تباينت ردود أفعال وآراء خبراء ومستثمري السياحة حول قرار هشام زعزوع وزير السياحة بشأن إرجاء الرحلات السياحية الإيرانية للمقاصد المصرية حتي منتصف يونية القادم، حيث يري القطاع السياحي الرسمي ان القرار سياسي لتهدئة الأوضاع بعد المظاهر العدائية ضد القائم بالأعمال الإيراني بالقاهرة.. بينما يري القطاع السياحي الخاص ان القرار يمثل خسارة كبيرة للسياحة المصرية علي المستوي المهني خاصة انها تعاني منذ اكثر من عامين. يأتي ذلك في أعقاب الرحلة الأولي التي قامت بها مجموعة من السائحين الإيرانيين إلي مصر خلال الشهر الحالي، وأكد وزير السياحة أنه سيتم انتهاز هذه الفترة لإعادة تقييم ومراجعة التجربة والبرامج السياحية مع الجانب الإيراني، كما سيتم مراجعة التيار السلفي وتحديد موقفه بشكل واضح من استقبال مصر لايرانيين وتقليل المخاوف من المذهب الشيعي.. مشيرا إلي انه سيلتقي خلال الأيام القادمة مع لجنة السياحة والثقافة والاعلام بمجلس الشوري برئاسة فتحي شهاب لتبادل وجهات النظر وتوضيح بعض الحقائق عن السياحة الايرانية خاصة ان الدول المحيطة مثل تركيا ودول الخليج تستقبل أعدادا كبيرة من هذه السياحة حيث تستقبل تركيا مليون سائح سنويا من ايران عبر 50 رحلة كل اسبوع، كما ان دبي تستقبل 45 رحلة اسبوعيا ولم نسمع عن مد شيعي. قال أحمد شكري رئيس قطاع السياحة الدولية بهيئة تنشيط السياحة إن الاتفاق الخاص برحلات السياحة الإيرانية تم بين الحكومتين بمشاركة أطراف محدودة من القطاع السياحي وكان الاتفاق تحت التجربة، بمعني انه يمكن ان يتوقف أو يتم إرجاؤه أو إلغاؤه نهائيا، مشيرا إلي أن هذا الاتفاق يختلف عن باقي التعاقدات مع السوق الأوروبية مثلا، حيث تتم هذه التعاقدات بين شركات سياحة مصرية خاصة ومنظمي الرحلات الأوروبية وذلك علي نطاق واسع يرتبط بعلاقات اقتصادية ومهنية.. أما في حالة إيران فالوضع يختلف لارتباطه أكثر بالاعتبارات السياسية. أشار المهندس أحمد بلبع رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال المصريين الي ان القرار يعد خسارة كبيرة للسياحة المصرية لأن السوق الإيراني من الأسواق الواعدة المتعطشة لزيارة مصر وكان يمكن التغلب علي مخاوف التيار السلفي بتنظيم هذه الرحلات للمناطق الشاطئية بشرم الشيخ حيث يحصل السائح الإيراني علي تأشيرة خاصة لا يجوز له التنقل بها داخل البلاد. استنكر بلبع ما حدث للقائم بالأعمال الإيراني لأن هذا لا يتناسب مع طبيعة وأخلاق المصريين، ملقيا باللوم علي الشرطة التي لم تمنع هذه التصرفات مطالبا بضرورة استعادة الدولة قوتها حفاظا علي سمعة مصر الدولية. قال عاطف عبداللطيف عضو جمعية مستثمري السياحة بمرسي علم إن القرار يمثل صدمة لأي مستثمر سياحي لأننا يهمنا العمل في جميع الأسواق المصدرة للسياحة إلي مصر، مشيرا إلي أهمية السياحة الإيرانية التي كان من المأمول ان تأتي بأكثر من 200 ألف سائح هذا العام من السائحين الأعلي إنفاقا في العالم. واشار هشام علي رئيس جمعية مسثمري جنوبسيناء للتنمية السياحية الي انه لا داعي للتخوف من استقبال سياح من إيران، لافتا الي ضرورة إبعاد الخوف عن السائح الايراني لان السائح الايراني القادم إلي شرم الشيخ هو السائح الغني، مشيرا إلي وجود ترحيب من المستثمرين بالسائحين من مختلف الأسواق بما فيها السوق الايراني، مؤكدا تلقي العديد من الفنادق والقري السياحية عروضا من شركات السياحة المصرية لجذب الحركة السياحية الإيرانية، موضحا ان هذه العروض تتساوي مع عروض السوق الخليجي حيث لا يختلف السوق الايراني عن السوق العربي كثيرا فهو سوق موسمي يأتي بأعداد كبيرة في أوقات محددة وقصيرة مثل إجازات الصيف والأعياد.