تعتبر صناعة العطور من أقدم الصناعات في التاريخ التي تعتمد في الأصل علي الطبقات الراقية التي تستخدمه كنوع من الرفاهية المطلوبة وكانعكاس للذوق الراقي وتحضر الإنسان مما ربطه دائما ببيوت الأزياء العالمية التي تحرص علي تقديم عطرها السنوي في تنافس كبير بينها لإثبات ذوقها والحفاظ علي سمعتها في الأسواق العالمية مستخدمة في ذلك أشهر مشاهير العالم بجميع المجالات من فن ورياضة وغيرها حتي إن بعض هؤلاء النجوم يسعون للترويج لبعض الماركات بعينها بينما يفضل الآخر إنتاج خطوط للعطور خاصة به وتحمل اسمه وهو دليل كبير علي مدي أهمية " البرفيوم " أو العطور الراقية في حياتنا وارتباطها بمدي رقي الإنسان ودليل علي حسن إختياره وذوقه الرفيع . ويقدم كتاب " رائحة الكمال ، صناعة العطور في باريس ونيويورك " نبذة عن تاريخ تلك الصناعة الراقية خاصة في عواصم الموضة العالمية مثل باريس ونيويورك وروما التي تضم المراكز الرئيسية لأبرز بيوت الأزياء وأكثرها رقيا ، ويشير التاريخ وعلماء الآثار إلي ان تلك الصناعة بدأت في قبل أريعة الالاف عام في قبرص والبلاد العربية والهند وبلاد فارس حيث أبرزت الآثار القديمة تلك الصناعة وكيفية تصنيعها في قوارير علي غرار الموجودة حاليا ولكن بطريقة بدائية بالتأكيد مستخدمين في تصنيعها الأعشاب والزهور مثل والتوابل مثل اللوز والكزبرة والكريب وغيرها ، وقد دخلت العطور أوروبا في مرحلة متأخرة بعد ذلك نتيجة الفتوحات الإسلامية بالأندلس بحسب كتب التاريخ . واستعان الكتاب بتجربة الممثلة الأمريكية الشهيرة سارة جيسيكا باركر التي تنتج خطا لإنتاج العطور باسمها يصنف كأبرز العطور في العالم وأفضلها حيث أثيرت حوله العديد من الدعايا الكبري فور صدوره لتتفوق علي نجمات غيرها في هذا المجال علي سبيل المثال لا الحصر النجمتين جينفر لوبيز وفيكتوريا بيكهام وبريتني سبيرز . وقد انتقد الكتاب طريقة الإعلانات الترويجية في الوقت الحالي التي تعتمد علي الإبتذال في طريقة عرض المنتجات مثل إظهار إمرأة لم تستحم منذ فترة ثم تضع العطر فكأن شيئا لم يكن وغيرها كثير من الإعلانات المقززة وغير المحببة للمشاهد التي قد تلفت النظر ولكنها تترك أثرا سيئا لدي المتلقي إلا أن جيسيكا باركر تمكنت من الترويج للعطر دون ابتذال وبطريقة بسيطة ولطيفة حترمة وهو ما ساهم في شعبية العطر الخاص بها والذي يحمل اسم " كوفيت " قبل اسمها . من جانب آخر يستعرض الكتاب كيف نجحت بيوت الأزياء خلال العام الفائت تحديدا من تحسين مستوي منتجاتها بشكل جعلها أكثر رقيا بكثير من ذي قبل وهذا نتيجة الأزمة العالمية وتصارع تلك الشركات علي الفوز بالمستهلكين في السوق العالمية وهو الشيء الذي أنشأ نوعا من الصراع والتنافس الصحي بين بيوت الأزياء في باريس ونيويورك علي وجه الخصوص انعكس أيضا علي الدعاية وطريقة عرضها ففي حين تراجع إعلان كالذي قدمته النجمة إيفا مندز التي ظهرت عارية تماما فيه وهي تروج لعطر " كالفن كلاين " الشهير انحصرت تلك الموجة لتظهر إعلانات أخري أكثر لطفا وجاذبية لجميع شرائح المجتمع بمختلف أعماره وهو الانتقاد الذي كان يوجه لإعلان إيفا مندز الذي أثار موجة كبيرة من النقد أدت إلي رفعه من العديد من القنوات الفضائية بأوروبا والولايات المتحدة .