تفاءل المصريون كثيرا بما حدث في حزب الوفد في انتخاباته الأخيرة التي أسفرت عن فوز د. السيد البدوي برئاسة الحزب أمام منافسه السيد محمود أباظة.. كانت الانتخابات صورة طيبة لحزب عريق كان له دوره في تاريخ مصر السياسي.. كانت هناك تجارب سابقة أدت إلي تراجع دور الحزب في الشارع المصري وجاءت الانتخابات الأخيرة لتفتح أبواب الأمل أمام مرحلة جديدة أكثر تأثيرا في تاريخ الوفد.. وفي الأيام الأخيرة ظهرت سحابات أحاطت بالحزب العريق خاصة انه شهد قدرا كبيرا من الحيوية منذ تولي الدكتور البدوي مسئوليته.. عادت صور الخلافات القديمة تطل مرة أخري، ولاشك أنها ستكون خسارة كبيرة للوفد الحزب والحياة السياسية في مصر إذا عاد الوفد إلي سيرته الأولي أيام الصراعات والخلافات والمعارك.. أننا حريصون علي وحدة الوفد خاصة أننا أمام انتخابات برلمانية أصبحت علي الأبواب وهناك انتخابات رئاسية في العام القادم والشارع السياسي المصري في حاجة إلي جماهير الوفد وتأثيره ولا أتصور أن تعود الصراعات مرة أخري.. في الصراعات السابقة احترق مقر الوفد وأدت الصراعات إلي وقوف قياداته أمام المحاكم وهذه الظواهر السلبية لا تتناسب أبدا مع أعرق الأحزاب المصرية وأكثرها أثرا وأعمقها تاريخا.. إن السحابات التي تطل الآن في حزب الوفد لابد وأن تختفي خاصة أن القائمين علي الحزب سواء د. البدوي أو السيد أباظة يدركون أن المرحلة تحتاج إلي جهودنا جميعا لأن انفراد الحزب الوطني بالساحة السياسية يمثل خطرا حقيقيا علي التجربة الديمقراطية في مصر.. إن الشارع المصري يحتاج إلي حزب سياسي كبير يواجه حزب الأغلبية ولا شك أن الوفد يستطيع أن يملأ هذا الفراغ.. إن اختفاء حزب الوفد مرة أخري أمام الصراعات والمعارك سوف يضر بالجميع والضرر الأكبر سيكون علي مستقبل الحريات في مصر في ظل سيطرة الحزب الواحد.