وضع مجلس الشوري بعض الإجراءات والسياسات في تقرير اقتصادي للسيطرة علي عجز الموازنة والحد من تفاقم الدين العام، جاء أهمها بطرح صكوك إسلامية لتواكب حركة ومتطلبات التمويل. وأشار التقرير إلي أن بيانات وزارة المالية تؤكد أن الدين العام وصل إلي 1،04 تريليون جنيه إضافة إلي الدين الخارجي. وقد وضعت البورصة المصرية علي قمة أولوياتها تنشيط سوق السندات والعمل علي إدخال أدوات مالية جديدة مثل الصكوك وصناديق المؤشرات. واتفق خبراء أسواق المال علي أهمية إصدار الصكوك الإسلامية للحصول علي تمويل من الخارج.. إلا أنهم يرون أنها ليست الإدارة المالية الوحيدة للحصول علي هذا التمويل وأن التنوع ضرورة لجذب مختلف المستثمرين. وسيلة للتمويل يقول أحمد أبو السعد -العضو المنتدب بشركة رسملة مصر لإدارة الأصول أن الصكوك الإسلامية أداة مهمة للحصول علي تمويل وقد أثبتت نجاحها علي المستوي العالمي مشيرا إلي أن حجم إصدارات الصكوك خلال النصف الأول من العام الجاري علي المستوي العالمي سجلت نموا بنسبة 39% لتصل إلي 66،4 مليار دولار، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وأضاف أنه رغم هذا الاهتمام العالمي بإصدارات الصكوك فإنه لا يمكن اعتبارها الإدارة الوحيدة للحصول علي تمويل بالنسبة لمصر فلابد أن يكون المنهج هو التنويع حتي يمكن الحصول علي التمويل المطلوب من مختلف أنواع المستثمرين والمؤسسات المالية.. فالصكوك تخاطب بصفة خاصة مستثمري الخليج الذين يبحثون عن إدارة استثمارية تتوافق مع الشريعة الإسلامية. ويقول وائل أمين خبير أسواق المال إن الصكوك والأسهم والسندات تعد من الأوراق المالية المتداولة والغرض الأساسي منها الحصول علي التمويل، مشيرا إلي أن الصكوك تعتبر من ضمن الأوعية الإدخارية التي تتوافق مع الشريعة الإسلامية تعتبر بمثابة اتفاق بين طرفين وهما الطرف المصدر للصك والطرف الثاني وهو المشتري. ويضيف تجمع الصكوك بين خصائص السند والسهم في ذات الوقت حيث توزع عائدا متغيرا مثل الأسهم وكذلك هي آلية تمويلية متداولة بالبورصات مشيرا إلي أنه يتم اصدار تمويل المشروعات الكبري والمشروعات التحتية وبناء علي ذلك فيتطلب اصدارها دراسات لتلك المشروعات ويجب أيضا وضع عقود تلك الصكوك بصياغة تحقق مصلحة للطرفين. ويوضح أنه قبل اصدار تلك الاداة التمويلية يجب توعية المستثمرين بأهمية وفوائد الاستثمار في جميع أدوات التمويل عموما وليس الصكوك فقط. ويؤكد أن الصكوك تختلف من حيث مدة الصك والغرض من اصداره الصك مشيرا إلي أنه وفقا لما اسفرت عنه نتائج انتخابات مجلس الشعب وسيطرة الإسلاميين علي البرلمان فإن اصدار الصكوك سيساعد بشكل كبير في جذب شريحة كبيرة من المستثمرين للتعامل في السوق. مبادئ الشريعة وأوضح أن تلك الصكوك نظرا لأنها متوافقة مع بادئ الشريعة الإسلامية ستجذب قطاعا كبيرا من المستثمرين المحلليين والعرب الذين يبحثون عن ادوات استثمارية متوافقة مع الشريعة الإسلامية. ويضيف أننا نمر بمحنة اقتصادية خلال الفترة الحالية، ولذلك يجب الاسراع باصدار اللائحة التنفيذية لاصدار وتداول صكوك التمويل والعمل علي زيادة حجم وعدد ضوابط جديدة ومحفزات لتنشيط تداولات الافراد في سوق الصكوك بحيث يتم اعداد دورة التمويل لما كانت عليه. ويقول محمد سعيد خبير أسواق المال إن الصكوك تظهر حاليا كإحدي أهم أدوات التمويل المهمة التي تتميز بكونها ذات مرجعية لا تتنافي مع الشريعة الإسلامية، وبالتالي تتواءم مع المزاج الشعبي الذي تجلي في عمليات الاقتراع في الانتخابات التشريعية والرئاسية. ويشير إلي أنه علي الرغم من بعض الشبه بين الصكوك وغيرها من الأدوات التمويلية الأخري المتواجدة بالفعل في سوق المال المصري كالأسهم والسندات والأسهم الممتازة فإنها تختلف في طبيعتها عن كل منها في بعض النقاط