منازل عزبة أبو شاش تشبه الحظائر ولكنها مغطاة بأطباق "الدش" بعد أن أوضحت نتائج المسح الأساسي الذي قام به مركز العقد الاجتماعي، الذي يهدف إلي توضيح مؤشرات التنمية البشرية، قبل بدء تنفيذ المرحلة الأولي من مبادرة "الألف قرية الأكثر فقراً"، بأن قري الوجه القبلي هي الأكثر فقرا بينما قري محافظة البحيرة الشرقية هي الأقل فقر، تجول "الأسبوعي" داخل بعض قري محافظة الشرقية، ليرصد حال تلك القري الأقل فقرا علي مستوي محافظات مصر ليتعرف علي طبيعة احتياجاتهم وما الذي ينقصهم ليتخطوا مرحلة الاحتياج لمبادرة الألف قرية الفقيرة، وهل يعلمون عن وجود تلك المبادرة أم لا؟ بداية الجولة كانت داخل قري مركز مدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية، وتحديدا داخل قرية المعالي التي جاء اسمها من وجود الكثير من أبنائها في المركز والوظائف الرفيعة والعالية سواء في الشرطة أو الجيش أو الطب والهندسة، وبمجرد نزول القرية كانت شكوي الأهالي من عدم استكمال بناء المدرسة الابتدائية الوحيدة بالقرية، بعد أن صدر قرار بإزالتها منذ أربعة أعوام، حيث أشارت نجلاء فتحي إحدي ربات البيوت ووالدة تلميذ بالصف الأول الابتدائي، بأنها تعيش حالة من الضيق نتيجة رغبتها لتعليم طفلها ولكن حالة المدرسة لا تسمح وبالسؤال عن المدرسة التي ذهب إليها الأطفال بعد قرار إزالة مدرستهم، أفادت بأن الطلبة بالمرحلة الابتدائية يدرسون بدار المناسبات الخاصة بالقرية علي فترتين صباحية ومسائية، وأضافت أن المعاناة تشتد أكثر من غياب المدرسين عن أداء دورهم التعليمي، حيث تجلس المدرسة بالفصل لتقوم بتنظيف الخضار ولا تعلم الأطفال شيئا لدرجة أن التاريخ المكتوب علي السبورة لم يتغير منذ يوم 3 أكتوبر، وتضيف نجلاء عندما واجهتها قالت لها المدرسة التعليم بالمدرسة لن يجدي ولابد من أن تعطي طفلك درسا خاصا. وتضيف والدة الطفل: كيف يعقل ان يأخذ طفل عمره 6 سنوات درسا خاصا، خاصة وأن دخل زوجي لا يتعدي 500 جنيه موضحة أنه في حالة حدوث حالة عزاء بدار المناسبات التي يذهب إليها الطلبة يتم الغاء اليوم الدراسي لأخذ واجب العزاء بالدار، وبالذهاب لموقع المدرسة وجدته عبارة عن فناء خال يلعب به الأطفال كرة القدم، وممتلئاً بمخلفات المواشي التي يربطها أبناء القرية به، بالاضافة إلي أن الفناء يتحول ليلا لقاعة لأفراح أهل القرية. وأضافت مي محمد قايد من أبناء القرية وطالبة بجامعة الزقازيق، انه لا يوجد علي مستوي مركز منيا القمح سوي مدرسة ثانوي وحيدة بالمركز وأن جميع أبناء القري التي يزيد عددها علي ال 50 قرية يذهبون لمدرسة المركز. مساجد مهددة بالسقوط وبالتجول قرب مسجد القرية الكبيرة أكد رأفت عبد التواب أحد أبناء القرية، بأن جميع أهالي القرية يصلون تحت مبني المسجد الذي صدر قرار بأنه معرض للسقوط في أي وقت، وعن حال فلاحو القرية. أضاف عبدالتواب، بأن الحالة سيئة ولا يسأل أحد عن المزارعين، خاصة بعد صدور قرار بعدم زراعة الأرز، مما جعل الفلاحين يقومون بتبوير أرضهم لعدم رغبتهم بزراعة الذرة المرتفع التكاليف وقليل الناتج. وبالسؤال عن حال شباب القرية أوضح كمال علي أحد شباب القرية، أن الشباب لا يجدون العمل المناسب بعد تخرجهم، وإن وجدوا تكون الرواتب ضئيلة في مصانع العاشر من رمضان، بالإضافة إلي عمل أغلبهم كباعة جائلين بالصابون والملح، وبالذهاب لمركز شباب القرية،و جدته مبني صغيراً مساحته 11م، 12م، بالإضافة لوجود العديد من الشروخ الموجودة بجدرانه. وأوضح محمود عبدالحميد مشرف نشاط وسائل تعليمية بالقرية، بأن المبني تم إخلائه لعدم توافر الشروط التي تجعله مركز شباب، وأشار محمود إلي كارثة أخري يعيشها أهل القرية، وهي وجود أسلاك التيار الكهربائي بالقرية ذات ال 3000 فولت، علي ارتفاع 10 أمتار من سطح الأرض، لدرجة تعوق سكان القرية من إدخال عدادت الكهرباء أو بناء أدوار مرتفعة من المنازل، فضلا عن الخطر المحدق الذي يحدث عنما تحدث "قفلة" ويتطاير الشرر من الأسلاك علي المنازل لقربها الشديد منها.