بعد حوادث الطرق "والخرتية" وقلة الوعي السياحي لدي البعض.. والمشاكل الأخري التي تهدد ازدهار السياحة في مصر.. دخلت مشاكل أخري جديدة ناتجة أولا عن الإهمال الجسيم لتنضم إلي المعوقات التي تهدد تدفق السائحين لمصر.. وسائل الإهمال خلال الفترة الأخيرة تسببت في تلوث أهم مصادر الجذب السياحي وهي الشواطئ التي يعتمد عليها المقصد المصري في عمليات الترويج السياحي بالخارج خاصة التلوث بنوعيه البيئي والبترولي الذي بات يهدد الشواطئ المصرية في المناطق السياحية المختلفة. كان آخرها سمكة القرش التي هاجمت عدداً من السائحين في شواطئ شرم الشيخ وتسببت في تعرضهم لإصابات بالغة الخطورة. وذلك نتيجة توحش أسماك القرش في تلك المنطقة بعد تناولها خراف نافقة ألقتها سفينة أردنية قبل عيد الأضحي. منظمة السياحة العالمية دقت مؤخرا ناقوس الخطر حول مخاطر هذا التلوث وفقدان التنوع البيولوجي لهذه الشواطئ مؤكدة ضرورة أن ينتبه العالم إلي خطورة المخلفات والانبعاثات الكربونية واختارت المنظمة أن يكون الاحتفال بيوم السياحة العالمي الذي أقيم مؤخرا يحمل شعار" السياحة والتنوع البيولوجي" وذلك لتوعية سائحي العالم بمخاطر تلك القضية. وتوافقاً مع هذا الشعار اختصت مصر بمبادرة هي الأولي من نوعها عن باقي دول العالم وهي عمل مسح شامل لشواطيء البحر الأحمر وإزالة جميع المخلفات الصلبة والزيوت البترولية التي تقع بمياهه والتي تعوق الحياة البحرية بها للحفاظ علي الشعب المرجانية والكائنات البحرية حيث بدأت المبادرة من مدينة شرم الشيخ والتي شهدت عمليات تنظيف شواطئ 27 مركز غوص بمشاركة 600 متطوع أغلبهم سياح أجانب. ومن جانبه يؤكد اللواء محمد شوشة محافظ جنوبسيناء أن الحفاظ علي شواطئ جنوبسيناء التي تعد مصدر الجذب السياحي الأول من أية ملوثات بحرية أو بيئية أو بترولية أو جوية هو أهم ما نركز عليه حاليا في جميع أنحاء المحافظة مشيرا إلي أن المحافظة خصصت مؤخرا قطعة أرض لإنشاء مركز بيئي متكامل في مدينة الطور لمكافحة التلوث البحري والتعامل مع أي مشاكل تحدث في خليجي السويس والعقبة كإجراء وقائي للتعامل مع أي ملوثات قد تحدث لشواطئ جنوبسيناء وكذلك للحفاظ علي المكانة المرموقة التي وصلت إليها مدينة شرم الشيخ. ويضيف المحافظ أن غرفة فنادق جنوبسيناء ستقوم بالتنسيق مع المسئولين بوزارة البيئة وشركة الخدمات البترولية لتعميم حقيبة تطهير الملوثات البترولية والتي تتشابه مع حقيبة الإسعافات الأولية بقانون المرور الجديد علي جميع الفنادق ومراكز الغوص بالمحافظة للتعامل مع حوادث فجائية لحين وصول البلاغ من المنشأة إلي مركز مكافحة التلوث بشرم الشيخ، مؤكدا علي أهمية وجود هذه الحقيبة والتي لا يتجاوز سعرها ألف جنيه خاصة في الحالات البسيطة. ويشير المحافظ إلي أنه تم الاتفاق أيضا مع المسئولين بوزارة البيئة وشركة الخدمات البترولية علي تدريب العاملين بالمنشآت السياحية علي التعامل مع هذه الحوادث خاصة مهاجمة أسماك القرش للسائحين من خلال حقيبة الإسعافات أو تطهير الملوثات والتي لا تقل في أهميتها عن حوادث الدفاع المدني. ويشدد المحافظ علي ضرورة نشر ثقافة الوعي البيئي في المجتمع السياحي ككل خاصة أن أي كارثة ستحدث علي هذه الشواطئ سيكون لها تأثير سلبي علي قطاع السياحة بالمنطقة كلها وسيتسبب في قتل الدجاج التي تبيض ذهبا. أول مشروع المهندس أحمد بلبع رئيس غرفة فنادق جنوبسيناء يؤكد أن الغرفة قررت البدء في تنفيذ أول مشروع تدريبي للعاملين بالمنشآت الفندقية بالمنطقة علي كيفية التعامل مع الملوثات البترولية واستخدام الأسلوب الأمثل للحماية والوقاية في حالة حدوث تسرب إلي الشواطئ من جميع السفن التي تمر بخليج العقبة والبحر الأحمر. مؤكدا علي ضرورة تكاتف الجميع سواء من الأجهزة الحكومية المتمثلة في محافظة جنوبسيناء ووزارتي البيئة والبترول أو من القطاع الخاص المتمثل في غرفة الفنادق والمستثمرين السياحيين بالمنطقة لمكافحة ظاهرة التلوث البحري في حالة حدوثه والعمل علي وقاية شواطئ المنشآت السياحية من التأثيرات السلبية للملوثات البترولية والبيئية التي قد تتعرض لها من جراء تسرب أية زيوت أو مواد بترولية تتسبب في تدمير الشعاب المرجانية نتيجة مرور السفن والمراكب في خليج العقبة والسويس. ومنها السفينة الأردنية التي ألقت بخراف تسببت في توحش أسماك القرش ومهاجمة السائحين وإصابة ثلاث سائحات روسيات وبتر بعض أطرافهن. خط الدفاع الأول ويوضح محمود إسماعيل رئيس الإدارة المركزية للأزمات والكوارث البيئية بوزارة البيئة أننا سنسعي بكل السبل