قال خبراء ومحللون اقتصاديون إن المستثمرين في البورصة المصرية لم تكن لديهم الخبرة الكافية للتعامل مع الازمات الاقتصادية العالمية من خلال التجارب الكبيرة التي مروا بها في السنوات الماضية كانت أبرزها الازمة المالية العالمية أواخر عام 2008 ومرورا بأزمة ديون دبي التي تراجعت معها البورصة علي نحو كبير وأخيرا في الانهيارات الدامية التي شهدتها جميع أسواق العالم بسبب تفاقم حدة أزمة ديون منطقة "اليورو" التي تراجعت علي أثرها البورصة بأكثر من 6%. وقال الخبراء إن التجارب السابقة أكدت أن الهلع والخوف والبيع والشراء العشوائي ينعكس أثره علي صغار المستثمرين والافراد بنحو كبير ويكون في النهاية لصالح القرارات العقلانية وكبار المضاربين الذين يستفيدون من قرارات الافراد العشوائية. ولفت الخبراء إلي أن الهبوط الحاد الذي سجلته سوق الأسهم الأمريكية الأسبوعين الماضيين وجرت معها بقية بورصات العالم في الايام الاخيرة من الأسبوع الماضي سيكون بلا شك له تأثير علي أداء البورصة المصرية وذلك في إطار الترابط النفسي والسيكولوجي بين الأسواق. وتوقع الخبراء أن تكون البورصة المصرية أكثر هدوءا وعقلانية خلال الأيام المقبلة عما كان عليه رد الفعل في الازمات السابقة لكن هذا لا يعني عدم التأثر وإنما سيكون الهبوط في حال حدوثه أقل حدة حتي عن الهبوط الذي أصاب الأسواق العالمية. وقال الخبراء إن البورصة المصرية كانت أكثر أسواق العالم هبوطا ابان الازمة المالية العالمية في الربع الأخير من 2008 مؤكدين أن مثل هذا التأثر لن يحدث ثانية بنفس الحدة. يقول محمد الصياد رئيس مجلس إدارة شركة "اكسب" لتكوين وإدارة محافظ الأوراق المالية إن حالات الهلع والقلق والقرارات الحادة العشوائية ربما لا تظهر بالبورصة المصرية إلا في حالات الانهيارات المفاجئة خاصة أن التجارب السابقة تؤكد أن في حال حدوث ذلك تكون فرص ذهبية للشراء وليس فرص جيدة للبيع. وكانت مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية قد هبطت علي نحو كبير خلال الأسبوعين الماضيين علي خلفية أزمة ديون اليونان وخطأ فني في المؤشرات. وقال إن الرؤية ربما تظل غير واضحة بالنسبة للأسواق العالمية وأزمات الديون في بعض البلدان الأوروبية لكن من المتوقع إيجاد حلول سريعة لتلك الازمات وإعلانها مطلع هذا الأسبوع. وأشار إلي أن الازمة هذه المرة متعلقة بدولة داخل منطقة اليورو وليس بالاقتصاد الأمريكي ذاته بما يعني أن تأثر اقتصادنا سيكون محدودا للغاية خاصة أن معاملات مصر الاقتصادية والتجارية مع اليونان أو حتي دول اليورو ليس بقدر تعاملها مع الولاياتالمتحدة. ومن جانبه، يقول محمد شعبان رئيس مجلس إدارة شركة "الجذور" لتداول الأوراق المالية وعضو مجلس إدارة البورصة أن ما شهدته البورصة الأسبوعين الماضيين كانت لها تأثيرات سلبية حادة علي الحالة النفسية للمتعاملين لافتا إلي أن الغالبية العظمي من المتعاملين بالسوق يفتقدون للمهارة والخبرة الكافية خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع أوقات الأزمات المالية وهو ما يكبد البورصة خسائر فادحة. ولفت إلي أن التأثير ربما يكون نفسيا فقط في إطار سيكولوجية الأسواق وعلاقاتها بعضها ببعض معتبرا أن أزمة الرهن العقاري التي أصابت الاقتصاد الأمريكي كانت أكثر وقعا وتأثيرا علي العالم نظرا لتشعبها وارتباطها بالعديد من الاقتصادات العالمية بعكس الوضع في اليونان التي قد تكون تعاملاتها محدودة مع أغلب دول العالم. وأضاف أن الاقتصاد الأمريكي علي سبيل المثال أعلن العديد من الانباء الايجابية في الأسابيع الماضية لعل أهمها بيانات الوظائف التي وصلت لأعلي معدل لها في 4 سنوات بالاضافة إلي النمو الملحوظ في مبيعات التجزئة الأمريكية وأرجع هبوط البورصة الأمريكية الحاد تأثرا بأزمة ديون اليونان إلي عاملين الأول هو الشق النفسي في الارتباط بين الأسواق والثاني الخطأ الفني الذي أدي إلي هبوط مؤشر داوجونز الأمريكي بأكثر من 600 نقطة دفعة واحدة يوم الخميس قبل الماضي وبعد اصلاح العطل كان التأثير النفسي قد تسرب إلي المستثمرين مما حد من عمليات الشراء.