العطور من أكثر الأشياء التي تحظي باهتمام الأفراد حول العالم من الرجال بصفة عامة والنساء علي وجه التحديد ويدخل في صناعتها أنواع أساسية من الزهور والنباتات العطرية التي تحمل بداخلها يوت وعصارات تتميز بأزكي الروائح. ومصر من البلاد التي اشتهرت منذ قرون وتحديدا من العصر الفرعوني باهتمامها بزراعة هذه النباتات واستخلاص العطور منها وإنتاج أفضل أنواع الروائح. ولكن ومع مرور العقود تلو العقود بدأت هذه الصناعة في التدهور في مصر مقارنة بغيرها من البلاد التي أصبحت تهتم بها في الوقت المعاصر حتي اقتصرت علي مجرد زراعة عدد من النباتات العطرية والزهور التي تدخل في صناعة هذه العطور ثم تصديرها كمواد أولية دون القيام بتصنيعها بأي شكل يذكر وبالتالي لا نستفيد كثيرا بالقيمة المضافة عن تصنيعها وتحويلها إلي عطور وبرفانات. بداية أوضح لنا وليد عوض مدير محال البدري للعطور أن مصر تزرع كلا من "زهور الياسمين والليمون، والبرتقال والبردقوش ثم تصنع كل هذه الزهور وترسل إلي أوروبا علي شكل عجينة وزيت عطري لتبدأ كبري شركات العطور الأوروبية في تكريرها ومعالجتها لتصنيع وإنتاج زجاجات "البارفان" والتي تحمل اسم احد بيوت الأزياء العالمية. وفيما يتعلق بالزهور التي نقوم بتصديرها يقول عوض هناك بورصة تتحكم بأسعارها عالميا ثم نعود نحن أصحاب المحال التي تقوم علي تركيب العطور باستيراد المواد الأساسية من عدد من الدول وبأسعار تختلف من نوع لآخر ولكن بالإجمال فإن سعر المادة التي يتم تصديرها تعد أغلي يتم من تلك التي نستوردها لأن المادة المصدرة فتكون حاملة للأسنس المركز بنسبة 100% أما المواد التي نجلبها من الخارج تكون قد حوت بداخلها كميات من المواد الكيميائية والتي تعمل العجينة العطرية علي تخفيف الأسنس وجعله موجودا بنسبة بسيطة داخل المركب فيتحول لتر من الأسانس إلي عدد من الكيلو وات من المادة العطرية كما أنهم يقومون ببيع العجينة بدرجات من التركيز تتراوح ما بين خفيف ووسط وثقيل. ونحن في مصر وللأسف لا نقوم بتصنيع أي مادة عطرية بشكل كامل ولكن نحن شطار في الاستهلاك فقط. عيوب التعليب ويقول د.خالد ناجي رئيس قسم بحوث هندسة التصنيع والتعبئة والتغليف في مركز البحوث الزراعية إن هناك نسبة تتراوح ما بين 20 إلي 40% من محصول النباتات العطرية تدخل في الهالك ولا يعرف الفلاح أو صاحب الأرض كيف يمكنه الاستفادة من هذه المخلفات في استخراج مواد عطرية أو غيرها كما أنه لا يوجد لدينا آلات أو تقنيات للتعامل مع هذا الهالك والاستفادة منه بالاضافة لوجود مشكلة أكثر تعقيدا وهي أن مصنعي العبوات يقومون بصناعة العلب والأكياس دون الكفاءة المطلوبة لحفظ هذه المواد والتي تتمثل أهميتها في الزيوت الطيارة التي تحتويها والتي تمثل أساس المادة العطرية في بعض الأحيان مما يؤدي إلي ضعف المحاصيل المصرية المصدرة وناتجها مقارنة بغيرها. وكشف د.ناجي عن قيام مركز البحوث الزراعية بتنظيم ملتقي عربي حول تقنيات منظومة التعبئة والتغليف لتنمية صادرات الوطن العربي من النباتات الطبية والعطرية والذي يهدف إلي البحث وراء أحدث التقنيات العلمية العالمية في مجال التعبئة والتغليف للحفاظ علي الجودة العالية للمنتجات لأطول فترة ممكنة مما يساعدها علي فتح أسواق عالمية جديدة.