ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن إسرائيل تسعي للإفراج عن مواطن أمريكي حكم عليه بالسجن المؤبد لتجسسه لصالح إسرائيل وذلك مقابل تقديم تنازلات في مفاوضات السلام مع الفلسطينيين بما في ذلك تجميد توسيع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة. قالت الصحيفة نقلا عن إذاعة إسرائيل إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أجري اتصالات بواشنطن للتوصل إلي اتفاق لتمديد التجميد المؤقت لبناء المزيد من المستوطنات الإسرائيلية مقابل الإفراج عن جوناثان بولارد محلل الاستخبارات السابق في البحرية الأمريكية الذي أدين بالتجسس لصالح إسرائيل في عام 198، وأشارت الجارديان إلي أن نتنياهو طالما سعي للإفراج عن بولارد ولكنه هذه المرة يريد استغلال هذه الصفقة لكسب تأييد اليمين في حكومته في حال قيامه بتنازلات في المفاوضات مع الفلسطينيين. قالت الصحيفة أيضا إن نتنياهو أرسل وسيطا لم يتم الكشف عن اسمه لاستطلاع رأي إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول الاقتراح ولكن لم يصل الرد علي الاقتراح حتي الآن.. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو طلب من الوسيط مفاتحة الإدارة الأمريكية بصورة "سرية وغير رسمية". نقلت الصحيفة عن داني دايان رئيس مجلس المستوطنين اليهود موقفه حول هذه الصفقة فقال: إن الفكرة تعد بمثابة شكل من أشكال الابتزاز القبيح، وبهذه الطريقة هل ينبغي أن نتنازل عن مرتفعات الجولان في مقابل الجندي الإسرائيلي المختطف من قبل حركة حماس جلعاد شاليط؟ أوضحت الصحيفة أنه من المتوقع أن تواجه الصفقة معارضة شديدة من قبل أجهزة الاستخبارات الأمريكية التي رفضت أي محاولات للإفراج عن بولارد في السابق. قالت الصحيفة إن القادة الإسرائيليين ضغطوا باستمرار من أجل الإفراج عن بولارد مثلما حدث في محادثات السلام عام 1998 عندما قال نتنياهو للرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون إنه إذا وقعنا اتفاقا مع عرفات أتوقع أن يكون هناك عفو عن بولارد. وصرح كلينتون في وقت لاحق أنه كان يفكر في إطلاق سراح بولارد ولكن أجهزة الاستخبارات الأمريكية وبشكل خاص المدير السابق للسي آي ايه جورج تينيت عارض بشدة هذه الفكرة. ما يهمنا في هذه القصة هو أن موقف الحكومة الاسرائيلية من الاستيطان قابل للخلخلة رغم ما يظهر من تشدد واضح بسبب ضغوط المستوطنين في الأرض المحتلة ، الحكومة الاسرائيلية لن تستطيع الي ما لا نهاية مقاومة الضغوط الدولية المناهضة والرافضة للاستيطان المؤيدة بقوة من الادارة الأمريكية التي تسعي لدفع الأطراف لايجاد تسوية سلمية عن طريق المفاوضات فيما وصفت التسوية صراحة ولأول مرة بأنها تحقق مصلحة أمريكية . المماطلة الاسرائيلية يبدو أنها أسلوب اسرائيلي متبع في المفاوضات للحصول علي أكبر قدر من التنازلات من الطرف الآخر، أو دفعه للانسحاب وتحميله مسئولية الفشل امام الأمريكيين والمجتمع الدولي . ان قضية الاستيطان سوف تحسمها التسوية النهائية، والاسرائيليون يعرفون أن عليهم سحب المستوطنين من الأراضي المحتلة في نهاية المطاف، لكن ذلك مرهون ببداية ظهور ملامح اتفاق يرضي عنه الطرفان.