حان وقت العمل شعار رفعته شركة بايونيرز القابضة فانطلقت كالصاروخ لتتخطي المنافسين وترسخ وجودها كواحد من أكبر بنوك الاستثمار العاملة في مصر والوطن العربي، وحافظت الشركة علي استراتيجية ثابتة منذ عهد النظام السابق بمنع الخلط بين السياسة والعمل، واتخذت موقفا محايدا كان له ثمنه أحيانا بهجوم من الكبار ومازالت الشركة تصر علي نفس الاستراتيجية حاليا، وهي التركيز بكامل الطاقات علي الاقتصاد من أجل دعم الاقتصاد المصري للمرور من المرحلة الانتقالية وعبور عنق الزجاجة عن طريق ضخ استثمارات في الشركات التابعة للمجموعة، وكذلك دعم البورصة المصرية عن طريق عمليات استحواذ علي أسهم شركات مقيدة في البورصة ثقة في الاقتصاد المصري وقدرته علي عبور الأزمة والانطلاق خلال الفترة القادمة. وفي حوار مع وليد زكي رئيس مجلس إدارة شركة بايونيرز القابضة أكد أن الوضع العام في مصر لن يتحسن إلا بمزيد من العمل والجهد بدون صخب، هو ما فعلته بايونيرز القابضة عندما قامت بدراسات موسعة عن أغلب الشركات المقيدة في البورصة ونفذت خلال العام الماضي استحواذات زادت قيمتها علي 700 مليون لتصل تحديدا إلي حوالي 780 مليون جنيه وذلك ضمن خطة للمجموعة للوصول بهذه الاستحواذات إلي 1200 مليون جنيه حتي منتصف العام القادم حيث توجد العديد من الشركات تحت المنظار ويتم تحديد الأفضل منها بناء علي دراسات السوق والقدرات الكامنة لهذه الشركات وإمكانات النمو لديها وقدرتها علي المنافسة وتوليد عوائد جيدة لحاملي أسهم الشركة. وقال وليد زكي إن محفظة الشركة أصبحت متنوعة بشكل جيد حيث تضم 6 شركات مقيدة في البورصة منها 4 شركات تعمل في المجال العقاري ومجال المقاولات هي القاهرة للإسكان والمتحدة للإسكان والصعيد العامة للمقاولات والجيزة للمقاولات، وهناك شركتان في المجال الصناعي هما يونيفرسال والكابلات الكهربائية المصرية، والشركات العقارية تمتلك إمكانيات للنمو في مجال الإسكان الخاص بمحدودي الدخل والإسكان المتوسط، وتمتلك مخزونا جيدا من الأراضي وديناميكية في المشاركة مع الغير لتنفيذ المشروعات. وأشار وليد زكي إلي أن محفظة الشركة تضم حصصا في شركات أخري أبرزها ثاني أكبر حصة في شركة اراب ديري لمنتجات الألبان، وحول طبيعة الاستحواذات الجديدة التي تخطط لها الشركة قال إنها ستتم بعناية لشركات جيدة وقوية تمتلك فرصا للنمو والمنافسة وتحقيق نمو رأسمالي في قيمتها السوقية، وسيتم الانتهاء من هذه الاستحواذات بعد تحديده قبل 30 يونية القادم. وأشار وليد زكي إلي أن إيرادات الشركة حققت نموا كبيرا ارتبط بالعائد المتولد من الشركات المستحوذ عليها، وهو ما جنب الشركة مخاطر تراجع أحجام وقيم التداول في البورصة مع تنويع كبير في مصادر الدخل بين القطاع العقاري والصناعي والمقاولات بالإضافة لعوائد بنوك الاستثمار المتنوعة مثل السمسرة وإدارة المحافظ وكذلك محفظة المتجرة الخاصة بالشركة. وتوقع وليد زكي أن تزداد عوائد الشركة خلال العام القادم مع توقعات بحدوث