تحتفل القوات المسلحة في يوم 9 مارس من كل عام بيوم الشهيد حيث توجه في صباح هذا اليوم عام 69 الفريق عبدالمنعم رياض رئيس اركان حرب القوات المسلحة لزيارة ابنائه في جبهة القتال بمدينة الاسماعلية حيث الجيش الثاني الميداني والوقوف علي استعداتهم القتالية حيث كانت حرب الاستنزاف مستعرة لتكبد العدو اكبر قدر من الخسائر وتستنزف قدراته القتالية. واثناء ذلك وقع قصف المدفعية واصيب الفريق عبدالمنعم رياض واصيب معه اللواء عدلي سعيد قائد الجيش الثاني الميداني اصابة جثيمة استدعت نقلهم الي مستشفي الاسماعلية حيث فارق القائد البطل الحياة اثناء نقله وخرج شعب مصر يودعه اثناء تشييع جنازته بكل التقدير والتكريم والاحترام المملوء بالحزن والاسي العميق علي هذا البطل المغوار ومنذ ذلك الحين اصبح يوم 9 مارس هو يوم الشهيد تعبيرا عن صادق الاحترام للروح العسكرية المصرية التي تتطلب من كل قائد مهم كانت رتبته ان يضرب القدوة والمثل الاعلي حتي الاستشهاد بين جنوده. ويحدثنا الرسول الكريم "صلي الله عليه وسلم" عن قادة المسلمين الذين تولو قيادة سرية مؤتة ولقوا ربهم وهم "زيد بن حارثة" ثم تبعه "جعفر بن ابي طالب" وآخرهم "عبدالله بن رواحة" الذين لقوا ربهم شهداء في سبيله وكانت خير تحية توجه لذكراهم كلمات الرسول (صلي الله عليه وسلم) لقد رفعوا إلي الجنة ويقول المشير حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة في كلمته التي يفتتح بها اصدار مجلة الوفاء التي تصدرها جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب التي يرأسها اللواء محمود الميهي ان تضحيات مصر عبر العصور هي التي ابقت مصر دولة مستقرة محافظة علي كل شبر من ارضها الطاهرة وكان لتعدد الحروب اثارها علي ابناء اعزاء في القوات المسلحة وفي هذه المناسبة والذكري الخالدة اوجه تحية وتقدير لكل روح شهيد ضحي بنفسه من اجل مصر. "ويقول الفريق سامي عنان رئيس اركان حرب للقوات المسلحة في نفس الاصدار تحية تقدير لكل شهيد ضحي بروحه في سبيل تراب وطنه وتحية الي ابناء القوات المسلحة الذين عاهدوا الله والوطن علي التضحية من اجل ان تظل راية مصر خفاقة". من هنا فإن الشعب المصري في هذه الذكري الخالدة يحفظ لقواته المسلحة عظيم التضحية والوفاء ويري شهداءها نجوما ساطعة في سماء العزة والكرامة ويتقدم بكل فئاته بالتحية والعرفان لرجالنا الابطال في تلك المؤسسة الوطنية العريقة ذاكرين لهم عظيم جميلهم ورائع بطولتهم ونعاهدهم بأن نحافظ علي وحدة الصف ووحدة الهدف باذلين كل جهد من اجل دفع عجلة الانتاج مدافعين عن تراب مصر وحدودها متكاتفين امام المحاولات الكثيرة لاحداث الفتنة والشقاق بين فئات المجتمع مؤمنين بان تقدمهم البلدان لا يكون الا بالعلم وبوحدة الصف خلف هدف أسمي وأكبر وهو عظمة مصر وعلوها وتقدمها. إن الشعب المصري الطيب لا ينسي لأبنائه من القادة والأفراد من رجال القوات المسلحة دورهم الرائع في الدفاع عن ترابه ومقدراته سواء في السلم أو في الحرب وأدائهم الرائع في التعامل مع ما يكلفه به من مهام في مختلف الميادين وقد استطاعت القوات المسلحة أن تقدم القدوة الطيبة والمثل الأعلي في الالتزام والدقة في جميع المجالات الطبية والتعليمية والرياضية والأكاديمية والتعامل مع الأزمات ومن خلال الخدمة الوطنية في المساعدة في تخفيف المعاناة عن شعب مصر إلي جانب قيامها بإنشاء العديد من الطرق والكباري والمطارات بأعلي درجات الجودة والتقنية العالمية والاتقان الفني في مختلف المراحل فالقوات المسلحة هي الدرع الواقي لمصر والمصريين تقدم كل يوم النموذج الرائع في الأداء وتضرب المثل الأعلي في الوطنية ونكران الذات ورفع مصر فوق جميع الاعتبارات وكل ما نطلبه الآن من شعب مصر العظيم أن يقف صفا واحدا بكل فئاته وقواه السياسية المختلفة خلف المجلس الأعلي في تلك المرحلة الفاصلة من مراحل العمل الوطني المصيري التي تمر بها البلاد لترسيخ معني حقيقي واصيل وهو أن القوات المسلحة هي قوات الشعب المعبرة عن آماله وطموحاته وأن ثورة 25 يناير التي بهرت العالم بقوتها وإصرارها علي الحرية والعدل والمساواة لقادرة علي إكمال مسيرة التقدم نحو غد أفضل بفضل تحضرها ورقيها وتميزها. إن شعب مصر الطيب الأصيل لن تمحي من ذاكرته أبد الدهر صورة عضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة وهو يؤدي التحية العسكرية لشهداء مصر من شباب ثورة 25 يناير وها نحن نقف جميعا لنؤدي التحية لشهداء القوات المسلحة في يومهم وكذلك للأبطال من المحاربين القدامي ومصابي الحروب فلهم جميعا منا كل التقدير والتحية وأكاليل الزهور العطرة.