نعم هو سؤال وليس توضيحا.. فلقد احترت كثيرا بعد قرار الفيدرالي الأخير بتثبيت أسعار الفائدة قصيرة الأجل قرب الصفر للمرة الثالثة عشر علي التوالي وتأكيده علي الاستمرار في سياساته التوسعية ومن ثم تبعه (كما هو المعتاد) المركزي المصري في التثبيت.. وما فعله المركزي المصري سواء قام بالتثبيت أو الرفع له أسبابه الوجيهة نظرا للظروف التي تمر بها البلاد خلال الفترة الحالية.. أما ما فعله الفيدرالي الأمريكي فهو الأمر الغريب حقا.. فكأنه يريد قتل الدولار إلي غير رجعة وهو ما بدا جليا من تراجعه إلي أدني مستوي سعري له فيما يقارب الثلاث سنوات أمام سلة عملات قرب ال 72،80.. فجميع المؤشرات كانت تشير إلي ضرورة ملحة خلال الفترة الحالية برفع أسعار الفائدة قصيرة الأجل خاصة بعد اتجاه المركزي الأوروبي لتشديد السياسة النقدية وهو ما بدا جلياً برفعه لأسعار الفائدة قصيرة الأجل بمقدار 25 نقطة أساس ومن قبله كانت الصين برفعها لأسعار الفائدة مرتين متتاليتين خلال هذا العام فقط!! وإن كانت للصين ظروف خاصة مختلفة إلي حد ما عن بقية الاقتصادات العالمية.. وعلي هذا كان من المتوقع أن يغير الفيدرالي الأمريكي من سياساته التوسعية ولو مؤقتا بعدما ارتفع معدل التضخم إلي ما يقارب ال 3% وأيضا الارتفاعات القياسية التي يحققها المعدن الأصفر بشكل يومي ليقترب من مستوي تاريخي عند ال 1575 دولار عدا عن أسعار الفضة التي قاربت علي ال 50 دولار محققا بذلك أعلي سعر له منذ أكثر من 30 عاما.. وكذلك ارتفاع سعر البترول إلي ما يقارب ال 130 دولاراً (مزيج برنت) وهو ما دفع البنك الدولي للإعلان عن مخاوفه من تأثير ارتفاع أسعار البترول علي معدلات النمو وتوقيع تباطؤه علي مستوي العالم نتيجة لضعف الطلب المتوقع بسبب الارتفاع الكبير في أسعاره وهو ما دعاه لمطالبة "أوبك" بضرورة رفع إنتاجها لزيادة المعروض والتأثير في ارتفاع الأسعار. وفي الحقيقة فقد توقعت شخصيا منذ أكتوبر الماضي أن يواصل الذهب ارتفاعاته واشرت إلي خطورة الشهور القادمة وتحديدها لمسار الاقتصاد العالمي وإلي حضراتكم هذا الجزء من مقالة 10 أكتوبر 2010 "في نظري الشخصي تعد الشهور القليلة القادمة أخطر فترة يمر بها الاقتصاد العالمي خلال السنوات الثلاث الماضية خاصة وأن البنوك المركزية وعلي رأسها الفيدرالي الأمريكي قد يتوجب عليها ايجاد حلول غير تقليدية للخروج بالاقتصاد العالمي من نفق الركود بتضييقها لسياستها النقدية وشبح التضخم باستمرار تثبيت أسعار الفائدة قرب الصفر تاركة المعدن الأصفر يحلق في مستويات تاريخية جديدة ليزيد من الضغوط التضخمية علي جميع الاقتصادات العالمية خاصة وأن الذهب يعد هو القائد لأسعار المواد الأولية Row Industrial Material Capital Spending كالكيماويات والأسمدة وهي كلها تعد أهم معايير قياس التضخم.. والسؤال الآن هل ستستمر تلك الارتفاعات المتتالية في أسعار الذهب وبالتالي يستمر انخفاض قيمة الدولار والذي يعد إيجابيا لجميع البورصات علي مستوي العالم خلال الفترة الحالية؟؟.. أتوقع نعم سيواصل الذهب ارتفاعاته حتي وإن تعرض لبعض عمليات جني الأرباح قصيرة الأجل". اعتقد أن كل ما يصبو إليه الفيدرالي الأمريكي خلال الفترة الحالية هو الضغط علي سعر الدولار كي ينعش الطلب علي الصادرات الأمريكية نظرا لانخفاضه أمام بقية العملات حتي وأن أدي ذلك إلي ارتفاع قياسي في أسعار جميع المواد الأولية والمقيمة بالدولار (انخفاض قيمة الدولار يجعل السلع المقيمة به ريخصة أمام العملات الأخري ومن ثم يزداد الطلب عليها وترتفع أسعارها) ومن بعدها المواد الغذائية كنتيجة طبيعية لارتفاع معدلات التضخم وقد يتساءل البعض.. وما الذي يعنينا فما يفعله الفيدرالي الأمريكي؟؟.. بالطبع الأمر يعنينا بشكل كبير فارتفاع معدلات التضخم عالميا واتجاه المركزي الأوروبي لتشديد السياسة النقدية يعني تباطؤا في معدلات النمو في منطقة اليورو وبالطبع قد يقلل هذا من الطلب علي الصادرات المصرية.. وهذا كله بخلاف ما سيصدر لنا من معدلات تضخم مرتفعة وارتفاع في أسعار المواد الأولية وأسعار السلع الغذائية بشكل مخيف!!.. عدا عن أن انخفاض قيمة الدولار قد يخفض من قيمة