تحسن كبير في سوق المال وهو ما سيدعم بالقطع نشاط بنوك الاستثمار، بالإضافة للاستحواذات الجديدة والموضوعة ضمن خطط الشركة لحصص من شركات قوية ستزيد من إيرادات الشركة القابضة. وتوقع وليد زكي أن تتحسن الأحوال الاقتصادية وأن تستطيع مصر جذب قدر أكبر من الاستثمارات المباشرة بعد انتخاب مجلس شعب جديد، وأشار إلي أن كل الاستحواذات التي تقوم بها الشركة تتم بعد جولات ترويجية لجذب مستثمرين جدد إلي مصر وكل استثمار نجذب له حوالي 25% من قيمته مستثمرين أجانب أو عربا. وطالب وليد زكي بضرورة مناقشة كل القرارات الخاصة بالسوق والبورصة تحديدا يجب أن تتم مناقشتها مع جمعيات ومؤسسات السوق والخبراء، لأن التراجع في القرارات بعد صدورها يعتبر أمراً سيئا، وأكد أن البورصة حساسة جدا لأي قرارات سياسية واقتصادية والخسائر تكون فورية بعد القرار لأن ردود الأفعال في السوق لحظية، وأكد أن إرادة الحياة للشعب المصري هي التي تمكنه من الاستمرار وإيجاد مسار كمجري نهر لا يتوقف مهما كانت الظروف والتحديات. وأشار وليد زكي إلي أن مقومات التفاؤل بالنسبة للاقتصاد كبيرة وتدعم فرص النمو وأقوي شيء هو الاقتصاد غير الرسمي والذي سيحدث نقلة ضخمة في الاقتصاد لأنه يعتمد علي شركات صغيرة ومتوسطة وسيمثل رمانة الميزان وأكثر من 60% من الشعب يعمل في هذا القطاع. * كيف اتخذتم قرارا بزيادة الاستثمارات والاستحواذات رغم المخاطر الكبيرة خلال الفترة الماضية؟ ** الشركة قامت بضخ استثمارات جديدة عن طريق الاستثمارات المباشرة التي قامت بها والتي تم الإعلان عنها خلال العام الحالي وجار العمل علي زيادتها من خلال ضخ المزيد من الاستثمارات، حيث تم الاستثمار في حصص رئيسية 6 شركات مدرجة في البورصة منها 4 شركات عقارية كالصعيد العامة للمقاولات، القاهرة للإسكان، والجيزة العامة للمقاولات المتحدة للإسكان، وشركتان صناعيتان هما الكابلات الكهربائية المصرية، يونيفرسال للتعبئة والتغليف، بالإضافة إلي حصص غير رئيسية في شركات أخري متنوعة، أبرزها آراب ديري حيث أكد أن استراتيجية الشركة تقوم علي استمرار الإدارة التنفيذية لهذه الشركات نظرا لكونها الأكثر دراية وخبرة بشئون هذه الشركات مع إجراء ما يلزم من إعادة هيكلة مالية وإدارية وفنية لهذه الشركات بغرض زيادة قدراتها الإنتاجية والتنافسية وبالتالي تحقيق معدلات نمو أعلي مشيرا إلي أن هذه الشركات التابعة أصبحت تمثل 70% تقريبا من صافي أرباح شركة بايونيرز القابضة. * ما توقعاتك لمستقبل الاقتصاد المصري خاصة مع نشر تقارير عالمية أن مصر ستكون واحدة من أكبر دولتين جذبا للاستثمار خلال 10 سنوات؟ ** أري أن مستقبل مصر سيكون الأفضل في أسواق المنطقة برغم التحديات الحالية، وهو ما سيؤدي إلي تنامي قيمة استثمارات التي عقدتها الشركة وبالتالي تنامي عوائد مساهمي الشركة، فضلا عن كون هذه الاستثمارات تم اختيارها بعناية حيث إن هذه الشركات متميزة وتمتلك جميع القدرات والموارد اللازمة للمنافسة والتوسع والاستمرار في مواجهة أية أزمات حيث تم التركيز في عملية الاختيار علي الشركات التي تمتلك قدرات تمويلية وإنتاجية من أصول جيدة قابلة للتنمية وعمالة متميزة مؤكدا أن الشركة لم تخفض العمالة في شركة واحدة من الشركات التي قامت بشرائها، فضلا عن ضرورة وجود تنوع في أنشطتها لتقليل المخاطر الاستثمارية وكذا تكامل نشاط الشركة المستهدفة مع الشركة السابق الاستثمار فيها لكي تمثل كل شركة جديدة إضافة وتكامل للكيان بشكل عام. وأضاف أن شركة بايونيرز القابضة كانت من أكبر الكيانات التي قامت بضخ استثمارات مباشرة في البورصة خلال 2011/2012 وذلك يرجع أولا لرؤية الشركة في اقتناص الصفقات خلال فترات الهبوط التي شهدتها البورصة خلال هذه الفترة حيث انخفضت أسعار أسهم بعض الشركات إلي أقل من قيمتها الحقيقية، وثانيا لدعم سوق صغار المستثمرين وحاملي الأسهم والبورصة المصرية بوجه عام، وهي استراتيجية تحقق دعم السوق ومصالح الشركة في نفس الوقت، وفيما يلي نص الحوار مع وليد زكي الرئيس التنفيذي لشركة بايونيرز القابضة. * ما تقييمك للوضع الاقتصادي في مصر بعد الثورة وهل تري أن المناخ مناسب للاستثمار؟ ** الاقتصاد المصري شهد تحديات كبيرة ولكنه مازال صامدا لأنه اقتصاد متنوع يمتلك قوة كامنة تعتمد علي التنوع بين قطاعات مختلفة أبرزها الزراعة والأغذية والصناعة والخدمات والسياحة والإسكان وكذلك القطاع المالي، وهناك مكامن قوة ترتكز علي موقع مصر ومكانتها علي صعيد العالم العربي وافريقيا والشرق الأوسط، وكذلك وجود قاعدة استهلاكية قوية وتوافر محفزات النمو من مواد خام وعمالة ووسائل النقل وكذلك مصادر الطاقة من الغاز والبترول، وبالتالي فإن الأوضاع التي وصل إليها الاقتصاد أو أسعار الأسهم في البورصة هي أوضاع مؤقتة، وسرعان ما تتجاوزها البورصة لأن أسعار أسهم بعض الشركات وصلت إلي أقل من قيمتها الحقيقية. ونري أن مصرقادرة علي تجاوز المرحلة بنجاح كبير ولذلك فنحن نراهن علي مستقبل أفضل للوطن وللشعب المصري عن طريق تركيز استثماراتنا في مصر لايماننا بأن مصر دولة وسطية معتدلة قادرة علي إقامة نظام اجتماعي واقتصادي يضم جميع ابنائها وجميع أطياف المجتمع بشكل عادل، عن طريق القضاء علي الفساد ومعوقات نمو الاستثمارات، واستطيع أن اؤكد أن مصر ستكون جاذبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة بشكل أكثر قوة خلال فترة لا تتعدي العام الواحد. * برغم تراجع البورصة وتخوف بعض الشركات من المخاطر السياسية والاقتصادية إلا أن شركة بايونيرز زادت من استثماراتها فما هي الأسباب وهل هناك تخوف من المخاطر؟ ** بالفعل اتجهت الشركة لزيادة استثماراتها وتشتري حصصا في شركات جديدة وهي استثمارات مباشرة تم إعلام البورصة وهيئة الرقابة المالية بها، وهناك معايير وضوابط للاستثمار ترتبط بالمخاطر والعائد وطريقة احتساب المخاطر، فالبنسبة للمخاطر الاقتصادية تم اختيار شركات جيدة بها سيولة عالية تمكنها من التوسع وتمتلك أصولا جيدة يمكن تنميتها وليس عليها ديون، وبالتالي المخاطر الاقتصادية محدودة ونفس الأمر بالنسبة لمخاطر الاقتصاد المصري فهو اقتصاد قوي وقادر علي عبور أي أزمة، أما بالنسبة للمخاطر السياسية فنؤمن بأن مصر قادرة علي عبور الأزمة إلي مستقبل واعد لأننا شعب وسطي لايميل للعنف، والانتخابات ستكون بوابة العبور سواء الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية. * ما أهم الشركات والقطاعات التي اتجهتهم للاستثمار فيها؟ ** اتجهنا للاستثمار في قطاعات متنوعة ابرزها الأغذية والاسكان والمقاولات والخدمات والصناعة، وأهم الاستثمارات هي الحصص التي تم شراؤها في الكابلات الكهربائية المصرية والصعيد للمقاولات والقاهرة للأسكان والمتحدة للاسكان بونيفرسال والجيزة العامة للمقاولات ومن قبلهم آراب ديري للألبان، وهناك خطط بالنسبة لشركات أخري. بذلك يصل إجمالي استثمارات الشركة المباشرة بخلاف استثمارات قطاع بنوك الاستثمار إلي ما يزيد علي المليار جنيه قائمين علي زيادتها. * ما استراتيجية الشركة في إدارة هذه الشركات؟ ** تتمحور استراتيجية بايونيرز القابضة بالنسبة لهذه الشركات في عدة محاور تتمثل في أولا زيادة الاستثمارات والتوسعات وزيادة العمالة وإيجاد فرص للتشغيل سواء في الشركات أو المشروعات التابعة لها، والاعتماد علي نفس إدارات الشركات لأنهم أكثر دراية وخبرة وتخصص، مع العمل علي هيكلة الشركات ماليا وإداريا لزيادة قدراتها وكفاءتها وإمكانياتها التنافسية وربحيتها بالتأكيد، وكذلك إيجاد نوع من التكامل بين الشركات مثل الإسكان والمقاولات والكابلات وغيره أو التي تم الاستحواذ عليها سابقا في قطاع الصناعات الغذائية. * كيف مولتم هذه الاستثمارات والتوسعات؟ ** تم الاعتماد بشكل رئيسي علي الامكانيات الذاتية للشركة واستغلال السيولة المتاحة بأكبر درجة ممكنة خاصة أن أسعار أسهم الشركات وصلت إلي أقل من قيمتها الحقيقية، ونحن نوجه الدعوة لجميع الأطراف الفاعلة في قطاع الاستثمار بما يشمله هذا من بنوك وشركات تأمين وبنوك الاستثمار بتوظيف جزء من سيولتها فنقول لهم بادروا بشراء أصول الشركات المصرية لأنها مغرية استثماريا ولدعم الاقتصاد والبورصة بما سيعود علي الجميع بالفائدة بدلا من توجيه الاستثمارات إلي خارج مصر أو بدلا من استحواذ الأجانب عليها، لأن مستقبل مصر السياسي والاقتصادي سيكون الأفضل في المنطقة. الجدير بالذكر أن بايونيرز القابضة قد قامت في نهاية عام 2008 بزيادة رأس المال المصدر والمدفوع بقيمة مليار جنيه بزيادة نقدية مما مكنها من تجاوز اثار الأزمة المالية العالمية الماضية كما مكنها من تمويل توسعاتها الاستثمارية الجارية. * ما هيكل ملكية شركة بايونيرز القابضة حاليا؟ ** 85% من هيكل مساهمي شركة بايونيرز القابضة مملوك للمصريين فهي شركة مصرية والملاك مصريون والتوسعات تمولها الشركة، ومن يريد أن يتأكد عليه بمراجعة ميزانية الشركة واستثماراتها وهيكل الملكية وباقي هيكل المساهمين موزع ما بين مؤسسات سعودية وكويتية.