أسهمت الإجراءات التي اتخذها البنك المركزي أمس في كبح جماح الورقة الخضراء ودفعها الي التراجع أمام الجنيه من جديد بعد ان ادي الاندفاع نحو حيازة الدولار الي صعوده بشكل ملحوظ امام العملة المحلية إلا أن آليات السلطة النقدية عملت علي عودة الأمور الي مسارها الصحيح . وكانت العملة الامريكية قد شهدت قفزة جديدة خلال اليومين الماضيين لتصنع سوقا سوداء تلامس قيمتها خلالها ال7 جنيهات خاصة مع عطلة البنوك الرسمية خلال يومي الجمعة والسبت إلا أن البنك المركزي أحبط هذه السوق من خلال زيادة المعروض وتلبية احتياجات العملات، الأمر الذي كبد المضاربين خسائر فادحة حيث فقدت الورقة الخضراء 40 قرشا منذ يوم الخميس الماضي . وبلغ متوسط سعر الدولار امس نحو 65 .6 جنيه مع هدوء ملحوظ في الطلب يأتي ذلك في الوقت الذي شهدت فيه العملات الرئيسية تراجعا تراوح بين 4 و10 قروش حيث سجل اليورو 65 .8 جنيه للشراء ونحو 75 .8 جنيه للبيع بانخفاض 6 قروش وهبط الجنيه الاسترليني بمقدار 10 قروش ليصل الي 55 .10 جنيه للشراء و65 .10 جنيه للبيع . وسجل الفرنك السويسري 10 .7 جنيه للشراء و15 .7 جنيه للبيع قريبا من مستواه السابق فيما ارتفع الين الياباني الي 40 .7 جنيه للشراء و45 .7 جنيه للبيع في حين سجل الريال السعودي 79 .1 جنيه للشراء و81 .1 جنيه للبيع مواكبا لتراجع الدولار . واعتبر مسئولو شركات الصرافة ان الاسعار رضخت لسعر الانتربنك الذي يحدده البنك المركزي لسعر التداول للورقة الخضراء فيما بين البنوك مشيرين الي ان السوق السوداء للدولار مازالت ضعيفة وأن تدخلات المركزي تكبد المضاربين خسائر فادحة . واشار مسئولو الصرافات الي ان الطلب علي الدولار في السوق يعود الي عدم الاستقرار السياسي وحالة الارتباك الذي تسيطر علي المشهد الحالي بين الاحتجاجات والاعتصامات المستمرة . وارجع عزت أبوزيد مدير شركة برنت للصرافة المضاربة علي الدولار التي اشتعلت خلال يومي الجمعة والسبت الي عطلة البنوك الرسمية واستغلال المضاربين لتخوفات العملاء من الأيام القادمة مع الدعوة للتظاهرات من جديد لكنه اشار الي قدرة السلطة النقدية علي السيطرة علي ذلك بسهولة كما حدث أمس .