وتوقع ثلثي المشاركين في استطلاع للرأي إفلاس اليونان، الا ان اغلبية من هؤلاء توقعت ان تتمكن العملة الاوروبية الموحدة، اليورو، من تجاوز الازمة الراهنة. وكانت ازمة اليورو بدأت مع الصعوبات التي واجهتها اليونان في سداد اقساط ديونها ما اضطر الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي الي توفير قروض انقاذ عاجلة لها. ومنذ انقاذ اليونان، طلبت الجمهورية الايرلندية كذلك مساعدات مالية، كما تبدو البرتغال في طريقها لمواجهة المصير ذاته. ويعد هؤلاء الاقتصاديون الذين تم استطلاع اراءهم معنيون بمنطقة اليورو ويستطلع البنك المركزي الاوروبي اراءهم كل ثلاثة اشهر، ومن ثم لديهم القدرة علي توقع مسار الاوضاع في منطقة اليورو. وتوقعت اغلبية الاقتصاديين ان حكومة واحدة علي الاقل ستشهر الافلاس، لكن مع ذلك ستظل منطقة دول اليورو متماسكة. واكدوا ان اليونان لن تتمكن علي الارجح من سداد كل ديونها، ومن بينهم جابرييل شتاين من مؤسسة ابحاث لومبارد ستريت في لندن. واكد ان اليونان مفلسة في الواقع، وستتخلف عن سداد ديونها لانه ليس هناك من سبيل لتحقيق الاهداف المالية ونسب النمو المطلوبة كي لا تفلس وكي تتمكن من الاستمرار في سداد الديون. الا ان ماسيميليانو مارشلينو، رئيس قسم الاقتصاد في معهد الجامعة الاوروبية في فلورنسا، يقول انه لن يكون هناك افلاس. ويري ان الدول التي تعاني من اسوأ الاوضاع صغيرة بالقدر الذي يسمح بانقاذها وهناك دعم سياسي كاف لذلك. وقال مرشلينو ان من الافضل طبعا السماح بالافلاس، لكن ذلك ليس الوقت المناسب سياسيا ولا اقتصاديا للبحث في مسألة الافلاس. ويري مارشلينو ان اليونان وايرلندا والبرتغال اقتصادات صغيرةالا ان هناك مخاوف في الاسواق المالية بشأن دول اخري ايضا. وتوقع بعض الاقتصاديين افلاس اقتصادات كبيرة يمكن ان ترهق موارد الاتحاد الاوروبي والتزامه السياسي باستقرار منطقة اليورو، اذ توقع اثنان افلاس ايطاليا وتوقع واحد افلاس اسبانيا. فوجهة النظر الغالبة من الاقتصاديين الذين تم استطلاع أراءهم ان اليونان ستفلس مع اقلية معقولة تتوقع ما هو اكثر. وقال ديدييه ديوريه، كبير مسؤولي الاستثمار في بنك ايه بي ان امرو، ان منطقة اليورو لن تتفكك. واضاف أن المشكلة ببساطة ان كلفة ذلك المباشرة وغير المباشرة كبيرة جدا بالمعايير الكمية. لكن اذا اضفنا التبعات السياسية فسيكون لها اثار تاريخية هائلة علي أوروبا وسيكون علينا التخلي عن الملاذ الجيوسياسي الآمن الذي تمثله اوروبا. الا ان مجموعة صغيرة من المشاركين في الاستطلاع لم تتفق مع وجهة النظر تلك، ومنهم هايكي تايميو من معهد العمال للبحوث الاقتصادية في هلسنكي. ويقول تايميو انه سيكون هناك تفاوت كبير بين الشمال والجنوب، ولن تستطيع بعض الدول في الشمال الاوروبي تحمل ذلك، في لحظة ليست بعدية الأمد. ويضيف انه سيعني ذلك رفض بعض الدول في الجنوب، وقبل ان يحدث ذلك سنشهد كل اشكال الجهود للحفاظ علي الاتحاد الاوروبي متماسكا.