ارتفعت أسعار الذهب بالسوق المصري علي نحو كبير بنسبة 15،4% في شهرين رغم الركود الكبير الذي أصاب حركة البيع والشراء. كان البنك المركزي المصري قد أظهر في تقرير حديث له ارتفاع سعر الجنيه الذهب علي نحو كبير مقتربا من 1560 جنيها بنهاية شهر يونية الماضي مقارنة بنحو 1355 جنيها في نهاية شهر ابريل السابق له أي بنسبة ارتفاع قدرها 15،4% ومع هذا الارتفاع الكبير في سوق الذهب هل سيكون هو الملاذ الآمن للمستثمرين بدلا من اللجوء لسوق الأسهم الذي لم يعد هو السبيل الوحيد لمن يريد أن يحقق عوائد وأرباحا مرتفعة كما كان في السابق وعادة ما تشهد أسواق الذهب رواجا وانتعاشة كبيرة في ظل ركود أسواق الاسهم خاصة في أوقات الأزمات المالية التي تشهدها الاسواق من حين لآخر وقال الخبراء إن الذهب بات هو الملاذ الآمن للمستثمرين، بل وللحكومات في جميع دول العالم. وأضاف الخبراء أن ما فعلته الأزمات المالية وما تسببت فيه من خسائر فادحة جعل المستثمرين أكثر خوفا علي رءوس أموالهم، بل دفعهم هذا إلي البحث عن مجالات اقتصادية بديلة لتعويض خسائرهم أو علي الأقل الحفاظ علي أموالهم من الضياع مما أدي إلي وجود حالة من عدم الثقة فيما بين المتعاملين في جميع أنحاء العالم وبين أسواق الأسهم. تقول ريموندة عبدالحميد بشركة التوفيق القابضة للسمسرة إن البورصة من وجهة نظر المستثمرين حاليا لم تعد كما كان في السابق الملاذ الآمن لاستثماراتهم لافتة إلي أن البورصة تحتاج إلي ترو وصبر في الوقت الحالي تحديدا خاصة أن البورصة مازالت به معدلات نمو عالية لم تتحقق بعد وأكدت أن البورصة لم تستطع منافسة سوق الذهب الذي بات هو المغري الأول للمستثمرين خاصة بعد الارتفاعات المتتالية في أسعاره ومن ثم توقعت زيادة الاسعار في الفترة المقبلة خاصة في ظل اعتماد الحكومات والبنوك المركزية العالمية علي الذهب لحماية أموالها ومدخراتها بعد الانتكاسات التي منيت بها البورصات في العالم جراء الازمات المالية العالمية وأشارت إلي أن ارتفاعات الذهب جاءت بدعم من تراجع الدولار لأدني مستوي في شهرين أمام اليورو وسلة من العملات فضلا عن استيعاب المستثمرين لبيانات متباينة عن نمو الاقتصاد الصيني. ويقول محمد جلال الخبير الاقتصاد ي المتخصص في أسواق المعادن إن الذهب في جميع أنحاء العالم بات هو الملاذ الآمن للحكومات نفسها فكيف لم يعد هو السبيل الأمثل للمستثمرين بغرض الاستثمار وحماية أموالهم وقال إن البنوك المركزية العالمية باتت تعتمد علي الذهب لحماية أموالها خاصة في ظل الانهيارات الاقتصادية العالمية والأزمات المالية المتلاحقة التي تسببت في تكبيد المستثمرين خسائر فادحة للغاية مما دفعهم للانصراف عن أسواق الاسهم والبحث في أسواق بديلة وهو ما دفع أسعار المعدن الاصفر للارتفاع القياسي. وأضاف أنه عن ظل استمرار البنك المركزي المصري في سياسة الابقاء علي أسعار الفائدة كما هي دون تغيير سيساعد أيضا في ارتفاع المعدن الاصفر علي اعتبار أن المودعين سيلجأون إلي مجالات اقتصادية أخري لاستثمار أموالهم والبحث عن عوائد أفضل. ويقول رئيس شركة "اكسب" لتكوين وإدارة محافظ الأوراق المالية محمد الصياد إن العالم عاش أزمة مالية طاحنة أثرت علي استراتيجية المستثمرين واستراتيجية كبريات المؤسسات المالية والعالمية وأكد أن هناك مبادئ وأسسا لابد أن يعتمد عليها المستثمرون لاسيما في سوق الأسهم وأضاف أن بنوك الاستثمار وشركات الملكية الخاصة تتهيأ لاغتنام الفرص المتعددة التي أتاحتها الأزمة المالية العالمية نتيجة انخفاض تقييمات العديد من الأصول العقارية والتجارية والصناعية والمصرفية.. الخ. وسارعت بعض الهيئات الاستثمارية بالفعل بالإعلان عن خططها للاستفادة من الأزمة حيث إن الأزمة المالية العالمية أوجدت العديد من الفرص للبنوك والشركات الاستثمارية في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط بصفة عامة بسبب حاجة العديد من الشركات للسيولة لمواكبة عملية النمو وانهاء بعض المشاريع لاسيما أن معدلات النمو الاقتصادي في المنطقة ستظل الأعلي عالميا رغم الأزمة المالية كما أن الشركات والبنوك الاستثمارية تركز نشاطها في المنطقة العربية بحكم ما يتوافر فيها من فرص وبحكم ما يتوافر لهذه الشركات من مصادر تمويل خاصة أن الشركات العائلية قد تجد فرصا أفضل خارج المنطقة العربية لتدني تقييم بعض الأصول والمشروعات كما أن قطاعات البني التحتية ستظل واعدة ومغرية وأنه في ظل شح السيولة التمويلية في البنوك فإن شركات الملكية الخاصة ستصبح أحد مصادر التمويل وأنها يمكن أن تحصل الآن علي شروط أفضل لصفقاتها حيث إن من يملك المال الآن يستطيع أن يفرض شروطه. وكان سعر الذهب قد ارتفع إلي أعلي مستوياته في أسبوع عند 1217،85 دولار للأوقية بنهاية الاسبوع الماضي وفي السوق المصرية بلغ سعر الذهب من "عيار 21" 194،42 جنيه مقابل 222،19 جنيه ل"عيار 24" و166،65 ل"عي