انتقلت عدوي حوادث الطرق من الميكروباص والسيارات النقل والأتوبيسات لتنتقل إلي المركبات السياحية حتي أصبحت تضاهي حوادث النقل الخاص والعام في جميع ظروفها وملابساتها رغم كل الإجراءات التي اتخذتها وزارة السياحة وغرفة الشركات للحد من هذه الظاهرة. وقد فتح الحادث المأساوي الذي وقع مؤخرا لأتوبيس سياحي بطريق أبوزنيمة رأس سدر بجنوب سيناء والذي راح ضحيته 8 أجانب ومصري وأصيب 28 آخرون الباب مرة ثانية حول مدي جدية الإجراءات التي اتخذتها وزارة السياحة بالتنسيق مع غرفة شركات السياحة فيما يتعلق بحوادث المركبات السياحية علي الطرق الرئيسية والتي أصبحت أبرز وسائل الدعاية السلبية للسياحة المصرية. وفي الوقت الذي اعتبرت فيه وزارة السياحة أن الإجراءات والضوابط التي وضعتها بالتعاون مع غرفة شركات السياحة خطوة مهمة في سبيل تطبيق معايير السلامة في تلك المركبات السياحية. إلا أن الحادث الأخير كشف عن وجود ثغرات وخروقات في تطبيق تلك القواعد أهمها أن بعض سائقي الأتوبيسات السياحية يتحايلون علي محدد السرعة وإبطال مفعوله من خلال جهاز يباع بالأسواق ب 45 جنيها حتي يقطع المسافة في أسرع وقت ممكن. كما تشير الاحصائيات إلي أن ضحايا حوادث النقل السياحي في مصر أصبحت تفوق معدلات ضحايا حوادث الإرهاب خاصة أن مسلسل الحوادث لايزال مستمرا وهو ما يؤكد أنه من أكبر المخاطر التي تهدد السياحة المصرية. "الأسبوعي" رصد آراء الخبراء والمسئولين حول هذه الظاهرة التي أصبحت تهدد مسيرة السياحة المصرية وكذلك الإجراءات التي اتخذتها الوزارة والغرفة للحد من هذه الحوادث. في البداية تشير الأرقام والاحصائيات التي أعدها المهندس عصام شرف وزير النقل السابق إلي أن خسائرنا من نزيف الأسفلت واستنزاف المال العام تصل إلي 4 مليارات جنيه سنويا أي ما يعادل 3% من إجمالي الناتج القومي وأن حوادث السيارات عندنا أعلي من المعدلات العالمية. أما بالنسبة لحوادث الأتوبيسات والمركبات السياحية فإننا لا ننكر أنها انخفضت قليلا خلال العام الماضي والربع الأول من العام الحالي الذي شهد حادثين فقط هما الأتوبيس السياحي الذي احترق في الغردقة خلال رحلة سياحية من الغردقة إلي الأقصر والذي ضرب فيه المرشد السياحي الشهيد سيد محمد أحمد أروع مثل للبطولة والفداء والوطنية بعد أن أصر علي ألا يغادر الأتوبيس عقب انقلابه إلا بعد انقاذ ركابه من السائحين واستطاع انقاذهم بالفعل وإصاباتهم كانت طفيفة.. ولكن القدر لم يمهله حيث انفجر به الأتوبيس قبل أن يتمكن من مغادرته في موقف بطولي فريد. بالإضافة إلي حادث الأتوبيس السياحي رقم 5069 سياحة القاهرة الذي انقلب علي طريق رأس سدر أبوزنيمة بعد اشتعال النيران فيه وأسفر عنه إصابة 8 حالات من جنسيات مختلفة وحالة واحدة مصرية وإصابة 28 آخرين من جنسيات مختلفة. وحدة تفتيش وتتمثل الإجراءات كما يقول رياض قابيل أمين غرفة شركات السياحة في قيام غرفة شركات السياحة وبالتعاون مع وزارتي السياحة والداخلية في تشغيل وحدة التفتيش المتنقلة والمختصة بفحص المركبة السياحية والسائق للتأكد من توافر عنصري الأمن والمتانة وذلك للحد من حوادث السيارات السياحية مشيرا إلي أن الوحدة الجديدة عبارة عن سيارة مجهزة بأحدث الأجهزة الفنية للكشف عن عادم السيارات وإطاراتها والموتور وأجهزتها المختلفة. كما تستخدم الوحدة أحدث الطرق العالمية للكشف علي المخدرات عن طريق التفتيش للتأكد من سلامة السائق. وتضم الوحدة التي تقوم بتشغيلها شركة SGS.