توقع محللون وخبراء بسوق المال أن تشهد الفترة المقبلة تطورات ايجابية لأسعار أسهم شركات الحديد بالبورصة تحت تأثير ارتفاع أسعار الخام والمنتج عالميا ومحليا. وأكد الخبراء أن ارتفاع أسعار الخام بنحو 30% خلال الفترة الماضية جعل هناك تكهنات بامكانية ارتفاع أسعار المنتج مرة أخري خاصة في ظل ارتفاع العديد من السلع عالميا كالبترول والنحاس وغيرها. وتكهن الخبراء بأن أسعار أسهم شركات الحديد في البورصة المصرية مازالت تتحرك بشكل عرضي يجعلها أقل من قيمتها الحقيقية مترقبة استقرار السعر النهائي لمنتج الحديد أو استمرار الارتفاع. وأشار اولئك إلي أن ارتفاع أسعار المنتج سيزيد من أرباح تلك الشركات وهو الأمر الذي سيزيد من اقبال المستثمرين علي شراء أسهم تلك الشركات. أكد وائل عنبة رئيس مجلس إدارة شركة الاوائل لإدارة المحافظ أن ارتفاع أسعار الحديد عالميا جاء نتيجة لارتفاع الأسعار عالميا إلي جانب ارتفاع أسعار السلع كالبترول والذهب والسكر الذي ارتفع بنسبة 60% اضافة إلي ارتفاع أسعار الحديد خلال الأشهر الثلاثة الماضية بنسبة 30% بحيث صعد سعر البلين 450 دولارا إلي 600 دولار. أرجع ارتفاع الأسعار إلي قيام الحكومات ومنها مصر بضخ أموال في البنية الاساسية لتنشيط الاقتصاد مما أدي إلي زيادة الطلب علي الحديد ومواد البناء مما أسهم في ارتفاع أسعاره. وأشار إلي أن أسعار أسهم الحديد المتداولة بالبورصة قد تأثرت وارتفعت أسعارها قبل ارتفاع سعر الحديد وضرب مثالا: أن سعر سهم حديد عز ارتفع من 6 جنيهات إلي 26 جنيها مما يوضح أن البورصة تسبق الاقتصاد بحوالي 6 شهور ويتوقع أن تستمر أسعار الحديد في الارتفاع مما يؤثر علي أرباح الشركات وبالتالي ينعكس علي أسعار أسهمها ويتوقع أيضا أن تعيد بنوك الاستثمار تقييمات أسعار أسهم الحديد بناء علي ارتفاع الأسعار. أوضح أنه بناء علي ارتفاع الأسعار سيؤدي إلي ارتفاع الارباح مشيرا إلي أنه يوجد ثلاث شركات مقيدة بالبورصة هي حديد عز وعز الدخلية والحديد والصلب لافتا إلي حديد عز والدخلية يمثلان كيانا واحدا بينما شركة الحديد والصلب مازالت تعاني خسائر وإعادة هيكلة مما لا يمكنها من تحقيق أرباح خلال العام الحالي ولكن ستستطيع في تحقيق ارباح فعلية بداية من العام القادم مثلما حدث في العز للتسليح. واتفق مع الرأي السابق عيسي فتحي العضو المنتدب لشركة المصرية في الخارج لتداول الأوراق المالية موضحا أن زيادة الطلب علي أسعار الحديد أدي إلي ارتفاع أسعاره إلي جانب أنه أسهم في زيادة نشاط قطاع التشييد والبناء مشيرا إلي إعادة فتح مصنع حديد عز في السويس لمسطحات الصلب الذي أدت الازمة إلي ايقافه مؤكدا أنه يوجد طلب متزايد علي الحديد مؤكدا أن زيادة الطلب علي الحديد ستسهم في ارتفاع أرباح الشركات. يتوقع أن يستمر ارتفاع الأسعار خاصة شركة حديد عز نتيجة لارتفاع الأسعار إضافة إلي شركة الحديد والصلب علي الرغم من خسائرها ولكن من المتوقع أن تشهد تحسنا في أرباحها خلال العام الحالي اضافة إلي أن بدأت بنوك الاستثمار بدأت في رفع تقييمات أسعار أسهم الحديد بناء علي ارتفاع أسعار الحديد عالميا ومحليا. أوضح أحمد اسماعيل محلل قطاع الحديد بشركة بريميير لتداول الأوراق المالية انه كان من المتوقع أن ترتفع أسعار الحديد بداية من العام الحالي نظرا لسيطرة بعض شركات الحديد العالمية علي المواد الخام منها شركة ارسيلور الهندية التي تستحوذ علي 11% من الانتاج العالمي إضافة إلي انها تمتلك عقودا تصل إلي 20% من مواد الخام العالمية الموجودة في استراليا والبرازيل مشيرا إلي أن يعد الانهيار العتيق الذي حدث في عام 2008 لأسعار الحديد وانخفاض الطلب عليه بحيث انخفض الاستهلاك العالمي في عام 2009 بنسبة 5.8% بينما انخفض الانتاج العالمي في عام 2009 بنسبة 4.16% مما أدي إلي قيام الشركات المنتجة للحديد بتخفيض انتاجها إضافة إلي البطء في المشروعات الجديدة والمرتبطة بصناعة الحديد ولكن قيام حكومات الدول بعمل تحفيزات للاقتصاد وضخ أموال في البنية الأساسية أسهم في تعافي الصناعات وابطاء حركة التراجع. أشار إلي أن معظم المخزونات بدأت تتسرب مما أدي إلي وجود اشارة إلي وجود طلب وزيادة الطلب علي الحديد خلال الربع الاخير من عام 2009 وبداية صعود ارتفاع أسعار الحديد عالميا كان بداية من العام الحالي وتتفاوت من دولة إلي أخري علي حسب كمية الطلب.