحد العملاء لدي بنك "واتشفيا" إن بنوك الانترنت وفرت لعملائها كل الخدمات المصرفية التي تقدمها البنوك التقليدية بالاضافة الي عوامل الدقة والسرعة. ويضيف ان ضغطة واحدة علي زر الماوس يوفر زيارات عديدة الي "التيلر". وتعد ولاية "ديلاور" الأمريكية من أكثر الولايات التي تشهد زيادة في أعداد عملاء البنوك الالكترونية وذلك حسب قول رئيس جمعية المصرفيين بالولاية.. ويضيف ان الناس يشعرون أن بقدرتهم ضبط حركة أموالهم عندما يستخدمون بنوك الانترنت. ويستطرد قائلا ان البنوك المحلية اصبحت تتيح لعملائها عبر الإنترنت مراجعة أرصدتهم، ورؤية صور شيكاتهم بالاضافة الي تحويل الأرصدة بين الحسابات ودفع الفواتير مجانا. ويقول المراقبون لبنوك الانترنت ان شدة المنافسة بين البنوك لجذب عملاء جدد دفعت بعض البنوك الي تخفيض الرسوم التي تتقاضاها مقابل دفع الفواتير الكترونيا. ويضيف المراقبون أن اقدام البنوك علي تقديم خدمة دفع الفواتير الكترونيا وفر علي العملاء الكثير من الجهد، حيث ان البنوك تراقب بدقة متناهية عملية اداء المدفوعات سواء تمت عن طريق الشيكات أو التحويل الالكتروني ويقول احد الباحثين في إحدي شركات الاستشارات الأمنية، ان العميل عندما يقبل علي التعامل مع بنوك الانترنت يظل عامل الأمان يسيطر علي مشاعره ويضيف أن العملاء لديهم رغبة عالية في التأكد من ان برامج مقاومة الفيروسات يتم تحديثها بشكل دوري ومستمر لصد هجمات "الهاكرز" والتي تزايدت خلال الآونة الأخيرة بشكل مكثف. الامر الذي دفع الخبراء في مجال الشئون الأمنية إلي اسداء النصائح لعملاء بنوك الانترنت بعدم الاستجابة لرسائل البريد الالكتروني المزيفة والتي تهدف في الغالب الي الحصول علي بيانات ومعلومات شخصية خاصة بالعملاء مما أدي الي تفاقم مسألة سرقة الهوية.. ويواصل الخبراء نصائحهم للعملاء بضرورة الاتصال بالبنك فور وصول رسائل مزيفة والتأكد من صحتها. تجدر الاشارة الي ان بنوك الانترنت بدأت تظهر بشكل عملي في عام 1990 واصبحت الآن تمثل اتجاها سائدا وأحد عوامل جذب العملاء الجدد. من جانبها تبذل البنوك جهودا مضنية لاقناع العملاء باستخدام بنوك الانترنت وتقوم البنوك باتاحة المعلومات الضرورية للعملاء للتعرف عن قرب علي مزايا العمليات الالكترونية.